إعلان فيلادلفيا حول قضية دارفور

إعلان فيلادلفيا حول قضية دارفور
  
 تحت شعار نحو حل شامل ودائم للقضية، وعبر إجتماعات مكثفة إستمرت ليومين متتالين عقدت شبكة قيادات دارفور-DLN مؤتمرها السنوى العام بمدينة فيلادلفيا يومي السبت والأحد 27/28 من يونيو المنصرم  بمشاركة ممثلين لمعظم المنظمات و الروابط  الدارفورية من مختلف الولايات و بحضور شخصيات اكاديمية و اعلامية بارزة  وتم تقديم عدد من الاوراق حول الوضع الراهن فى دارفور- الوضع الانسانى للنازحين واللاجئين – إنجازات وإخفاقات شبكة قيادات دارفور- التحديات التى تواجه منظمات المجتمع المدنى الدارفورى بالخارج- هيكلة شبكة قيادات دارفور- رؤى الحل الشامل
 والدائم، والاعلام والعمل التعبوى. إضافة إلى ذلك فقد إنتخب المؤتمرون بالإجماع  الاستاذ إبراهيم حامد رئيسا للشبكة، كما تم إختيار ثمانية من الأعضاء لتشكيل المكتب التنفيذي الجديد.
جدير بالذكر أن الأوراق المقدمة حظيت بنقاش هادى و بناء، تخللته روح ديمقراطية قامت على إحترام الرأي والرأي الآخر، وذلك ما سهل الوصول إلى توصيات قيمة، وعملية ستهتدي بها الشبكة في راهن ومستقبل نشاطها المكرس لجمع الصف الدارفوري في الداخل والخارج، وخدمة قضية الإقليم والوصول بها إلى الأهداف المنشودة.  
فضلا عن ذلك فقد أمّن المؤتمرون أن شبكة قيادات دارفور بالولايات المتحدة ستكون مظلة مستقلة و جامعة لكل الدارفوريين الراغبين في دعم القضية دون تمييز أو إقصاء لأحد من أبناء الاقليم، و  تدعوا  كل  التنظيمات  الدارفورية  العاملة  فى  القضية  الدارفورية  للانضمام  و  المشاركة  وأكد المؤتمرون على اعطاء  الجانب  الاعلامي  للشبكة  اهتمام  اكبر  ليتواكب و  عظم  الحدث , و ذلك  بفتح  قنوات  المعلومة  و  الخبر  من  ارض  الاحداث  بدارفور للعالم  الخارجي  ,  و  ايضآ  تزويد  المواطن  الدارفوري بصورة  خاصة   و  المواطن  السوداني   بصورة
 عامة  عن  مايدور  بدارفور  من إنتهاكات و  قتل  و  تشريد . وأن المؤتمرين  يدركون بعمق ووعي أن محاولة ضرب المكون الإجتماعي لدارفور، وتقسيمه إلى إ إثنيات ليس سوى فخ سياسي حاول به صناعه تمرير مطامعهم الإستعلائية، وتحقيق أهدافهم العنصرية، وأشاروا إلى أنهم سيسعون لجمع الشمل الدارفوري عبر خطط، وبرامج، وحوارات، ومبادرات، ومساع حميدة يبذلها كل المنتمين للشبكة من أجل  ترتيب البيت الدارفوري من الداخل، وتهيئة كل الأسباب التي تعين على إسترداد حقوق الأقليم وأبنائه.  
لقد جاء إجتماع قيادات منظمات المجتمع المدني الدارفورية في الولايات المتحدة في وقت وصل فيه النظام القائم إلى مستوى متقدم من تعزيز سياساته الديكتاتورية، وأجندته الحربية التي طالت كل هوامش السودان، والمهمشين في مركزه، وبرغم كل الإتفاقيات التي وقعها النظام مع بعض فصائل شعبنا إلا أنه بمنهجه المراوغ أفرغها من مضامينها حتى صار المواطنون لا يجنون سلما نشدته بنود هذه الإتفاقيات، ولا يعايشون وضعا أمنيا، أو إقتصاديا، أو إجتماعيا، أو تربويا، من خلاله يمكن البناء لمستقبل سوداني موفور بالتقدم، والتسامح، والتنمية، والأمن، والعدالة،
 والمساواة، والوحدة، والسلام.
إن الظروف القاسية التي تواجه الشعب السوداني عامة، وأهلنا في دارفور خاصة يجب أن تكون حافزا ومحرضا لتضامن كل قوى المجتمع المدني من أجل الثورة ضد سلطة الإنقاذ الغاشمة. ونحن إذ نؤكد على ضرورة هذا التضامن من أجل إنجاز التغيير الثوري للأوضاع التي يرزح من تحتها شعبنا نأمل من كل قطاعات المجتمع المدني في الداخل و الخارج ، والحركات المسلحة، والمواطنين في دارفور بمختلف انتماءتهم القبلية والسياسية  أن يعملوا على ضرورة توحيد صفوفهم من أجل الوصول بقضية دارفور إلى شاطئ الأمان، وأن يتواضعوا على مواصلة النضال، ونبذ كل اسباب الفرقة والتمزق
 التي يغذي أجندتها النظام الإنقاذي المستبد من أجل إستدامة سيطرته الديكتاتورية على كل مؤسسات شعبنا وتعويق النضال الساعي لتحقيق اسس السلام والتقدم.
إن المؤتمرين تواصوا على ضرورة بحث كل السبل المؤدية للوقوف بجانب المستضعفين من أبناء شعبنا في دارفور، والذين تضرروا من سياسات النظام القاصدة إلى ضرب أسفين الإخاء وسط مجتمع دارفور المتسامح الكريم، وفت عضده بما يكفل ذلك تغييب صوته، وضياع حقوقه، وتلاشي وجودهم الضارب في القدم.
ولكونهم يمثلون كل القاعدة الإجتماعية في دارفور، فقد أجمع المؤتمرون على أن الصراع الدائر في دارفور إنما هو صراع بين مناضلين يسعون لأخذ حقوقهم وإنتهازيين في المركز يريدون فرض سياساتهم قسرا على ربوع الوطن، ولعله هو الصراع الذي أوجدته المظالم التاريخية التي إقترفتها الحكومات المركزية منذ الإستقلال، وشددت أواره ثقافة حكومية راكزة على الإنكار لهذه المظالم،و الغاء الاخر  دون  وضع  اعتبار  لتعدد  الثقافات الذى  يتميز به  السودان . ونقض العهود والأعراف، وتجريم الرافضين للإخضاع والهيمنة والتدجين، والإستهتار بما قد تفرزه هذه
 المظالم من تهديد لوحدة القطر.
مثلما أجمع المؤتمرون على أن كل محاولات النظام لإعلاء شأن النعرة القبلية في دارفور، وأجزاء أخرى من القطر، وتحريض بعض قبائل دارفور المتساكنة مع نظرائها تاريخيا في وئام وسلام سوف لن تثني كل الناشطين من أبناء دارفور في الوقوف خلف قضيتهم العادلة والمتمثلة في وجود نظام ديمقراطي يكفل الحرية والمساواة وإحترام حقوق المواطنة والإعتراف بالمظالم التاريخية التي إرتكبتها الدولة تجاه مواطنيها.
وتوصل المؤتمرون إلى أن تحقيق السلام قوميا، وإقليميا سيظل الهدف الأسمى للسودانيين قاطبة، وأهل دارفور خاصة، وأن السبيل إليه يقتضي أولا التعاهد على مناخ سياسي سلمي يتم من خلاله الإستجابة إلى كل مطالب المناضلين من أجل إجتثاث جذور الشمولية، وثقافة المكر والخداع، والتخلي عن ضروب الإستعلاء المركزي، وإعتراف الحكومة بما إنتهكته من حروب إبادة وتشريد لأهل دارفور، والتواثق على عدالة قضية دارفور ما يستتبع ذلك مفاوضات جادة بين الحكومة من جهة والحركات المسلحة الدارفورية و منظمات المجتمع المدنى من جهة اخرى تفضي إلى تحقيق كل المطالب
 العادلة.
وإننا إذ نصدر هذا الإعلان نأمل أن تتحقق توصيات مؤتمر شبكة قيادات دارفور الذي عقد بمدينة فيلادلفيا يومي السبت والأحد 27/28 يونيو المنصرم، وأن يعم الخير والسلام كل ربوع بلادنا الحبيبة، وأن تتحقق كل أماني أهلنا المقيمين في مدن وقرى دارفور، وأولئك الذين نزحوا عن أراضيهم ويقيمون في معسكرات النزوح داخل وخارج السودان.  
 
أمانة الإعلام
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *