الجبهة الوطنية العريضة ….ومشروع الدولة المدنية

الجبهة الوطنية العريضة ….و مشروع الدولة المدنية
1—-2
                                              
ما اكتبه محاولة لأعمال العقل و المنطق فى شأن الوطن الذى تتقاذفه حمم الأنفصال و  تختزله محاولات الطغمه الحاكمة فى السلطة بعقلية لم تقدم حلولا لقضايا السودان الشائكة , لانه تنظيم يجيد خلق الصراعات و المتناقضات لتحقيق مصالح حزبية و ذاتيه ضيقة تتعارض تماما مع مصالح الوطن الكلية
…  لقد اطلت علينا الذكرى ال46  لثورة اكتوبرالمجيدة , و البلاد تعيش أسوأ ايامها الحوالك , بين وحدة وطن على اعتاب الأنقسام
(جنوبا) , و جزء عزيز من الوطن تتقاذفه حمم الآلة العسكرية الأنقاذية فى ابادة جماعية لسكانه العزل مازال يسير بذكرها الركبان , بل دفعت المجتمع الدولى للتحرك لأيقاف تلك الأبادة , فكانت المحكمة الجنائية الدولية سيفا مسلطا على رأس تلك الطغمة الحاكمة … اما اجزاء الوطن الأخرى فلقد تقاطعت فيه المصالح حيث لا وفاق و لاتعايش سلمى و لا احترام لآخر , بل خصومات اقعدت بكل جهد للأصلاح مما ادى الى انعدام الخيارات السياسية المتاحة للعيش فى كنف السودان الواحد
…. المؤتمر الوطنى ..وأدمان السلطة المطلقة :–  

   لقد اكدت الأحداث خطل سياسة حكومة المؤتمر الوطنىو مشروعه الحضارى فى التعاطى مع الشأن الداخلى , انه النظام السياسى الوحيد على مر تاريخ السودان الحديث الذى يتحمل المسؤلية السياسية و الأخلاقية فى تقسيم السودان الى دويلات قابلة للتصارع و التقاتل البغيض …انها عقدين و نيف من الزمان تعارضت فيها الأنتماءات و الولاءات  داخل التنظيم الواحد وتعداها الى الدولة السودانية حيث تكرست العرقية و الجهوية و القبلية المقيته بدلا عن مبدأ المواطنة التى يتساوى فيها الجميع فى الحقوق والواجبات…. هى سواءات اضعفت التحدى الماثل امامنا كسودانيين , ادخلت فى بعضنا روح الكراهية و العنف و عدم تقبل الآخر…       

ان اسوأ انواع الأرهاب هو ارهاب الدولة , و الذى مارسته حكومة المؤتمر الوطنى بأشكاله المختلفه , فأصاب معظم الشعب السودانى بالأحباط و القهر , بل تجاوزه الى  التطرف و المغالاة فى نبذ كل شىء تأتى به حكومة المؤتمرالوطنى(الوحدةالجاذبة),والأستعداد
لركوب سفن الأنفصال الجاهزةللرحيل… 
                                                    
ان الأوضاع السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية المتردية زادت من سخط الشعب على الحكومة التى ورثته اليأس على كافة المستويات وهو ما يهدد استقراره و امله فى مستقبل زاهر…..                                

انها حكومة لا تهمها كينونة السودان بحدوده الجغرافية الموروثه بقدر ما تهمها اختزال الوطن فى سلطة لا تعنى لنا امر بقائها سواء مزيدا من القهر و التخلف والأنقسام……..              
                              
نظام بهذا السوء ما كان يمكنه البقاء طوال هذه الفترة الماضية اذا انتظمت القوى السياسية فى معارضة جادة متفق على وسائلها, فالمصلحة الوطنية العليا اكدت ضرورة  ازاحة هذا النظام الذى اختزل الوطن فى سلطة فرعونية  مطلقة , عمدت الى تقسيم الدولة القومية الموروثة من الأستعمار الى اسمال وطن صارت مؤشرات الولاء فيه ليس للدين الذى يرفعون شعاره زورا و بهتانا بل تجاوزه الى  المرجعية الأثنية و العرقية الضيقة…و بالتالى اضمحلال المساواة و المشاركة السياسية الفاعلة وفق معايير الحقوق و الواجبات , مما اكسب كثير من قطاعات
الشعب , القهر والغبن والذى سيكون  دافعا حقيقيا الى الثورة المكشوفة و حمل السلاح , و مطالب مبررة للمطالبة بتقرير المصير و المطالبة بالحماية الدولية لحظتها يدرك منسوبى المؤتمر الوطنى وقادته ان حمى دولتهم لا يتجاوز مقر حزبه …   

لقد ظلم المؤتمر الوطنى(السودان ..الوطن الواحد فى وحدة ترابه و شعبه و ارادته , فمهما حاولوا تزيين افعالهم و تجيير  الحقائق الا ان حقاتق التاريخ و الجغرافية تظل شاهدا على سوء افعالهم وكذب اقوالهم …….
                                                                                   
                                             الجبهة الوطنية العريضة…الأمل
المرتجى:-    
و نحن فى غمرة اليأس و الحيرة نتلفت يمنة و يسره و( الشريكين) يقررون فى شأن الوطن  بعد ان ألبسوه دثار الأنفصال الأميبى….شاءت ارادة المولى ان تخرج لنا الأستاذ:على محمود حسنين , بطرحه الداعى بتأسيس جبهة وطنية عريضة تكون اولى مهامها , التخلص من استبداد الأنقاذ كبحا لجماح الأنفصال و قفلا لأبواب القطيعة والوقيعة………………….. 
                                                                                       

انه الرائد الذى لا يكذب اهله , عهدناه مصادما , مقداما لم  ينحنى لأصنام الشمولية  و الطائفية على مر التاريخ السياسى الحديث ,بل من قلائل السياسيون الذين دعوا الرئيس عمر البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية فكان جزاء هذا الصمود الأعتقال المتكرر و السجن …رجل بكل هذه الصفات جدير به صناعة الأمل لهذا الشعب المتعوس , ولعل دعوته للجميع بغض النظر عن توجهاتهم السياسية او انتماءاتهم الدينية و العرقية فى المشاركة فى تقرير شأن الوطن المكلوم , تؤكد صدقه و قوة شكيمته مما يعنى قدرته على استيعاب جميع التناقضات , و تربية الشعب السودانى على قيم الديمقراطية الحقيقية و تنويره و تأهيله ثم التدرج به بعيدا عن الديمقراطية القبلية و الدينية  , نحو مرافئ الدولة المدنية …….
                                                 
لا يعترينى ادنى شك فى جدية المؤتمرون فى عاصمة الضباب (لندن) فى الفترة من 22اكتوبر2010 و حتى24 اكتوبر 2010 فى انهم سيخلقون واقعا سياسيا جديدا يتمثل فى جبهة وطنية عريضة مناوئة لحكومة المؤتمر الوطنى تعمل على اسقاط حكومته , و قبلها  تعمل على صهر و تذوييب كل الحساسيات و تقاطعات المصالح الحزبية الضيقة و الأتفاق  عالى قضايا السودان الشائكة و كيفية ايجاد الحلول العملية لها , حفاظا على تماسك  البيت السودانى الذى تقف وحدته فى مفترق طرق
……… 
                                                        
ان الأمر يحتاج الى وحدة خطاب سياسىيتسامى فوق الأختلافات و المرارات تحصنه درجة من  الأستيعاب ليس لفهم ما جرى طوال العقدين الماضيين , و لكن ايضا تحوطا للمستقبل الذى  نتمنى ان يجد الجميع نفسه فيه دون غمط او اكراه … و يجب ان يبلغ التحوط اعلى درجاته من الذى يدعون الى قيام الدولة الدينية اى كان عنوانها , لان الذى لم يحقق  هدفه عبر مشروعه الحضارىفى مرة , لن يعتزل الدور المرسوم له و يعتزل الساحة  السياسية السودانية , بل سيكرر محاولاته مرات و مرات تحت رايات اخرى , ليبلغ مراده  الذى يفترض ان له مصالح اكيده فيه , لذلك ينبغى تحرى الدوافع و تغليب الأحتمالات  حتى نقف على مرارات الماضى و نعايش الحاضر ونخطط
للمستقبل فى آن واحد ………. 
                                                                     
نواصل 
                                                                                                                     موسى عثمان عمر على (بابو) — استراليا — ولاية
كوينزلاند — بريزبن
e.mail :[email protected]
phone :+61434024971

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *