الترابي: أزمة اقتصادية في شمال السودان بعد الانفصال

– قال الزعيم السوداني المعارض حسن الترابي يوم الثلاثاء ان السودان سيتعرض بعد انفصال الجنوب في يوليو تموز لازمة اقتصادية قد تؤدي الى احتجاجات وزعزعة للاستقرار مع تفاقم مشكلة التضخم.

واختار جنوب السودان الانفصال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني ومن ثم سيصبح دولة مستقلة في التاسع من يوليو تموز.

وسيخسر الشمال الذي يعيش به 80 في المئة من السكان 75 في المئة من انتاج النفط البالغ 500 الف برميل يوميا حيث تقع مناطق انتاج هذه النسبة في الجنوب. ويمثل النفط المصدر الوحيد تقريبا لايرادات الدولة.

وقال الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض في مقابلة ان أثر خسارة عائدات النفط سيكون محسوسا بعد يوليو تموز وسيؤدي الى تفاقم المشاكل الاقتصادية حيث وصل المعدل السنوي للتضخم بالفعل الى 16.5 في المئة في ابريل نيسان.

واضاف الترابي في مكتبه بعد أسبوعين فقط من الافراج عنه عقب احتجازه ثلاثة أشهر أن التضخم مشكلة خطيرة للغاية.

وقال الترابي مشيرا الى اضراب للاطباء العاملين لدى الدولة في العاصمة السودانية يوم الثلاثاء انهم لا يحصلون على رواتب تكفيهم لشراء سيارة او منزل لذا يسافرون للعمل في الخارج في بلدان مثل السعودية.

واعتقلت قوات الامن السودانية الترابي وثمانية من أعضاء حزبه في 18 يناير كانون الثاني بعد أن دعا الى “ثورة شعبية” ما لم تتصد الحكومة لمشكلة التضخم وهو مسألة حساسة في السودان اشتدت حدتها بسبب الصراع على مدى سنوات والعقوبات التجارية الامريكية.

وقال الترابي ان الفساد والمصاعب الاقتصادية قد تدفع الناس الى الاحتجاج في حشود اكبر من المظاهرات المتفرقة التي شهدتها البلاد حتى الان.

ومضي يقول ان كثيرا من السودانيين غاضبون وان الشعب يعرف بالفساد بسبب وسائل الاعلام الجديدة ويتابع ما يحدث في البلدان العربية.

وقال الترابي ان السودان بلد هش تحفظ وحدته أسس قبلية وبعض المناطق مثل دارفور قد تنفصل في احتجاجات تستلهم الانتفاضات العربية.

وتابع ان ذلك من الممكن ان يحدث وانه يشعر بقلق من احتمال ان يؤدي اي احتجاج او ثورة الى فوضي لان السودان بلد لا مركزي.

وامتنع الترابي عن الدعوة لاحتجاجات شعبية لكنه قال ان السودان بحاجة الى “انتقال منظم” للسلطة لمنع عدم الاستقرار.

وقال ان السودانيين يحتاجون لحرية حقيقية وانتخابات وانتقال سلمي للسلطة.

وتقول الحكومة ان التضخم سببه العقوبات الامريكية لكن الترابي انحى باللائمة على الاسراف في الانفاق الذي قال انه يمكن رؤيته حاليا في درافور حيث تضيف الخرطوم ولايتين جديدتين تتطلبان مزيدا من الاجهزة البيروقراطية وهو ما قال انه سيؤدي الى مزيد من الفساد حيث يتم تعيين كثير من الموظفين وفقا للولاء القبلي او السياسي.

ويتوقع محللون أن تتفق الحكومتان على اقتسام عائدات النفط حيث يحتاج الجنوب لخطوط الانابيب والمصافي الموجودة في الشمال لكن الترابي قال ان الدولة الجديدة في الجنوب قد تبحث عن اصدقاء جدد لتقليل الاعتماد على الخرطوم.

وقال ان الجنوب يتوخى الحرص الان لكن بامكانه انشاء خطوط انابيب جديدة يمكن للشركات

الصينية ان تبنيها له في عام ونصف العام

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *