استمرار استفتاء السودان بمصر في ظل هجمات عسكرية واحتكاكات قبلية بالجنوب

استمرار استفتاء السودان بمصر في ظل هجمات عسكرية واحتكاكات قبلية بالجنوب 

  ممثل المؤتمر الوطني بالإستفتاء: * لا توقع للتزوير أو عدم الشفافية إذا استمر الاستفتاء بمصر بصورته الحالية.

متابعة : سحر رجب

 وسط تأييد ساحق للانفصال، واصل جنوبيو السودان الإدلاء بأصواتهم لليوم التالي من الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان، والذي ستحسم نتيجته بالانفصال أو البقاء داخل سودان واحد في الخامس عشر من يناير الجاري ، ولم يعكر صفو أجواء الاستفتاء الذي اتسم بهدوء وحماسة الجنوبيين سوى اشتباكات في ولاية الوحدة ومنطقة “آبيي” المتنازع عليها بين الشمال والجنوب أوقعت عشرات القتلى .

 وفى استطلاع قامت به ” المهمشين “، أشار ألو كير كوت،  رئيس مركز اقتراع عين شمس بالقاهرة، أحد مراكز الاقتراع الثلاثة بمصر  من ضمن ثمانية مراكز بدول خارج السودان ،  أشار إلى أن الطوابير الطويلة من الناخبين التي بدأ بها الاستفتاء في يومه الأول ، قد  تلاشت تماما اليوم،  بعد أن قام معظم أبناء الجنوب بالتصويت في أول أيام الاقتراع بمركز عين شمس، في العملية التي تمت  دون شغب أو أي مشاكل ، وقد بلغ حجم المسجلين في اليوم الأول 663 من إجمالي عدد المسجلين بمركز اقتراع عين شمس الذين يبلغون  1232 شخص ،وبلغ الإجمالي في ختام اليوم الثاني  إلى 837 مقترع، وعمًت الاحتفالات من جانب من ينادون بالانفصال، رغم ذلك هناك مواطنين جنوبيين يفهمون طبيعة العلاقات المستقبلية التي يجب أن تكون  جيدة بين الشعبيين شمال السودان  وجنوبه وكذلك مع مصر .

 

وأكد كوت، على هدوء هذا اليوم نوعا وأن هناك فهم تام لطريقة الاقتراع من قبل المواطنين وكذلك من قبل الموظفين الذين شاركوا في دورتين تدريبيتين أحداهما للتسجيل والأخرى لكيفية الاختراع، برعاية من مفوضية الاستفتاء ومنظمة الهجرة الدولية.

 

وأشار الو كير، إلى الزيارات المتعددة التي يقوم بها المسئولين لمركز عين شمس فقد زارهم وفد من السفارة السودانية بقيادة المستشار الإعلامي والمستشار الثقافي ووفد مرافق لهما، وكذلك ممثل حكومة جنوب السودان بمصر، ووفد من حزب المؤتمر الوطني برئاسة الدكتور وليد سيد، رئيس مكتب الحزب بمصر، ووفد من الحركة الشعبية برئاسة نصر الدين كشيب، بالإضافة للتغطية الدائمة من وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية، لسير العمل بالمركز.

 

ولفت الو كير إلى المجهود الكبير الذي تقوم به قوات الأمن المصرية في تأمين المركز وطمأنة المواطنين الجنوبيين، حيث وفر الأمن المصري عدد خمس عربات كبيرة بجنودها وعدد من العربات الصغيرة بقيادة عقيد في الشرطة المصرية، فأصبح هناك تأمين كامل لجوار المركز.

 

وقال كير، في توقع لنتيجة الاستفتاء: أن معظم المواطنين الجنوبيين كانوا يهتفون لصالح الانفصال أمام المركز وعلى هذا الأساس نتوقع أن تكون النتيجة لصالح الانفصال، وستعلن نتيجة الاستفتاء بعد آخر يوم للاقتراع وهو 15 من يناير الجاري، وسط مراقبة تامة من المجتمع الدولي ومنظماته المدنية ومركز كارتر والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وجامعة الدول العربية.

 

ومن جانب مراقبي الاقتراع التقت “المهمشين  “، بالسلطان جون بوت،، الذي أمن على الإقبال الكبير من قبل المواطنين الجنوبيين على الاقتراع في اليوم الأول الذي اقترع فيه معظم من تم تسجيلهم سابقا بالمركز وقل الاقتراع في اليوم الثاني، وأن عملية الاقتراع تسير على ما يرام ، ولا توجد مشاكل تعوق العملية.

 

وعن نتيجة الاقتراع إذا ما كانت ستكون للوحدة أو الانفصال قال بوت، أن واجبه كمراقب فهو غير مسموح له بالتصريح في هذا الشأن ، ولكنه أشاد بدور الحكومة المصرية في توفير الأمن.

 

كما التقت ” المهمشين  ” بالسلطان جون ميت مادوت، سلطان منطقة أبيى بمصر، والذي ذكر أنهم فرحون بقيام استفتاء جنوب السودان، إلا أن ما عكر عليهم صفو هذا الفرح هو تأجيل الاستفتاء على منطقة أبيى الغنية بالنفط في جنوب السودان، وقال السلطان الذي يشارك كمراقب في مركز استفتاء عين شمس بمصر، انه قد قام بالاقتراع كجنوبي اليوم وسيقترع أيضا في استفتاء ابيى، عندما يتم تطبيق برتوكول ابيى الذي نصت عليه اتفاقية سلام السودان، وأعرب عن عدم رضي أهل ابيى بتأجيل الاستفتاء عليها لأجل غير معلوم وكبت رغبتهم في الاستفتاء، أما مسألة انضمام  منطقة ابيى لجنوب السودان من عدمه فهو قرار في يد شعب أبيى .

وذكر السلطان مادوت بأن هناك احتكاكات قبيلة في ابيى قبل يومين من قبيلة المسيرية، قتل فيها عدد من أبناء الجانين، ولو تأكد لنا قيام المسيرية بهذه الهجمات فسيدفعون الثمن.

 

وقال رئيس سلاطين جنوب السودان، نون دوت، من بحر الغزال ، بأنه حتى الآن لا توجد مشاكل وأن عملية الاقتراع تسير بشكل جيد، ولا أتوقع وجود تزوير إذا استمرت عملية الاقتراع بهذا الانضباط وهذا التنظيم، لأن من يقترعون هم من سبق تسجيلهم بالمركز ولم نلاحظ حتى الآن اختراع شخص من خارج المسجلين.

 

والتقت ” المهمشين  ” أيضا بقرنق كارلو، نائب رئيس مركز عين شمس، والذي  تم تعيينه في موقعه من قبل منظمات المجتمع المدني حيث يترأس رابطة منطقة أويل بجنوب السودان، وقال بأن المركز لم يشهد اختلال في عملية الاقتراع منذ بدء أعماله، وأان عملهم يتركز في تنظيم عملية اقتراع المواطنين الجنوبيين في صناديق التصويت أما خارج ذلك فهو يقع ضمن دائرة عمل الأمن المصري، كما انه يوجد أفراد من الأمن المصري داخل المركز، وقد تم تجهيز كافة إعدادات الاستفتاء بشكل جيد، ولكن الضغط الكبير من العدد الضخم من المواطنين الجنوبيين الذين اقبلوا على عملية الاقتراع في يومها الأول أدى لإرهاق الموظفين وعدم حصولهم على فترة راحة طوال اليوم، وأمن كارلو، على نزاهة وشفافية عملية الاستفتاء بمصر، وقال بأنه إذا حدث وادعى شخص ما غير ذلك فان هذا الادعاء سيكون بدافع البلبلة لا غير.

 

وأضاف شول دينج مجوك، مراقب آخر من مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بمصر ، أن عدد المقترعين الجنوبيين في تناقص باستمرار نسبة لاقتراع معظمهم في اليوم الأول، وقد قام نائب و ممثل حكومة الجنوب ، وكذلك رئيس مكتب الحركة وحزب المؤتمر الوطني بزيارة للمركز، وقال شول: أتوقع أن يصوت غالبية الجنوبيين بمصر لصالح الانفصال، وان ذلك ليس مسئولية الحركة الشعبية، إنما بسبب المؤتمر الوطني، حيث أتى خيار المواطن الجنوبي بسبب ماعاناه من تهميش وظلم وقهر من الحكومات المركزية التي حكمت السودان منذ عام 1956 حتى يومنا هذا، وبالأخص المؤتمر الوطني الذي وقع اتفاقية السلام ، ووضع خيارين أمام الجنوبيين ، هما إما وحدة جاذبة أو انفصال ، ولم يفعل شيئا من اجل الوحدة فصوت الجنوبيين للانفصال.

ومن جانب منظمات المجتمع المدني التي تشارك في عملية استفتاء جنوب السودان، قال عبدا لرحمن صديق هاشم، مراقب  من مركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، حتى الآن تجرى عملية الاقتراع بسلاسة وشفافية تامة وإقبال كبير من مواطني جنوب السودان، وحسب ملاحظاتنا ومراقبتنا لغرفة الاقتراع ، فمن الاستحالة أن تكون هنالك إمكانية للتزوير ، فهؤلاء المواطنون لا يرون أنهم في حاجة للتزوير أو الغش بأي طريقة في التصويت، فشغلهم الشاغل هو التصويت والتعبير عن أفراحهم في هذا اليوم  التاريخي والمفصلي في تاريخ السودان وهم يهتفون فرحا بأنهم قد صوتوا للانفصال .

 

وأضاف نميرى إسماعيل، مراقب من جانب حزب المؤتمر الوطني قائلا: أن المؤتمر الوطني قد تم إدخاله ضمن المراقبين لعملية الاستفتاء في آخر لحظة بعد تقديمه لاحتجاج لمفوضية الاستفتاء أبان فيه أن الحركة الشعبية هي التي تسيطر على عملية الاستفتاء، وقوله بان الإدارة الفعلية للعملية بيد منظمة الهجرة الدولية، فسمح للمؤتمر الوطني بالمشاركة بعدد 9 مراقبين في مراكز الاقتراع بجمهورية مصر، وأن مسألة الاقتراع قد تمت بسرعة لان مواطني الجنوب كانوا مهيئون  بشكل جيد لاستقبال يوم 9 يناير باعتباره  يوم مقدس  يقررون فيه مصيرهم، واعتبروا أن الاقتراع في هذا اليوم شرف لكل أبناء جنوب السودان أن يشاركوا فيه ويدلوا بأصواتهم، وبالتالي   جاء التجمهر في اليوم الأول للاقتراع بتلك الصورة.

كما عبر نميرى،عن حزنه الشديد لما وصل إليه حال السودان، وقال كان أفضل لي أن يبتر عضو من جسدي بدلا عن مشاهدة مثل هذا اليوم من تاريخ السودان،حيث أنني  قد أصبت بحالة نفسية سيئة جدا من جراء هذا الأمر. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *