ابيــى: التعايش السلمى …… فشل فكرة نبيلة !!!!

بقلم: شوب داو مامض
ان التعايش السلمى من الافكار السامية و المبادئى الانسانية التى اوجدها الجنس البشرى لكى تتواصل مع بعضها البعض …… خاصة عندما لا تكون هناك حقوق مشتركة لكن هنالك مصالح ملحة ……. و لتحقيقها يجب التوصل الى مبادئى التعايش السلمى لاحترام خصوصيات و مصالح الاخر لكى تضمن ضمانة و سلامة مصالحك ……. لان حوجة الاخر الشديد يمكن ان تضر باستقرارك و حفظ سلامة خصوصياتك اذا لم تلبى بطريقة يحفظ استمراريته فى الحياة ……… لذا كانت ميلاد هذه الفكرة النبيلة بين الشعوب و الامم المتحضرة ……… لان النتائج التى تحققها لايمكن تحقيقها بالقوة مهما بلغت مقدار تلك القوة المستخدمة …….. و لتحقيق النتائج المرجوة بين طرفين لابد من التعايش السلمى و ليس باى طريقة اخرى أيا كان شطارة و فهلوة هذه الفئة …….. عندما تنازل شعب دينكا نقوك و قبلوا فكرة التعايش السلمى مع المسيرية بالرغم من مرارات الحاضر و مظالم الماضى و ترسباتها فى النفوس ……… لم يكن ذلك من نقطة ضعف ,لكن من مصدر قوة لايمانها باعطاء الفرصة للافكار و القيم النبيلة كى تسود ………. عندما تم مؤتمر التعايش السلمى بمقر بعثة الامم المتحدة فى ابيى = يونسفا= كان الوفدين متناقضين فى القيم و المبادئى و الافكار المطروحة ……… كان وفد دينكا نقوك صادقون جدا , جاءوا للاجتماع بحسن نية بعد ان طووا صفحة الماضى و الحاضر القريب و نسوا مرارانها كأنها لم تكن لتحقيق غايات اسمى …….. و فى جانب الاخر كان الوفد مجموعة من عملاء و مأجورين لا يراعوا مصالح شعبهم , اتوا فقط لتحقيق تطلعات المؤتمر الوطنى و اطماعها فى ابيى و ليس لهم قضية حقيقة …….. اتوا بفكرة الشطارة و الشيطنة , اجتمعوا بهذا الروح ظانين انهم حققوا مكاسب عظيمة ……….عندما عادوا بدأت التصريحات الجوفاء ………. مرة تهديد , و مرة انكار حق دينكا نقوك فى التواجد ……… و اشياء اخرى حسب خيالهم ……. هنالك كثير من الحقائق الثابتة و خيارات جريئة , لكن وفد دينكا نقوك لم يوضح لهم تلك الحقائق و الخيارات ……… لانهم كانوا ضد فكرة التهديد و الحرب باعتبارها (ابلد) طريقة للتعامل بين الشعوب …….. لكن وفدنا المفاوض نسى انهم يجتمعون مع فئة ماشيتهم افهم منهم من الناحية السلوكية الاجتماعية ……….. فليس من العيب ان تصل الى طريق مسدود …… بل العيب ,كل العيب ان تسكت عن الحقيقة التى تحفظ حقك و كرامتك ……. قولها داوية بطريقة دبلوماسية او غيرها …….. هنالك مبادئى اساسية ثابتة و موقف وطنى لايمكن التنازل عنها …….. فعندما تفكر فكرة نبيلة يجب اولا ايجاد الارضية المناسبة لتطبيقها و الوسيلة الجيدة لتحقيقها …….. فكان لابد من مراعاة هذه الثوابت لانه عندما يتنازل الكبير عن مكانته و يعطى الصغير فرصة اللعب بمكانته و مؤروثاته ……. فانه الخاطئ لاجدال ….. قال تعايش سلمى قال , ومع من ؟ ……… الذين نهبوا ابيى و سلبوا العزل العائدين عندما مروا بديارهم …….. الذين طبعهم السرقة و القتل بعد ان ينتهى فترة هجرتهم المؤسمية …… شعب لا يعرف المبادئى و لا الاعراف و التقاليد …….. هذا الشعب لا ينفع معه الا نفس العقلية …….. لانه كما تدين تدان ….. وبنفس الكيل و الميزان …… اسف ان اعلننا عن فشل فكرة نبيلة …….. ليس من جانبنا و لكن من جانبهم ……. لاننا على حق و لن نتركه ……. حان الوقت المناسب لنتدارك القادم من المرحلة الدقيقة التى يمر بها منطقتنا لكى نعالج ازماتها بما يحفظ حقوقنا و كرامتنا و مكتسبانتا ……. لان هذا الشعب كلما تنازلت عن حق من اجل فكرة نبيلة كلما ارتفعت سقف مطالبها و مكابراتها ……. اتخيلوا هذه الاطماع فبعد ان اعطتهم محكمة التحكيم الدولية فى لاهاى جزء من ارضنا فى سبيل تحقيق الاستقرار ……. اتوا و رفضوا التحكيم بتحريض من الخرطوم ….. و بعد هذه المؤتمر للتعايش السلمى بالرغم من مرارات احداث ابيى الاخيرة ……. طالبوا بتقسيم الجزء المتبقى من ابيى معهم ……. فما هى الضمانات بان لا يطالبوا بالجزء الجنوبى (جنوب كير) اذا استمرينا فى اعطائهم هذه الفرص بدعاوى تحقيق الافكار النبيلة؟؟؟؟
لنتوقف قليلا و ننظر حولنا ……. ماذا فعل المجتمعات المجاورة لهم (دينكا ملوال – نوير – الرزيقات) لذا التزموا بكل الاتفاقيات و مؤتمرات التعايش السلمى الموقعة معهم دون ضمانات دولية …….. لانهم جربوا السبل الملتوية فوجدوا سخانتها ……. بعدما تجرعوا من نفس الكاس ……..فالان حان الاوان لكى نرد لهم الصاع صاعين …….. فلقد صبر هذا الشعب الابى و كابد و رابط طويلا فى الكثير من محطات الافكار السامية و النبيلة ……. كابدنا كثيرا و نحن نسكت على اخطائهم الجسام و السؤات و نتجاوز الازمات التى وان تفاعلنا معها مباشرة و فى حينها بطريقة صارمة لحققنا الاستقرار …….. فغدا سيحاول البعض الاستخفاف او التجنى على موقفنا بالقول انه ليس الوقت المناسب و ان هذا الحراك قصد به افشال الافكار النيرة و النبيلة …….. و هى اشياء ساذجة التعاطى لان شعب دينكا نقوك يعرف الصالح من الطالح و يدرك جيدا القرار الذى يصلح فى هذه الحالة ………. فنحن فى امس الحاجة لفرض الاستقرار و هكذا يكون المدخل ايها الشعب الابى ……. التغيير ستفرض نفسها من واقع الاحداث ……. حتى هنا نقول رفعت الاقلام و جفت الصحف و سبق السيف العذل …….فكن مستعد لواقع الاحداث و كل الاحتمالات !!!!!!!
لانه بصريح العبارة لقد فشل فكرة كانت نبيلة ………. و اصبحت الخيارات الاخرى هى المتاحة و بشدة ……. فبالحقيقة التعايش السلمى كانت فكرة نبيلة الا انها فشلة لانها لم تجد الارضية الخصبة و لا البيئة المناسبة لنجاحها ………. بالرغم من توفر البذرة الصالحة و الماء الوفير …… اى الرغبة الاكيدة من شعب دينكا نقوك …… فبقلوب ممتلئة بالحزن و الاسى ننعى هذه الفكرة النبيلة و هذا المبدء الانسانى الجليل!!!!!!
 فيليب ود داو – ابيى (جمهورية جنوب السودان)
E-mail: [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *