الاعلام والكارهون له

حسن اسحق
الاكثار الرسمي من الحديث ان الدولة ترعي وسائل الاعلام ، وتهتم بتطويره ، طريقة غامضة تخفي حقائق ، وتظهر اكاذيب مريبة.
ان الخط الاعلامي في فترة (العنقالة) الاسلامويين يرزح تحت وطأة المصادرة والتهديد. الدولة لا تتحمل مجابهة الحقائق ونشرها ليعرفها القارئ والمطلع، تريد اعلاما مقروءا كان او مسموعا او مرئيا يدق لها طبول الاستجابة والطاعة (المرمطة الاعلامية).
المؤتمر الوطني الحزب الوحيد الذي يملك آلة اعلامية تزيف له الوقائع، ويستغلها لصالح وجوده علي الكرسي الذي تآكل لربع قرن من الزمان ، ويهرول خائفا حينما تنشر صحيفة ما حدث، يكون غاضبا، ومكشرا عن انيابه السلطوية بحظرها من القراء، واسلوب المصادرة من المطبعة ، كما جري لصحيفة الجريدة، كان لها ميراث المصادرة منذ صدورها قبل 4 سنوات، واليوم التالي في شهر سبتمبر الحالي تأذت منه. ان الكتابة والنشر الصحفي يجب ان تأتي وفق مزاج المؤتمر الوطني الحاكم، بخطوطه الحمراء، وهذا الخط الوهمي الهادف الي تركيع وتخويف من يقفون علي الجانب الاخر من كرسي الربع قرنية ، وخطوط حمراء لا تذكر جهاز الامن بسوء ، والجيش، والمؤسسات الوطنية، ثم الاوضاع المزرية لحقوق الانسان في مناطق تحترق صباح مساء.
والذكر بالسوء، المقصود به حسب مزاج كرسي الربع قرنية ، هو ذكر الحقائق عن ذكري سبتمبر المجيدة ، وهي حدث اكد للجميع، ان المؤتمر الوطني في سبيل المكوث علي الكرسي، يفعل اي شئ حتي لا يسقط ، ويكرردوما بسبب ، ومن دون سبب ان مؤسسة الجيش، مؤسسة قومية، ومايعادلها من المؤسسات الامنية ، وهذا الاصرار علي التكرار، هو نقطة التحول في ربطها الحزب الحاكم ، ومن تجرأ علي لمسها ونقدها ، ستكون نتيجة العقاب من نصيبه ، وسحب بساط الوطنية منه، كما يسحب الجواز والجنسية والوطنية .
الاعلام هو وسيلة نشر المعلومة للقارئ والمهتم،واذا اقترب حدث هام يثير الشارع المتابع لاوضاع بلاده، يأتي القرار الشفاهي عبر الهاتف،لا تكتبوا عن ضحايا سبتمبر،والاعتقالات المصاحبة لها،ومصادرة الصحف، ومنع الاعلانات منها،وتحفيز صحف بالاعلانات لتربح ماديا،واخري يحجب عنها،كي لا تستفيد من الربح المادي، بوجود مؤسسة امنية سلطوية هي من تقرر الصحف التي تعطي الاعلانات.
واذا منع جهاز الامن اي جهة تسليم مذكرة لمؤسسة حكومية، يطلب من المحرر كتابة الخبر دون ان يذكر جهاز الامن بالاسم، ويصيغه بطريقة اخري، يذكر فيها اسم السلطات الامنية قامت بمنع او فض ، او او او ،ومصطلح السلطات الامنية مصطلح غير واضح ومضلل، السؤال هو ، ماهي السلطات الامنية بالتحديد التي رفضت تسليم مذكرة، او فضت التجمهر؟، رغم ان المحرر يعلم ان الامن هو من قام بذلك ، لان ذكر جهاز الامن بالاسم ، يعرض المحرر ورئيس التحرير للمساءلة والتحقيق، وقد تصل الي حجب العمود والمنع من الكتابة .
ان سراب الحرية في السودان، هو الوصف الامثل لوضعنا الاعلامي، انها بعيدة عن يد القارئ، والمكلف بتحريرها. الصحافة في زمن السلطة الربع قرنية ، يتعامل المؤتمر الوطني معها بعقلية مانوية، اما معنا او ضدنا ، ولا طريق ثالث لها، طالما الصحافة تقودها عقلية مانوية امنية، وتفكير امني ،تأكد ان الحقائق في طريقها الي الحجب، والرصد والمحاكمة امام القانون المانوي الذي يشفع للجاني، ويعاقب المجني عليه، الاعلام .
ان كارهو الصحافة الحرة، هم فئة قليلة تظهر ليلا كالخفافيش لوأد الكلمة الصادقة، يريدونها كلمة مزيفة ومضللة، واكثر مايكرهونه، ان تصر، انك علي حق ، وهم علي وهم سلطوي، نسوا زوالها،وادمنوا استمرارها . ان كارهو الاعلام كخفافيش الظلام ، علي يدهم السلاح، وعلي لسانهم اسلوب التهديد…
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *