الامطار والفيضانات في السودان مأساة جديدة متجددة تحكي فشل السلطات المتعاقبة في ابتكار حلول ناجعة

الامطار والفيضانات في السودان مأساة جديدة متجددة

مأساة تحكي فشل السلطات المتعاقبة في ابتكار حلول ناجعة

بقلم : حسن إبراهيم فضل

أقلام متحدة

أعلن المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني ,العميد عبد الجليل عبد الرحيم ,ان الأمطار والسيول  في ولايتي نهر النيل والنيل الأبيض تسببت في مصرع 51 شخصا وإصابة 24 آخرين و تسببت في انهيار 5345 منزلا بشكل كلي و2845 منزلا بشكل جزئي و16 مرفقا عاما و انجراف عدد من الطرق الرئيسية التي تربط الولاية بمدن أخرى.

وفي ولاية جنوب دارفور تسببت السيول والفيضانات في انهيار 1200 منزلا  بمخيم كلمة للنازحين بمحلية بليل 7 كلم شرقي نيالا عاصمة الولاية حسب المدير التنفيذي لمحلية بليل هرون عمر إيدام , كما أعلنت السلطات بجنوب دارفور انهيار حوالى 2000منزلا بسبب السيول والفيضانات التى ضربت منطقة ام زعيفة بمحلية عد الفرسان وانقطاع الطريق الرابط بين حاضرة الولاية ومحلية عد الفرسان جنوب غرب الولاية.

هذه هي المأساة الجديدة المتجددة  مع قدوم كل موسم جديد للأمطار والخريف في السودان  تتجدد مأساة  المدن والقرى والفقراء , لتحكي  فصول رواية أكبر فضيحة في التاريخ ,قصة  تروي  عن عجز  وفشل خيال حكومات تعاقبت على حكم اعظم بلد في المنطقة من حيث الموارد بكل اشكالها  لكنها ورثت شعبها كل اشكال البؤس والفقر والمرض.

بلد يجري فيه اعظم نيل واطولهم عالميا بالإضافة لعدد من الأنهر الفرعية التي تغذي رافديه العظيمين  مع ملايين الأمتار المكعبة من المياه المطرية التي تهدر سنويا تضاهي حصة  السودان  وقسمتها الضيزى  في  مياه النيل (الخبراء يقدرون مياه الامطار في السودان التي  تذهب سدا بحوالي 1,8 مليار متر معب وهو عشر حصتنا البالغة 18 مليار متر معب)

غير ان في كل  موسم جديد  يتحول قرى البؤس التي تتحولق حول مجرى  النيل العظيم  والاكواخ في معسكرات الشقاء بفعل الحروب العبثية وحزام الفقر في تخوم المدن تتحول هذه  الأماكن وسكانها ضحايا  حكومات السودان المتعاقبة  تتعرض  الى مأساة  حقيقية  لتحكي سيرة عجز السلطات والحكومات على مر تاريخ السودان في  إيجاد صيغة من الالفة والمحبة المثمرة بين النيل العظيم وسكانه الذين يزيدونه  عنفوانا  بأعمار الأرض حول مجراه ليسير زاهياً مرفوع الهامة  باسطا الخير كله على طول  اميال عزة الكبرياء على امتداد ارض الجدود الذين فدوه بالدماء

  مع دخول موسم الأمطار وارتفاع مناسيب نهر النيل، تسود السودان حالة من القلق، من احتمال تكرار مأساة فيضانات الأعوام الماضية ، التي وتؤدي بحياة  العشرات وهدم آلاف المنازل، وتتضرر آلاف الأسر، لاسيما في ظِل ضعف البنى التحتية والاهمال، التي تتزامن مع أزمات السودان الأخرى السياسية والاقتصادية والتي شهدت تدهورا مريعا في حياة  ومعاش الناس اليومية , لينتهي الموسم رغم  كل هذا الكم الهائل من المياه يقف شعب اغنى بلد بموارده المائية والزراعية صفوفا طويلة ولساعات طوال للحصول على رغيف العيش  وهي الأخرى تحكي فضيحة أخرى في انعدام الضمير و النزاهة  وتجلي الفساد في اعلى صوره , وينتظر  الشعب المغلوب على امره موسما اخر ليبحث عن وسيلة للتعايش مع المعاناة التي لا بوادر حل لها في الأفق القريب.

هطول الامطار في كل   بقاع العالم يعتبر بشرى وبشارة  بقدوم موسم جديد وفرصة للمزارعين  باستقبال موسم زراعي يجتهدون فيه ويحصدون ويعصرون ويحلبون الضرع ويبثون روح جديدة في دورة حياة الناس والمجتمع لتفيض في الجوار الإقليمي والعالمي , وكم كان السودان الجريح مرشح لان يكون ذلك المارد  العظيم الذي سيقود  معركة الانتصار على الجوع والعوز في المنطقة وربما العالم .

ان صور الدمار المريع الذي شاهدناه لتلك المناطق المدمرة تعكس بوضوح انعدام الرؤية والتخطيط  لمستقبل البناء والتشييد في بلادنا  ومعلوم بالضرورة البناء من الطين والذي هو في حد ذاته يعد كارثة مؤجلة بعلم سكانه  لكنهم  لا يملكون خيارات  امامهم والا فان من واجب السلطات  وكما تقيم وتخطط  المخططات السكنية الشعبية منها والفئوية على علاتها لماذا لا تأممها في الولايات والقرى على الأقل توفر التخطيط وتوصف مجاري الاودية  وتشجع السكان في بناء  ثابن نسبيا قد  يتغلب على العوامل الطبيعية م الفيضانات وغيرها.

خريف هذا العام مشجع من حيث موارد المياه غير ان الموسم مواجه بكثير من العقبات اما المزارع المغلوب على امره حيث الغلاء الطاحن في كل شيء بالإضافة للسيول الموسمية والتي تجيء هذا العام في ظروف غاية في التعقيد , انهيار اقتصادي وأزمة سياسية مستفلحة وتشرذم ينذر بمستقبل محفوف بالمخاطر.

نامل من جميع الفرقاء في وطني لان يستشعروا  خطورة ما فيه الوطن اليوم وما يعانيه شعبنا , علينا جميعا بكل فئاتنا ا ان نتجه نحو هدف واحد وهو رفعة هذا الوطن وصيانة وحدته وكرامة مواطنيه.

بقي ان نهنيء  سباب العالم في يوم العالمي الذي يصادف 12 اغطسطس من كل عام والذي يجي هذا العام تحت شعار هذا العام 2022 (التضامن بين الأجيال: خلق عالم لكافة الأعمار)

والهدف من يوم الشباب الدولي لعام 2022 حسب الأمين العام للأمم المتحدة ,أنطونيو غوتيريش ,هو إسماع الرسالة التي مفادها أن هناك حاجة للعمل عبر الأجيال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب ألا يتخلف أي فرد عن ذلك الركب. كما يُراد من هذه المناسبة كذلك إذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز ضد كبار السن، مما يؤثر بالتالي في فئتي الشباب وفي كبار السن، فضلا عن آثار الضارة على المجتمع ككل

التهنئة لشابات وشباب السودان وهو يناضل من اجل غد مشرق في وطن يسع الجميع يضمد جراحنا الغائرة .

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *