اخرجوا .. او لا تخرجوا ( يا اهل الخرطوم ) دعما للفلسطينيين .. اما نحن ( فلا ) !!

ابوبكر القاضي
* ( ما بنمشي لي ناس ما بجونا ) .. لا للمواقف المجانية مع الفلسطينيين الذين تماهوا مع البشير المطلوب للعدالة !!

* انها قضية الفلسطينيين وحدهم ، بدليل انهم ذهبوا لاوسلو وحدهم ، و دون الجامعة العربية .

* دماء اهل دارفور / شعب القرآن / اعظم عند الله من احجار الكعبة ، و بيت المقدس !!

يجب ان لا تشغلنا قضية فلسطين ( القضية الملهاة ) ، عن قضية السودان في دارفور :

هذا المقال يهدف الي المساهمة في خلق راي عام بين اهل الهامش عموما ، و اهل دارفور خصوصا ، بشان ردود الفعل العربية المتوقعة بشان قرار الرئيس الامريكي ترامب نقل السفارة الامريكية الي القدس

، و في هذا الصدد اقول ، ان القضية الفلسطينية ستكون ملهات الحكام العرب المستبدين ،في الايام القليلة القادمة ، و احب ان اذكر اهلنا في السودان ، و في الهامش بصورة خاصة بقول الكتاب ( اولي لك فاولي ) ، ان قضيتنا الاولي هي ( السودان ، و التحول الديمقراطي ) ، و احذر من الانجرار وراء الملهاة الفلسطينية ، و الابتعاد عن قضايانا . . و انا ، حين اقول هذا الكلام ، انما اعبر عن راي شخصي ، اهدف منه الي المساهمة المتواضعة في خلق راي عام ، و هذا حقي الطبيعي ، و اشكر حركة العدل و المساواة السودانية التي اتشرف بالانتماء اليها علي انها لم تضايقني يوما بسب افكاري الشخصية .

اخرجوا يا اهل الخرطوم .. او لا تخرجوا .. دعما للقضية الفلسطينية .. اما نحن فلا !!

كاتب هذا المقال يدين ، و يستنكر .. باغلظ الالفاظ .. قرار الرئيس الامريكي ترامب بنقل السفارة الامريكية الي القدس ، و يعتبر هذا الاجراء مخالفا للشرعية الدولية ، و لا يخدم حل الدولتين ، و الاهم من ذلك عندي انه يقوض الحل السياسي السلمي ، و يقوي مراكز المقاومة الاسلامية (حماس ، الجهاد ، حزب الله ) ، و يعزز التطرف الاسلامي في غزة ، و جنوب لبنان ، بعد ان كانت حركة حماس علي وشك ( التصفية الاختيارية ) ، و يجدد شرعية حزب الله ، و يفتح باب الغفران للشيخ حسن نصر الله علي مواقفه في سوريا ، و سوف يقوي موقف ايران الداعمة للمقاومة ، و اخطر من كل ذلك ، ان قرار الرئيس الامريكي بنقل السفارة الامريكية الي القدس سيقوي مراكز الحكام المستبدين في العالم العربي ، و يضعف التوجه نحو ( التحول الديمقراطي ) . و رغم هذه الادانة الصريحة للقرار الامريكي ، الا اننا ، لن ننجر وراء القضية الفلسطينية ، و لن نسمح لهذه الملهاة ان تنحرف بنا من مجري قضيتنا .. ( قضية السودان ، و التحول الديمقراطي ، قضية العدالة في السودان ) .

* ما بنمشي لي ناس ما بجونا .. لا للمواقف المجانية المؤيدة للفلسطينيين المخذية تجاه ملف الابادة في دارفور ! :

اقول بالفم المليان : ان مواقف الفلسطينين مخذية تجاه الابادة في دارفور ، و التطهير العرقي ، و الاغتصاب ، و اعني بالفلسطينيين : ( منظمة التحرير ، فتح ، حماس ، الجهاد ، الكتاب و المفكرين و الصحفيين الفلسطينيين .. الخ ) .. و الحقيقة المؤسفة هي ان مواقفهم متماهية مع نظام الابادة في الخرطوم !!
اذا كانت هذه هي مواقف الفلسطيين المخزية تجاه ، ( قضية السودان في دارفور ) ، فمن ( الاستلاب بمكان ) .. ان يتساقط اهل الهامش السوداني الذين تجرعوا الابادة ، الي شوارع الخرطوم ، او المدن السودانية الاخري ، تاييدا للفلسطينيين الذين انحازوا لنظام الابادة في الخرطوم ضد الهامش السوداني كله .

* الفلسطينيون هم ( ملاك القضية ) ، بدليل انهم ذهبوا لاوسلوا وحدهم .. سنعاملهم بالمثل !!

للحقيقة ، و للتاريخ ، فان مواقف الفلسطينيين المخزية الداعمة لنظام الابادة الجماعية في الخرطوم هي (جزء ) من ( كل) مواقف الجامعة العربية المؤيدة لنظام الابادة في الخرطوم ، و ردا علي المنطق الذي ، يقول بوجوب التمييز بين ( الحق الفلسطيني ) ، و بين مواقف الفلسطينيين ، اقول باننا نؤيد حق الشعب الفلسطيني ، و لكن ، التأييد درجات ، هنالك ، ( التأييد الايجابي الساخن ) ، و التأييد السلبي ( رفع العتب ) ، و التأييد البارد الذي يتناسب مع مواقف الفلسطينيين المخزية تجاه الابادة في دارفور و الهامش السوداني . باختصار نؤيد القضية الفلسطينية دون ان نكون ( ملكيين اكثر من الملك ) ، لدينا قضيتنا السودانية التي لم تجد الدعم من الفلسطينيين بكل فئاتهم المبينة اعلاه ، وهم ( ملاك القضية و اصحابها ، بدليل انهم ذهبوا الي اوسلو وحدهم دون غيرهم من عرب الجامعة العربية او منظمة التعاون الاسلامي) . اننا نمارس سياسة ، و لسنا ( جمعية خيرية ) .. و اصول تعامل الدول تقوم علي ( المعاملة بالمثل ) . لذلك .. لا اريد ان اري دارفوريا واحدا في شوارع الخرطوم يرفع حلقومه تاييدا للفلسطينيين !!

* دماء شعب دارفور اعظم عند الله من احجار الكعبة ، و بوابات الاقصي !!

نعم ، لن نحيد عن قضيتنا ، لننشغل بقضية الفلسطينيين ، الذين انحازوا لنظام الابادة في الخرطوم ، و هانت عليهم دماء شعب القرآن في دارفور و اعراضهم ، مع انه مما علم من الدين بالضرورة ، ان دماء شعب القرآن في دارفور اعظم عند الله من احجار الكعبة ، و اسوار الاقصي !!

مواقف اهل الخرطوم ( بصفة عامة ) لم تكن مشرفة تجاه الابادة في دارفور !!

و علي صلة بمواقف الفلسطينيين المخزية من قضية الابادة في دارفور ، فان حلوق الدارفوريين تتجرع مرارة من مواقف اهل المركز الذين ( يخرجون بمنتهي الحماس تاييدا لغزة ) ، و لا يخرجون دعما لقضية السودان في دارفور ، و استنكارا للابادة و التطهير العرقي و الاغتصاب في دارفور . . حتي ان بعضهم قال بشان ذهاب البشير للمحكمة الجنائية الدولية تنفيذا لاوامرها بالقبض عليه بسبب الابادة ، قالوا : ( البشير جلدنا ، و ما بنكره في الشوك ) ، و كانت الرسالة التي التقطها الدارفوريون ( بمفهوم المخالفة ) هي ، ان جلود الدافوريين ليست جلد القائل .. و دماء و اعراض الدارفوريين لا تعنيه !!
و حتي لا ندين ( المركز بصورة مطلقة ) ، و حتي لا نماهي بين مواقف اهل ( المركز السوداني ) ، من طرف ، و بين مواقف الجامعة العربية ، و الفلسطينيين بصورة خاصة ، نذكر المواقف الايجابية التالية لاهل المركز من قضية الهامش شاملا الجنوب الذي ذهب رسميا ، و لكنه شعبيا باقي في وجداننا ، و نذكر علي سبيل المثال لا الحصر ، الاتي :-

١- منشور هذا او الطوفان الذي اصدره الجمهوريون في ٢٥/ديسمبر ١٩٨٤، كان موضوعه ( الجنوب ، و ان قوانين سبتمبر ١٩٨٣ ستضر بالجنوبيين / المسيحيين و تجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية ، و تضر بالوحدة الوطنية) . و قد استلم الجنوبيون رسالة الشهيد محمود في وقتها ، ووعوها ، و قالوا : ( مات من اجلنا ) !!
٢- اتفاقية ( الميرغني / غرنق – ١٦/نوفمبر/١٩٨٨ ) التي كانت كفيلة بان تغير مجري تاريخ السودان ، و تجنب البلاد الحروب ، و الانقلابات ، و الشرور ، و تحافظ علي وحدة البلاد ، حيث وافق الطرفان بموجب هذه الاتفاقية علي تجميد قوانين سبتمبر ١٩٨٣ ، تمهيدا لالغائها بموجب المؤتمر الدستوري المتفق عليه ، و للتاريخ نقول ان حزب الامة ماطل في اجازتها و تنفبذها مما ادي الي تداعيات مذكرة القوات المسلحة ، و انقلاب الجبهة القومية المشؤوم في ٣٠/يونيو/١٩٨٩ .
٣- اتفاقية اسمرا للقضايا المصيرية ، ١٩٩٥ ، و التي تضمنت حق تقرير المصير للجنوب .
٤- مذكرة التفاهم بين المؤتمر الشعبي/ الترابي و الحركة الشعبية / غرنق في جنيف عام ٢٠٠١ ، التي تم بموجبها (تكفير المرحوم / شيخ الترابي / ليس علي مستوي السودان فحسب ، و انما علي امتداد الفكر السياسي العربي و الاسلامي / وفقا لفقه السلطان .
٥- انتفاضة سبتمبر٢٠١٣ ، و التي كان السبب المباشر لتحريكها هو قتل ابناء دارفور في جامعة الجزيرة ، و رمي جثثهم في ترع الجزيرة ، فولعت الشرارة في نيالا في ٢٠/سبتمبر ٢٠١٣ ، و شعللها اهل الجزيرة / مدني ، و عمت العاصمة ، هذه الانتفاضة كانت بسبب ملف دارفور ، و انسان دارفور ، و قد بيضت جبين شعب اكتوبر ، و ابريل .
٦- قواعد المؤتمر الشعبي حين انتخبت انسانا دارفوريا مؤهلا امينا عاما ، هو د علي الحاج محمد ، و جاء هذا الموقف منسجما مع مواقف المرحوم الشيخ الترابي من قضية دارفور ، و ذاكرة الدافوريين تحتفظ للمرحوم الترابي بانه كان اكبر داعم للقضية في قلب الخرطوم ، انسجن بسبب الاتفاق مع غرنق ، و بسبب ملف دارفور و مواقفه المؤيدة لذهاب البشير للمحكمة الجنائية ، و قدم اول مرشح جنوبي لرئاسة الجمهورية هو ( عبدالله دينق ) ، و قد مدحه احد خصومه في اطار ( توكيد المدح بما يشبه الذم ) ، قائلا – بما معناه ( حزب المؤتمر الشعبي هو : الحزب الخطأ الذي يتخذ المواقف الصحيحة ) ، و علي صلة بهذا الموضوع، اقول : ليت الحزب الشيوعي السوداني انتخب الاستاذ / صالح محمود المحامي ، سكرتيرا عاما للحزب ، اسوة بالمؤتمر الشعبي ، فالاستاذ صالح محمود دارفوري مؤهل لهذا المنصب بكل المقاييس ، و قد حاز علي أعلي الاصوات في مؤتمر الحزب العام في قاعة الصداقة ، لان وجود دارفوريين في قمة احزاب المركز امر في منتهي الاهمية ، لانه سيمهد الطريق لوصول الدارفوريين الي قمة السلطة عن طريق الية التحول الديمقراطي ، و يحقق الوحدة الطوعية ، و يقفل ، و الي الابد ( باب حمل السلاح للوصول للسلطة ) .
٧- مواقف التوم هجو / الحزب الاتحادي الديمقراطي ، نصر الدين الهادي / حزب الامة ، و زينب كباشي / جبهة الشرق ، بانضمامهم للجبهة الثورية ، ثم اتفاقية باريس بين الجبهة الثورية و حزب الامة ، و نداء السودان في اديس ابابا ، بين مكونات اتفاق باريس و احزاب المركز و النقابات و منظمات المجتمع المدني ، و سوف تحتفظ ذاكرة انسان الهامش ، باعتقال و محاكمة د امين مكي مدني ، و فاروق ابوعيسي ، بسبب نداء السودان الذي تم بموجبة تشكيل جبهة تضم المعاضة العسكرية و السياسية في جبهة واحدة .
٨ – المواقف النبيلة ، و الشجاعة لمشايخة الصوفية ، نذكر منها موقف ( الشيخ / الياقوت ، و حيرانه ، و اهل قريته ، الذين قاموا بايواء فلذة اكباد الدارفوريين من طلبة جامعة بخت الرضا الذين تقطعت بهم السبل بعد مجزرة الفصل الجماعي للدارفوريين علي الهوية) . مواقف الشيخ / ازرق طيبة ، و الشيخ الطيب الجد خليفة الشيخ ود بدر ، و قد لبوا دعوة الجبهة الثورية في باريس ٢٠١٧ ، و شهدوا مراسم التداول السلمي للسلطة داخل الجبهة الثورية ، مما خلق تطبيعا شعبيا بين الهامش و المركز ، يقوم علي الاعتراف بالقضية ، و بالحل السلمي وفقا لخارطة الطريق الافريقية . ونذكر في هذا المقام الشيخ/ موسي هلال فكر الله اسره ، الذي حضر مندوبه ايضا اجتماع الجبهة الثورية المذكور انفا ، مما سيفتح الباب مستقبلا لتحالف الزرقة و العرب / الجنجويد لازالة التهميش المشترك .
ابوبكر القاضي
كاردف /ويلز
٩/ديسمبر /٢٠١٧ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *