التسول من افريقيا

حسن اسحق
ارتبك النظام بعد ان استقل جنوب السودان اقتصاديا، وتوفق تدفق نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان الي الدول التي كانت تشتريه بالعملة الصعبة، ارتبكت حكومة الوطني،وفقدت عقلها، وارتفع سعر الدولار في الاسواق الموازية للبنك المركزي في صعود ونزول بين 85 و95 جنيه، ورفع الدعم الحكومي عن السلع والمحروقات في سبتمبر الماضي، وكانت السور القصير الذي تسلقته الحكومة لتسد العجز الحكومي، لاشئ لديها لتصدره الي الخارج.
البترول ذهب الي اهله في الجنوب. ودول خليجية قاطعت السودان شبه اقتصاديا السعودية والامارات، بسبب ملف الاخوان المسلمين، والتحالف الايراني مع منظومة الاسلام السياسي في المنطقة، وملف الارهاب، دول صديقة رفعت عصا الغضب علي المؤتمر الوطني. قطر الوحيدة من المنظومة الخليجية ولمصلحتها الاقتصادية صارت القلب الرؤوم لدولة بني(كيزان) والوديعة المليارية لامير قطر الاخيرة، تنفست الحكومة الصعداء، ضاقت الازقة علي اصاحبها باتوا كالشحاذين في سوق عكاظ، وكل وزير يسافر الي الخارج يصرح ان السودان هو قبلة الاستثمار العربي والغذائي في المنطقة،خليجيا وعربيا وافريقيا، رغم المقاطعة يحاولون بكل الطرق سد فجوتهم المالية، والتبشير خيرا بالاقتصاد السوداني، وبات معروفا ان البلاد اصبحت منطقة حرب ونزوح وتجارة بالا نسان واعضاءه، علي الحدود الشرقية للسودان، وتجارة مخدرات عابرة للبحار.هذه المرة يمارس وزير المالية هواية التسول القاري ، ودعا البنك الافريقي للتنمية لتسريع تنفيذ المخصصات المالية للدول الاعضاء عبر برنامج تجديد موارد الصندوق رقم 13 خلال الفترة 14 -2016 الذي يتضمن تمويل مشروع درء اثار الجفاف وتحقيق الامن الغذائي والصحة العامة للسودان،وعقب مشاركته مترئسا وفد السودان في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الافريقي للتنمية بالعاصمة الرواندية كيغالي.  ويرغب السودان في دعم افريقي لتمويل درء اثار الجفاف وتحقيق الامن الغذائي والصحة العامة، وتقول منظمات السودان بسبب الحرب المستمرة يواجه نقصا حادا في الغذاء، وصار الناس يبحثون عن الحبوب في حفر النمل، رغم نفي الحكومة لذلك، والامن الغذائي صعوبة تحقيقه،لان مشاريع زراعية كبيرة انتاجها الزراعي قل الي درجة مخيفة،والبذور الفاسدة كانت سبب فشل زراعة القمح في ولاية الجزيرة، واهمال الحكومة لاكبر المشاريع المروية، وعملت علي تفكيكه لتستفيد منه فئة قليلة انتهازية موالية للنظام. وهل هذه الكوارث غائبة عن البنك الافريقي؟، حتي يرتكب خطأ دعم السودان.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *