الخبز والثورة

حسن اسحق
عادت الصفوف من جديد والازدحام امام الشبابيك لساعات طوال لاخذ قطع صغيرة لا تكفي للاسرة والشخص،المواطن بدأ يتحسس مقبضه من احداث سبتمبر المؤلمة،خرج الي الشارع من دون ان ينظمه حزب سياسي ،وكان يعلم ان رفع الدعم الحكومي يضر به في عيشه،والمواطنين الذين خرجوا الي الشوارع يوم الاحد في بعض من احياء من الخرطوم احتجاجا علي ازمة الخبز والصفوف عادت مرة اخري، والجازولين شبه معدوم في محطات الوقود داخل الخرطوم،وتذمر سائقي الركشات والحافلات في الحاج يوسف بشرق النيل،وغضب المواطنين امام المخباز،الانتظار لساعات وكميات الخبز التي لاتكفي المنتظرين.
ان الخروج الاخير في سبتمبر الماضي اثاره لم تعالج الي هذه اللحظة،وكل المؤشرات الحكومية آنيا نقص الوقود وارتفاع الدقيق في الاسواق،فشلت في حلها السلطات،كل يوم جديد يهاجم المواطن في مأكله،فهو يعي ان سبب ازمته المعيشية،المؤتمر الوطني، المواطنات/المواطنين اقتنعوا ان الشفاء في مغادرة النظام،ومع وجود اشاعات محبطة يبثها النفعيين السريين،اذا ذهب النظام، من يأتي بعده سيكون اسوأ، وهذه نظرة لا تحترم رأي الشارع السوداني الذي لا تنتمي اغلبيته لاحزاب سياسية، ومدركين حزب البشير واعوانه واقرباءه واعضاء حزبه،يشترون الا راضي الزراعية ويحتكرون تجارة
الالبان، ويورطوا المزارعين بالتقاوي الفاسدة. ان المزارع الذي اصابته صفقة تقاوي القمح واضرت بموسه،وستدخله في حساب اذا لم يسدد ديون البنك الزراعي او وزارة الزراعة لايحتاج الي كائن يوضح له مدي الضرر الكبير الذي وقع علي ظهره.وكذلك من يقف لساعتين او اكثر في زحام المخبز،في غني عن توضيح من يضر به، والاسباب التي جعلت مواطني بري والكلاكات يتظاهرون كما جاء في خبر نشرته صحيفة (حريات) الاثنين الماضي.المواطنين في السودان واسر ضحايا سبتمبر، خرجوا في بري، وهم علي علم ان رصاص النظام اغتال ابنهم الشهيد سنهوري. ان معاناة الحصول علي كمية قليلة من الخبز، ومعاناة السائق امام محطة الوقود،هي كفيلة ان تجعله/وتجعلها تتخذ موقف المبادر في الاحتجاج القادم، لان المسألة اصبحت حياة او موت، فلن يصمتوا حتي تفرض عليهم الحكومة ضريبة للهواء والحركة،قد افلس حكم عمر البشير، يريد ان يلهي الجماهير باعلان انتصارات ونفي هزائم، ماذا سيجني من الفقراء من هذا، الا الوقوف صفوف في زحام المخابز، وزحمة الحياة، وتوقع ان تبدأ من التظاهرات في الزحمة،او محطات الوقود، فالسائق يريد الجازولين لشراء خبز لاسرته.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *