الخرطوم تستغرب تراجع المبعوث الأميركي عن دعوته لرفع السودان من قائمة الإرهاب

 الحركة الشعبية تطالب رئاسة الجمهورية في السودان بعدم التعامل مع نتائج الإحصاء السكاني

كشف مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان أن النائب الأول للرئيس السوداني، رئيس الحركة الشعبية، سلفا كير، بعث رسالة إلى رئاسة الجمهورية يطالب فيها بعدم التعامل مع نتائج الإحصاء السكاني في عمليات الانتخابات المقبلة، باعتبار أن مؤسسة الرئاسة لم تجمع على هذه النتائج. 

وترفض الحركة الشعبية نتائج الإحصاء وتقول إن الإجراءات التي تمضي في المفوضية السودانية للانتخاب، استنادا إلى نتائج الإحصاء الأخير «مضيعة للوقت». في وقت أبدى فيه مسؤول رئاسي في الخرطوم، لم يفصح عن اسمه، دهشته لتراجع المبعوث الأميركي الخاص للسودان، سكوت غرايشن، عن حديث سابق له في الكونغرس الأميركي دعا فيه إلى رفع اسم السودان عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، واعتبر ذلك «تنصلا».

 

وقال المسؤول الرئاسي إن تصريحات غرايشن الأخيرة بأنه «يعارض تخفيف العقوبات على الحكومة السودانية» حاول من خلالها استرضاء من أسماهم «الصقور» في إدارة الرئيس الأميركي، بارك أوباما، الذين هاجموه، وذكر المسؤول الرئاسي أن المبعوث سعى إلى توضيح موقفه بصورة جعلته كأنه يتنصل من رأيه، وقال إن بعض مجموعات الضغط تقود حملة للتأثير على سياسة أوباما تجاه السودان لفرض خط متشدد في التعامل مع الخرطوم.

 

وكان غرايشن قال، أول من أمس، إن حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، الأسبوع الماضي، حول دعوته إلى استرخاء في العقوبات الأميركية على السودان أسيء فهمه، وقال إنه يعارض تخفيف العقوبات على الحكومة السودانية. وذكر غرايشن أنه لا يعارض قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس عمر البشير، لكنه بحاجة لزيارة الخرطوم للمساعدة في إحلال السلام في السودان، ولإنقاذ الأرواح في دارفور، وتطبيق السلام الشامل، مما يتطلب حوارا مع الحكومة.

 

وفي تصريحات صحافية، قال الدكتور لوكا بيونق، وزير شؤون الرئاسة في حكومة الجنوب، إن النائب الأول الرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية، بعث رسالة إلى رئاسة الجمهورية يطالب فيها بعدم التعامل مع نتائج الإحصاء السكاني في عمليات الانتخابات المقبلة، باعتبار أن مؤسسة الرئاسة لم تجمع على نتائج الإحصاء السكاني، وأضاف بيونق أن مفوضية الانتخابات لم تتلق إفادة من الرئاسة حول رسالة سلفا كير الذي خاطب رئيس المفوضية، أبيل الير، برسالة أخرى يبلغه فيها أن نتائج التعداد السكاني لا يزال هناك خلاف عليها، وطلب منه عدم اعتمادها في تقسيم الدوائر الجغرافية إلى حين حسم الخلاف حولها. ونسب إلى قيادي بالحركة الشعبية أن حركته قد لا تشارك في الانتخابات القادمة، بسبب عدم جدية المؤتمر الوطني في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ومراعاة مطالب الحركة المتعلقة برفضها نتائج التعداد السكاني، وتوزيع الدوائر الانتخابية.

 

من جانبه، طالب أمين التعبئة والانتخابات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور إبراهيم غندور، الحركة الشعبية بعدم الزج بالتعداد في العملية الانتخابية، باعتباره قضية فنية لا تحتمل الشكوك السياسية، قبل أن يشن هجوما عنيفا على الحركة الشعبية وأمينها العام، قال إن إعلان الدوائر الانتخابية سيخضع لدراسة متأنية على كل المستويات الاتحادية والولائية والمحلية، وجدد أن حزبه سيطرح رأيه كبقية القوى السياسية في الدوائر المعلنة، واتهم عناصر داخل الحركة الشعبية بأنها لا تريد الانتخابات، وتبحث عن الذرائع التي يتبناها الأمين العام للحركة، باقان أموم، وقال: «لم يصلنا حتى الآن من الحركة غير ما يؤكد رغبتها في إقامة الانتخابات». ودعا غندور القوى السياسية بدلا من إضاعة الوقت وتوزيع الاتهامات، أن تعمل على مخاطبة الناخب السوداني، وقواعدها الشعبية التي ستحدد أوزان الأحزاب في الفترة المقبلة، وقال إن أي حديث عن التعداد من ناحية فنية ومهنية يمكن أن يكون مقبولا، وأضاف أن أي حديث آخر يعتبر شكوكا سياسية غير مبررة، ويعتبر أعذارا وهمية، ولن تجد سندا من أي جهة.

 

وواصل المسؤولون في حزب المؤتمر الوطني، وممثلوه في الحكومة، الهجوم على باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية، على خلفية تصريحات له طالب فيها بعدم رفع العقوبات عن السودان، وقال علي أحمد كرتي، وزير الدولة بالخارجية، في تصريحات بأن ما قاله باقان بالولايات المتحدة لا يحتاج حزب المؤتمر الوطني الرد عليه لأنه وجد الإجابة من داخل أميركا، وأكد كرتي أن باقان وأمثاله كانوا يظنون أنهم وكلاء لأميركا في السودان، لكن فات عليهم أن أميركا تفتح الآن عيونها مباشرة ولا تحتاج لوكيل أو عميل في السودان. وقال إن هذه هي الرسالة الأولى لباقان، أما لما كان يقوله عن ضرورة استمرار العقوبات على السودان فعلى أبناء الوطن التقدير هل هذه حركة جاءت لإصلاح السودان، وهل هذه هي فكرة السودان الجديد الذي كانت تدعو له الحركة الشعبية، وقال إن الأدوار التي يسعى هؤلاء إلى لعبها انتهت وسئمت الدول التي كان يسعى هؤلاء لاستعدائها من معادات السودان.

 

وقال إن أميركا إذا أرادت فعل أي شيء فإن الأمور حولها مطروحة ولا تحتاج لمثل هذه الدعاوى من حركة تقدم نفسها لحكم السودان، في الوقت ذاته الذي تستعدي الدول الأخرى لمحاصرة ومقاطعة السودان، وتمنع القروض لتأتي للبلاد، وتساءل كرتي: إن الجنوب دان لهم خلال الأربع سنوات الماضية، ماذا فعلوا له سوى الفاقة والمجاعات، وأضاف بأن هذه الحروب التي فتكت بمناطق قبائل الجنوب لم تكن موجودة عندما كان الجيش هو المسيطر.

الشرق الاوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *