مقتل المصري صديق الثوار السودانيين
v علاء الدين أبومدين
ثورة ثورة حتى النصر… في السودان وشوارع مصر
ثورة ثورة في كل مكان… من دارفور لكردفان
الحرية الحرية… للأمة العربية
ثورة عربية واحده… ضد السلطه اللي بتدبحنا
ياسودان ثوري ثوري… ضد الحكم الديكتاتوري
ياحرية فينك فينك… البشير بينا وبينك
لن أسمع بعد اليوم ذاك الصوت الحي الجهوري للشهيد/ الحُسيني أبوضيف، وهو يُردد هذه الشعارات بلثغةٍ مصرية مُحببة تُناطح الأسماء الصعبة للمناطق السودانية. إذ بعد أن صار مسرح تظاهرات الثوار السودانيين أمام السفارة السودانية بحي قاردن سيتي – وسط القاهرة، قفراً من أي وجودٍ مصري عقب الإفراج عن الصحفية المصرية/ شيماء عادل، التي كانت محتجزة بالسودان، ظل هذا الصحفي المصري الوفي حاضراً أثناء التظاهرات السودانية إبان هبة يونيو الفائت، وظل لهذا ولغيره مثار تقدير منقطع النظير وسط مجاميع الثور السودانيين بمصر – وهو كما أدركنا لاحقاً – كان في كل ذلك وفياً لمبادئه كصحفي مصري حر وناصري ملتزم وإنسان حي الضمير… إذ نبع وفائه لأشقائه السودانيين من وفائه لشعبه المصري، ذا الحُسيني، راجح العقل، الحاضر – الغائب، في كل الملمات والإحن المصرية بُعيد ثورة 25 يناير المستمرة. يسأل الزملاء من الصحفيين المصريين بعضهم بعضاً “من هو مصدر هذا الخبر؟” فيرد الآخر “إنه الحسيني أبوضيف”، وعند جهينة الخبر اليقين من موقع الحدث؛ أو كما جاء مقتله…
صعدت روح الصحفي المصري/ الحُسيني أبوضيف، إلى بارئها ظهر أمس الأربعاء 12 ديسمبر 2012 جراء تدهور حالته الصحية إثر إصابته بزخات رصاص خرطوش من مسافةٍ قريبة استهدف مناطق قاتلة في جسده أثناء تغطيته لأحداث قصر الاتحادية الأليمة بمنطقة مصر الجديدة الراقية في يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2012، هذا وقد حضر أداء صلاة الجنازة على جثمانه بمسجد عمر مكرم – ميدان التحرير، آلاف من المصريين وعدد من السودانيين من الذين عرفوا بفجيعة الفقد الجلل. ومن المُقرر أن يُوارى جثمانه الثرى اليوم بمسقط رأسه بمحافظة سوهاج – جنوب مصر.
كان الصحفي أبوضيف، قد أيقن بذكاء معهود في ذوي الفطرة السليمة، أن ما يجمعه بأهله المصريين هو ذات ما يجمعه بأهله السودانيين، إذ اخترق بمبدئيته العالية وروحه الإنسانية الشفيفة كثافة حُجب الآخر المختلف ليلتقيه على مستوى جديد، مستوىَ إنساني من مدركاته أن النظر عميقاً عميقاً إلى عيون ودواخل الآخر يجعلك مؤمناً بأنك هو، وهو أنت… كل ذلك رغم الضعف الإنساني الذي علا عليه الفقيد، بينما قد ينتاش البعض منا فيما وصفه المفكر الإسلامي السوداني/ محمود محمد طه بـ ” المطمع المُستخفي والعطف المُستعلن”. ونحن إذ ندعو له بالرحمة والغفران والقبول الحسن، ونرجو من الله أن يُلزِّم أهله وأحبائه الصبر وحُسن العزاء… لكأننا من فرط مبلغ حُبنا له وثقتنا في قدر خالق الكون مع الصادقين، نسمع صوته في عليِّين مع الشهداء والصديقين، وهو يُردد أبيات عنترة العبسي:
دهتني صروفُ الدهر وانتشب الغدر
ومن ذا الذي في الناس يصفو له الدهرُ
سيذكرنني قومي إذا الخيلُ أقبلت
وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ
v كاتب وناشط سوداني.
[email protected]