أكثرهم خطرا على السودان

أكثرهم خطرا  على السودان
عرّفت دبلوماسية عربية ,السوداني على إنه ” روح عربي في جسد أفريقي” وهذا سيسبب الإنحطاط والعنف بحسب أرسطوطاليس الذي وصى أسكندر الأكبر من مغّبة فرض القرصنة الثقافية  قائلا : كل جسد لا ينعش إلأ بروحه المخلوقة منه . حينما تتناقض الهوية مع الواقع في مسيرة الحرية لأي شعب  يتولّد العنف ,هكذا يرى مؤلف كتاب الهوية والعنف , الهندي أمارتيا سنج الحائز على النوبل و مدير أبحاث الاقتصاد في جامعة كامبرديج .
 أما الروائ الطيب صالح احد حواري جوقة ” ثقب المتنبي  ” في السودان لم يوفر جهدا, ليس فقط لإثبات بطلان هذة الحقيقة بل لخلق ” العربي الأسود ” كحقيقة مسلّمة في الكون . روايته موسم الهجرة هي نتاج لهذة السيكولوجيا المريضة . فمن غير المعقول أن يتفاخر الرجل بحاميته و فحولته في قارة الشمال البارد ” أوربا ” حينما عرف أن سواده و أفريقيته وبالضرورة عبدويته , بالمفاهيم السائدة ,حقيقة حية . ولكنه حينما يعود الى الوطن يتنكر لإفريقيته  ويشرع بتبشير أية المتنبي : لا تشتري العبد إلا والعصا معه …
  ويظل اللون الأسود  يشكّل معضلة عويصة في الأحاديث النبوية المنسوبة لإيديولوجيا البعث العربي. فالعوام لا يبالون باللغة المنمّقة و لاالنخبة العربية  تبالي بالدين. فكلمة عبد باتت رديفة للإنسان الاسود فيما كل الشعوب إختبرت تجربة العبودية عبر تاريخهاوهي مازالت موجودة فى كل الألوان البشرية كنتيجة طفيلية وليست طبيعة فطرية . فحيثما حل السوداني العادي , بل  حتي الرئيس نميري كان عرضة لهذا الهراء عندما نعته أحد رؤوساء العرب بالعبد. ففي بلاد العرب عليه ان يخوض حربا وطيسا ليثبت لإشقائه العرب إنه رجل حر, لأن مبدأ عمر بن الخطاب متى إستعبدتم الناس ؟ غير مقدس عند القرشيين القدامى و الجدد أو حتى عند الحالمين عندنا من طائفة الطيب صالح او المجذوبين  من فئة  البروف الطيب عبدالله   ومنهم المهووسيين على شاكلة الطيب مصطفى ولن ننسى صاحب لسان العرب العتيد فراج الطيب هؤلاء المحن السودانية بمصطلح شوقي بدري ! ماذا نفعل بهؤلاء ” الطيبيين “السّذّج و عبء تراثهم المخزي . برأي في هذا الأمر يجب ألأ تأخذنا  الرأفة. فعدواة صريحة أجدى من صداقة مفبّركة  !لأنه ببساطة هذة مسألة وجود لا يمكن لإمرءِ بهذة القامة أن ينتهى  كمجرد أضحوكة  تحت شوارب الساخريين!من جراء غيبوبة العروبيا.
. لقد تعّرض الشاعر  محمد الفيتوري  لأعراض هذة الغيبوبة ولكنه شفيّ منها في مهرجانات جرش . فأستوعب ماهية : أنا أبن سوداء الجبين ** ساقيها كساق نعامة والشعر منها كحب الفلفل . أحد ترسانات عنترة بن شداد في مواجهة الغطرسة العربية. أنا أتسآل هذة كانت حقيقة عنترة المنحدر مباشرة من سيد عربي قح  فكيف بشخص مثل الطيب مصطفى الذي يحتاج فعلا الى إجراء فحوصات عديدة في حامضه النووي  لتاكيد أصله وفصله نظرا لكثرة الغزوات التي إغتصبت ارض السودان فكونه لا يجيد الرطانة او كونه يميل الى الصفار فكلاهما لا يدفعان عنه وقوع العرب في الغموض و سوء التفاهم معه حول عروبيته . يوجد الآف من الصوماليين والاحباش أبهت منه لونا في جزيرة العرب جعلوا له الامر عسيرا بعدم فهمهم للغة العربية و  إجادتهم للرطانة فالعرب لا يتورعون في أذيتّهم بالألقاب النابية  “عبد”. ولكن الشفاء في حد ذاته توبة عملية تحتاج الى حدوث صدمة مدويّة مثل سقوط بغداد في  طرفة عين . وهذا ما حمل القذافي أن يتخلى عن الرومانسيات القومية ويتجذر بالقارة الافريقية .فإذا كانت السودان هي قلب أفريقيا فكان من الاولى لها ضخ الثقافة الافريقية  في شرايينها قبل أية ثقافة اخرى مستوردة أو هجينة . أنا أشير هنا الى سياسة التعريب العنيفة  والتعسفية على السودان والتي بسببها وليس لسبب آخر تعرضت الدولة للتمزيق  بسالب حروب الجنجويسايد في الجنوب والغرب والشرق . لذا بالذات عندما قال الدكتور الترابي لمجلة عربية : كل مصائب السودان تأتي من الشمال إن كان محليّا أو أقليميا أو قاريّا ! هذة هي المرة الاولى التي أقترنت فيها الفلسفة مع الحقيقة . ولمعالجة هذة المصيبة  يجب مجابهة الشمال بهذة الحقيقة  معنا أم ضدنا , فلا يعقل أن يكون حكام السودان من الشمال وتبتلى الجهات الثلاث الاخرى فقط  بالويلات ولا يسأل المسؤول عنها  هل معنا أم ضدنا . ربما هذا السؤال طرح من قبل الفونج او سلطان تيراب  او المهدية  و عبدالله التعايشي  او عبد الفضيل الماظ  او هاشم عطا او حسن حسين او الرشيد طاهر بكر أو عبد القادر الكدرو او مفاصلة الترابي  التي في الاساس هي أعادة تاطير الهوية السودانية  والسلطة عند جبهة الاسلاميين  . فحينما يشير المرشد الاعلى للاخوان المسلمين  الى الترابي بأنه عنصري فهذة تهمة تنزيلية ولكنها حقيقة . فهذة اليقظة التي دبت حتى عند وعي الديين الذين إعتبرهم من أكثر الفئات تأثرا بالغيبوبة التعريبية  تعرضت لنكسة مدويّة  لا مثيل لها .  فلقد كمن  المضللين  لها بالمرصاد . فهذة هي أول مرة منذ الاستقلال تغيّر النظام+ المنظومة قوانين لعبة الحكم والسلطة. كل حكومة ديمقراطية تعقبها حكومة عسكرية والعكس صحيح .
 ما حدث في المفاصلة  يعتبرها المفكر الاسلامي  التجاني عبد القادر هو إنقلاب حاسم من اجل الاحتفاظ بالسلطة في يد العشرة المبشريين بجهنم وبنهاية الدولة السودانية , يوجد بين هذا الرهط  العلوج والبلطجية والمنفوشين من قبيل نافع على نافع  والمداهنيين من قبيل أمين حسن عمر  والحاقدين من قبيل على عثمان محمد طه والمكبوتين من قبيل البروف أبراهيم أحمد عمر  وثمة جهويين وغلاة دين وقومية و لن نضّيع وقتنا معهم أو مع القيادة الطمبورية في القصر. ولكن من هو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني ؟ الذي دفع بالروئ الطيب صالح  أن يطلب من أحد المثقفين الشماليين أن يضع نصب عينه على هذا الرجل  ان أراد أن يستقرأ خارطة مستقبل السودان السياسي. فهو بنظره براغماتي. وما مفهوم البراغماتية في السياسة سوى تجسيد للنفعية الخبيثة بحد ذاتها . فإذن هذا الرجل المرجف المستتر الذي يتدثر بمكارم الاخلاق وداعيتها في السياسة السودانية , لهو أخطر و أشد غلوا في عروبيته المزيّفة من الدكتور الطيب مصطفى ومن لف لفهم في فلك العروبة وضرب السودان بهوية مزيّفة وثقافة مستوردة . فالحرب ضد الآصالة بالنسبة للمستعمريين وأتباعهم لهو مسألة داروينية ” البقاء للاقوى ” .والحقيقة حاليا هي ان السودان دولة ذات هوية مزيّفة ومستضّعفة فهذة تعني ببساطة إنتصار سياسة المستعمر, فالحالة هي دولة محكومة بالوكالة . و يعد الدكتورغازي صلاح الدين أبرز سماسرتها القذرين .لذا يجب وضع حد لهذا التسلل الخطير الذي يستهدف تدمير رؤية السوّدانة وبالمقابل تمكين دولة زبير باشا .
كيسر أبكر
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *