ابوبكر القاضي : نعم لمنازلة النظام في انتخابات ٢٠٢٠ ، لهذه الاسباب

*ابوبكر القاضي : نعم لمنازلة النظام في انتخابات ٢٠٢٠ ، لهذه الاسباب :

++ اولوية الهامش هي السلام العادل /الشامل ، و توصيل الطعام ، و ازالة اثار الحرب ، و الاعداد للتحول الديمقراطي:

++ 90% من اسباب انتفاضة اكتوبر و ابريل كانت تعود للحرب في الجنوب ، لذلك فان نخب المركز ترفض السلام ، لانه في تقديرها يحول دون الانتفاضة !!

++ الحديث عن ان ( المقاومة عن طريق منازلة النظام في الانتخابابات ) ، هذا العمل ( يعطي النظام شرعية لا يملكها ) و (يطيل من عمر النظام ) حديث غير مسلم به، ، ( لان عمر النظام طال و انتهي ) .. بمعني ( الخايفين عليه .. قاعدين عليه ) !!

+++ ( ما فيش ديمقراطية بدون ديمقراطيين ) ، لن نتدرب علي التحول الديمقراطي في وادي هور او كراكير جبال النوبة ، و اجواء الحرب ، و انما في اجواء السلام ، و في القري و المدن و العواصم :
(١)
المقاومة عن طريق انتخابات ٢٠٢٠ ، هل تفتح افاق الانسداد السياسي السوداني ؟!

من العدل و الانصاف الا نبخس الناس اشياءهم ، ربطا بذلك نقول ، افلح الرفاق (عقار / عرمان ) في تحريك المياه الراكدة ، وذلك بط

رحهما فكرة ( المقاومة عن طريق منازلة حكومة الجبهة القومية في انتخابات ٢٠٢٠ ، ) ، و ذلك بتوحيد كل القوي السياسية ضد النظام ، قياسا علي تجربة دائرة الصحافة في انتخابات ١٩٨٦ التي ترشح فيها الشيخ حسن الترابي -رحمه الله ، و التي عرفت في ادبيات السياسة السودانية ب ( دائرة الانتفاضة ) ، حيث تنازلت جميع الاحزاب لصالح المرشح الاوفر حظا في الفوز في مواجهة الشيخ الترابي /رحمه الله ، و قد انتصرت ارادة قوي الانتفاضة . و قد وجدت الفكرة ( منازلة الحكومة ) قبولا من كتاب لرايهم وزن كبير ، اذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر : د الشفيع خضر ، مولانا / سيف الدولة حمدنا الله ، و الاستاذ اسامه سعيد ، و آخرين . بالمقابل استقبل الموضوع بالرفض القاطع من جهات عديدة ، و تريس حزب المؤتمر السوداني لمزيد من الدراسة .
هذا المقال يعبر عن رأي ابوبكر القاضي الشخصى ، و اجد نفسي في وضح مريح لتناول الموضوع ، لان مؤسستي السياسية التي انتمي اليها (حركة العدل و المساواة السودانية ) لم تصدر رأيا في الموضوع ، مما قد يشكل عائقا اخلاقيا يستوجب الالتزام برأي المؤسسة اذا لم يكن مطابقا لرأيي .
(٢)
اولوية انسان الهامش هي السلام العادل و الطعام ، و ازالة اثار الحرب ، و الاعداد للتحول الديمقراطي ؛

من حق من تبقي علي قيد الحياة من جيل ( غزوة مطار الفاشر ) و جيل ( عملية الذراع الطويل) ، ممن لازال ينتظر الشهادة و اللحاق بارتال الشهداء الذين قدموا حياتهم رخيصة من ( اجل القضية ) ، من حق هؤلاء ان يلبسوا الحريرة ، و الضريرة ، و ينعموا بالسلام ، و العدل و المساواة ، في وطن يسع جميع السودانيين ، ( بعد ان تحولت الحرب الي حالة عبثية ( القاتل و المقتول فيها من الهامش ) . ان فكرة المشاركة في انتخابات عام ٢٠٢٠ تستبطن بالضرورة تحقيق سلام عادل / شامل ، و انتهاء كافة حروب الهامش ، و معالجة اثار الحرب من نزوح ، و لجوء ، و عودة المهجرين الي ( حواكيرهم ) بعد اخلائها من المحتلين الجدد ، و اعمار مناطق الحروب ، و الاتفاق علي فترة انتقالية ( بحد ادني سنتين ) ، لتتحول الحركات المسلحة الي احزاب سياسية ، و انشاء دور احزابها ، و ترتيب مؤتمراتها لتكوين مؤسساتها الحزبية ، و لو اقتضي ذلك تاجيل تاريخ ٢٠٢٠ الي اي تاريخ لاحق يتم الاتفاق عليه ، يعنيني في هذا المقام التاكيد علي ان ( الفكرة/ منانزلة النظام من خلال المقاومة عن طريق الانتخابات ) ، هذه الرؤية صائبة ، و سليمة ، و ذلك بغض النظر عن اي (توضيحات) ، و اي ملاحظات ذات صلة .
(٣)
ميزانية ٢٠١٨ ميزانية حرب ، الحكمة تقتضي التوجه الجاد للسلام ، و تحويل ميزانية الحرب للاعمار :

نظرة سريعة لميزانية الدولة لعام ٢٠١٨ ، تكشف ان الامور في السودان تتجه نحو الهاوية ، الميزانية هي ميزانية حرب ، ٧٠٪‏ من الميزانية للحرب ، الدولة تتجه لاعلان حالة الطواريء لمواجهة احتجاجات ( ثورة الجياع ) ، المسؤولية التاريخية تقضي الوقف الفوري للحرب ، في دارفور ، و المنطقتين ( جبال النوبة / النيل الازرق ) و الانخراط في العملية السلمية ، و تحويل ميزانية الحرب الي الاعمار ، و ازالة اثار الحرب من لجوء و نزوح .. الخ.
(٤)
التقاء المصالح .. بين الحكومة و المعارضة ( الناعمة التي لا تحارب ) ، ليس من مصلحتهما وقف حروب الهامش !!!

١- ( الحكومة و اجهزتها الامنية و الدعم السريع ) لا تريد السلام ، لان الحرب تحول كل موارد الدولة للامن و الدفاع ، انهم يترزقون من الحرب !!
٢- بكل اسف ، ليس من مصلحة المعارضة الحزبية الناعمة في الخرطوم توقف حروب الهامش ، ( قناعة احزاب المركز هي : اذا توقفت حروب الهامش لن تقوم انتفاضة ابدا ، ابدا ) ، تاريخ السودان الحديث يدعم هذه القراءة ، و هذه هي الادلة من واقع سجل الثورات :

أ- ثورة اكتوبر ١٩٦٤ كانت بسبب الحرب في جنوب السودان / انانيا ون ، ( ٩٠٪‏ من اسباب ثورة اكتوبر ) تعود للحرب في الجنوب ، و معارضة الجنوبيين المسيحيين لمشروع الاسلمة و التعريب الذي طبقه نظام عبود .
ب- بعد توقيع اتفاقية اديس ابابا ١٩٧٢ ، استقرت الاوضاع لنظام مايو ، و فشلت انتفاضة شعبان ١٩٧٣ ، لان البلد كانت في سلام ( من نملي الي حلفا ) ، و الجنوب كان في سلام حقيقي ، لذلك توجهت الجبهة الوطنية المكونة من حزب الامة ، الاتحادي الديمقراطي بقيادة الشهيد البطل / الشريف حسين الهندي ، و الاخوان المسلمين ، توجهت الي ليبيا ، و حملت السلاح بعد اليأس التام من الانتفاضة ، و قد فشلت محاولة ٢/يوليو ١٩٧٦ لغياب الشارع السوداني من محاولة التغيير الفاشلة .
ج- نجحت انتفاضة ابريل ١٩٨٥ ، بسبب تجدد الحرب في الجنوب بقيادة د جون غرنق ، و امتداد الحرب الي جبال النوبة بقيادة الشهيد / يوسف كوة مكي ، و بسبب راديو الحركة الشعبية الساعة الثالثة ظهرا .
د – ان الحرب الدائرة الان في دارفور و المنطقتين لاتمس دماء اهل الخرطوم ، يسميها اهل المركز بكل وقاحة ( عبيد يقتلون عبيد) ، باختصار .. ( القاتل و المقتول دارفوري !!) ، لذلك فان نخب الخرطوم تريد استمرار حروب الهامش ، لانه حسب قراءتها لتاريخ السودان الحديث ، فان استمرار حروب الهامش يشكل دائما 90% من فرص نجاح اي انتفاضة .. و اذا تحقق السلام في دارفور و المنطقتين فان فرص الانتفاضة تصبح ضئيلة ، اللهم الا اذا تدخل الجبار الذي ( ينزع الملك ممن يشاء ) .

ردا علي هذا التحليل الوجيه اقول الانتفاضة يمكن ان تقوم في السودان حتي اذا توقفت الحروب ، و ذلك لان الحروب قد ادت دورها سلفا من انهاك النظام ، و تهيئة الشارع للانتفاضة ، الشيء المفقود في السودان الان الكادر الحزبي و النقابي القادر علي قيادة الشارع كما سننبين هنا ادناه :

١) قامت الانتفاضة في دول الربيع العربي ( تونس ، مصر ، ليبيا اليمن و سوريا ) ، دون ان تكون هناك حروب اهلية في هذه البلدان ، و انما قامت الانتفاضة في هذه البلدان لتوفر الظروف الموضوعية لقيامها .
٢) اولوياتنا في السودان بتختلف حسب ظروف كل طرف ، ( اهل الهامش ، في دارفور ، و المنطقتين يعيشون فوق الارض المحروقة حسا و معنى ، و ليس مجازا ، في حين اهل المركز ( يدهم علي الماء ) ، لذلك فان اولوية اهل دارفور و المنطقتين هي وقف الحرب ، و توصيل الطعام ، و اعادة النازحين و اللاجئين الي حواكيرهم باختيارهم .
٣) التركيبة السكانية لسكان العاصمة المثلثة ، و لقوي الانتفاضة التقليدية التي تنتج الثورات علي نسق ( اكتوبر و ابريل ) قد تغيرت تماما ، ليست هناك احزاب بالمعنى ، و نقابات ، و لا جبهة هيئات .. الخ ، لقد خرج الشباب مثلا في سبتمبر ٢٠١٣ ، و لم يجدوا بجانبهم قادة احزاب ، و لا نقابات ، لم يجدوا رفاق القرشي ، و لا اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، و لا احمد عثمان مكي ، و لا عمر الدقير ، و لا نقابة اساتذة جامعة الخرطوم ، و لا قضاة بقامة عبدالمجيد امام . من اجل تهيئة الظروف الموضوعية لنجاح الانتفاضة لابد من وقف الحرب ، و عودة الجميع للخرطوم ، و مقاومة النظام عن طريق الانتخابات حسب التفصيل الوارد بالفقرة (٦) ادناه .
الانتفاضة القادمة هي ( ثورة الجياع ، سيستخدمون ( سايكلوجية الجماهير ) ، انها ثورة ( شعبية لا نظير لها في تاريخ السودان من حيث الاخراج و التنفيذ ، لم تخطر وسائلها و ادواتها علي قلب عمر البشير و لا محمد عطا المولي و محمد حمدان دلغو حميدتي .
(٥)
الحديث بان ( المقاومة عن طريق انتخابات ٢٠٢٠ ( تعطي النظام شرعية لا يستحقها ) او (تطيل عمر النظام ) حديث غير مسلم به لان ( عمر النظام طال و انتهي)!!

احزاب المركز ، و المعارضة الناعمة في الخرطوم الرافضة لفكرة ( المقاومة عن طريق الانتخابات ) تتحجج ، بان منازلة النظام في الانتخابات ( تعطي النظام شرعية لا يستحقها ) ، كما يتحججون بان منازلة النظام عبر الانتخابات ( تطيل عمر النظام ) ، هذه الحجج رغم وجاهتها ، الا انها غير مسلم بها و ذلك لان النظام قد حاز علي الشرعية بموجب اتفاقية السلام الشامل ، المعتمدة من الايقاد ، و الاتحاد الافريقي ، و الجامعة العربية ، و الامم المتحدة ، و بموجب دستور ٢٠٠٥ ، المجاز من كل احزاب التجمع الحزبي و النقابي / اتفاقية القاهرة . اما الحديث عن ان منازلة النظام عبر الانتخابات ( تطيل عمر النظام ) ، فهذا حديث تنطبق عليه المقولة : (الخايفين عليه .. قاعدين عليه ) .. لان عمر النظام طال و انتهي !! و النظام ينطبق عليه التشبيه بمنسأة سيدنا سليمان ، و لكن ( شياطين الانقاذ يعلمون ) ، و قد قفزوا من مركب الانقاذ تباعا ، و هم الذين يرفعون سعر الدولار ، لانهم منذ فترة يشترون بنهم شديد البيوت في لندن ، وويلز ، و هربوا عوائلهم ، استعدادا للهروب في اي لحظة اذا عزفت المزيكة ، او قامت ثورة الجياع .
(٦)
عودة الي ذي بدء :

فكرة منازلة النظام عبر ( المقاومة عن طريق انتخابات ٢٠٢٠) ، التي طرحها الرفاق المبجلون ( عقار/عرمان) فكرة صائبة ، و سليمة ، حسب تقديري المتواضع ، لان اسقاط النظام لا يتم من الخارج ، و لا بالبيانات من لندن ، و باريس ، و برلين ، و نيويورك ، وواشنطون ، و لا بالمظاهرات امام سفارات السودان في العواصم المذكورة ، رغم اهمية كل ذلك و لا نقلل ابدا من اهمية ذلك ، الانتفاضة تحدث بعودة الكفاءات السودانية كلها الي الداخل ، و عودة الناشطين جميعا للداخل ، ( النظام لا يسقط بالريموت كنترول ) ، الشعب سيخرج للتظاهر في الشوارع عندما تكون سجون السودان ( كوبر ، شالا ، بورتسودان ، دبك .. الخ ) مليئة بالمعتقلين السياسيين ، منازلة النظام عبر الانتخابات ستخلق قيادات جديدة ، شابة مقنعة للاجيال الجديدة ، ورحم الله قيادات جيل اكتوبر ، ( د الترابي ، نقد ، عزالدين علي عامر، فاطمة احمد ابراهيم ، ثريا امبابي ، و عبدالمجيد امام .. الخ ) ، ورحم الله قيادات انتفاضة ابريل ( د عمر نورالدايم ، بكري عديل ، الشريف زين العابدين .. الخ ) .. هم رجال زمانهم ، و حواء السودان ودودة وولودة .. و الله يطيل عمر كبارنا و سادتنا الاجلاء ، الامام الصادق ، فاروق ابوعيسى ، د امين مكي مدني ، د علي الحاج .. الخ ، و نقول ان الشباب من جيل الانقاذ ، يتطلعون الي قادة جدد ، ( شباب ، من جيل عمر الدقير فما دون ) .. دون ان نستغني عن حكمة الكبار و تجاربهم (الماعندو كبير يشتري ليهو كبير ) .. و بمجرد وقف اطلاق النار الشامل ، و تحقيق السلام العادل / الشامل ستشهد العاصمة المثلثة و كل مدن السودان قيادات جديدة ، يقولون ( نحن رفاق الشهداء ) .. شهداء زمانهم هم ، نحن رقاق الشهداء ( عبدالله ابكر ، د خليل ابرهيم ، و الجمالي جلال الدين ، طرادة .. الخ ) . سيظهر من يكتب في سيرته الذاتية ( شارك في غزوة مطار الفاشر ) او ( شارك في عملية الذراع الطويل ) .. و عملية طروجي ، وغزوة ام روابة ، و تندلتي .. هؤلاء هم من سيحرسون صناديق الانتخابات ، و يحولون دون اي تزوير للانتخابات .. ودون تبديل صناديق الانتخابات .. هذه عناصر حديد موش بسكويت . وكل عام و انتم بخير ، و استقلال مجيد .

ابوبكر القاضي
كاردف / ويلز / المملكة المتحدة
٣١/ديسمبر/٢٠١٧

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *