وصايا أم جرس (2)
لماذا استعصت معضلة دارفور على القلة الحاكمة في الخرطوم …؟
هل أم جرس المكان المناسب لتسوية قضية دارفور …؟
كيف نعيد دارفور إلى سيرتها الأولى…؟
هذا هو الملتقى الثاني ” والنهائي”..وتوصيات هذا الملتقى تحدد مسار مفاوضات قضية دارفور من الآن فصاعداً, فالحاضرون هم نخبة من أبناء دارفور الذين يهمهم الأمر..!, هذا هو ملخص ما أدلى به الرئيس السوداني عمر البشير في أم جرس.
هل يمكن حل معضلة دارفور بهذه البساطة والعجالة وبهذه الكيفية ..؟
كتبنا في وقت سابق في هذا المضمار وقلنا, أن
لدارفور مظالم ومطالب تاريخية , عبر عنها أهلها بطرق مختلفة , الكفاح المسلح أحدى محاولات الجريئة لكسر طوق التهميش في دارفور , لسنا وحدنا في هذا المضمار , ولكننا أكثر جرأة..!
اندلعت الثورة الكامنة في نفوس الشباب بعنف في دارفور في 2003م من مستصغر الشرر , سرعان ما شملت معظم أجزاء الإقليم في وقت وجيز , بالمقارنة مع أقاليم السودان الأخرى , تعتبر دارفور منطقة حضارية متميزة نسبياً, فلذا رفض أهل دارفور التهميش والإقصاء والازدراء بأشكالها المختلفة , على قدر العزم تأتي العزائم .., في المقابل تعاملت القلة الحاكمة في الخرطوم بوحشية مع الثورة في دارفور ..عاقب الجميع بجريرة التمرد…! ” أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ” .
أما على صعيد السياسي , ارتكبت الحكومة جريمة كبرى في حق الوطن , وكانت الكارثة , إذا أردتم معرفة سبب استعصاء قضية دارفور على النخبة السودانية ..!, انظروا ماذا قالت حكومة القلة في الخرطوم يومذاك تلقاء الثورة في دارفور:
– عصابات النهب المسلح استعانوا وأعانهم عليهم قوم آخرون ..يردون النيل من وحدتنا..
– صراعات قبلية قديمة وتفلتات أمنية بسبب انتشار السلاح في الإقليم لا صلة لها بسياسة ولا علاقة لنا ما يجري هناك..
– إستراتيجية عرقية واثنيه بمساعدة دول الجوار تمهيدا لقيام دولة ” الزغاوة ..البقارة.. الخ”..
– شرذمة خائنة أو مخلب من مخالب محسوب على الصهيونية واليهودية العالمية..
– مرتزقة وعملاء قدموا من الخارج لسرقة مكتسباتنا والنيل من وحدتنا, فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ..
– عملاء الماسونية وعبيد السفارات , وأنجاس مناكيد ونجوس هالكين يجب القضاء عليهم لا تربطنا بهم صلة ..
– قبائل زنجية “زرقة” ضد العروبة والإسلام يجب الاستعانة بإخوتنا العرب للقضاء عليهم..
– أخيرا, هم في الأصل من بني جلدتنا يجب تسوية القضية سياسيا بشرط, أن ينسوا الماضي كل الماضي:
– تناسوا يا أهل دارفور ,الإبادة الجماعية والقتل والتشريد والتخريب وتعالوا إلى أم جرس..
– تناسوا يا أهل دارفور دماء الشهداء والقتلى ودموع الثكالى وحزن والعذارى ..وتنازلوا عن كبرياء الشيوخ والعمد والسلاطين وشرف الآباء والأمهات وتعالوا إلى أم جرس…
– تناسوا شهداء الطلاب ودماء أبرياء الشباب في المدارس والجامعات الذين اصطادهم الأجهزة الأمنية لا لذنب ارتكبوه فقط طالبوا بحق الحياة الكريمة..
– تناسوا بيوتكم الخربة .. وحقولكم الصفصفه ..ومناهلكم الغور ..ودياركم التي أصبحت صعيداُ زلقاً..
– أنسوا واصفحوا عن الذين سعوا في ارض السودان فساداً وأشعلوا نار الفتنة والفرقة بين القبائل والأثينيات ,وفشوا الجهوية والعنصرية..
– سامحوا السرقة واللصوص والذين سرقوا حليب الأطفال وقوت الصغار ودواء المرضى ومكتسبات الشعب وتعالوا إلى أم جرس لنصنع السلام في السودان.
– حام جربو *السعودية