بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ” الى شيوخنا أصحاب الفضيلة مؤسسى فرع الاخوان المسلمون بالسودان “
أحييكم بتحية الاسلام , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,
بصفتى مواطن سودانى مسلم , … آرى أن هناك أمورا خطيرة قد استجدت خلال العقدين المنصرمين من حكم ” الانقاذ “ , … انعكس أثرها السلبى على البلاد والعباد ,….. اسمحوا لى بمناقشتها معكم , ….. وفيما يلى عرض موجز لها :
أولا : قيام الانقاذ :
كما تعلمون ان استلام السلطة قهرا وبقوة السلاح , أمر يتعارض تماما مع المبادىء و الأسس التى وضعها مؤسس الجماعة الشهيد حسن البنا , ومع ذلك فان الامة خضعت لها , … لأنها خضعتنا بالاسلام , واستبشر الجميع خيرا , ….. ولكن كما تعلمون , ما أن تمكنت , ووضعت يدها على مقاليد السلطة , حتى أسفرت عن وجهها الحقيقى , ….. وثبت للناس كل الناس , … أنها لا تعدو كونها امتداد حقيقى لكل الشموليات السابقة لها القائمة أصلا ومؤسسة على الظلم والجور والقهر , وتقويض كامل لكل قيم ” العدالة “ وحكم القانون : ( سماوى أو أرضى ) ….. الأمر الذى وقف الناس عنده كما تعلمون : ” حيارى “ ……… ” من أين جاء هولاء ” ……. كيف يحدث هذا فى دولة ترفع رأية الاسلام , ….. وتتكلم باسم الرسالة الخاتمة التى جاءت أصلا لانقاذ البشرية كلها وتخليصها تماما من مثل هذه الانتهاكات المخالفة والمجافية والمقوضة تماما لكل أسس العدالة , ………. العدالة التى جاء بها الاسلام , وتنزلت , ورآها الناس كل الناس فى دولة المدينة, ………. وهذا بعينه ما دفع الكثيرين غيرى للبحث والمتابعة , ……. وأقول صادقا أنه لم يكن رائدى فى ذلك , الاّ الاخلاص , والاحتساب لله فى التوجه والبحث عن الحقيقة ولا شىء غير الحقيقة ,….. وقد تبلور ذلك فى اعداد جملة من الرسائل وفى مناسبات مختلفة ,… بدأتها بالرسالة الأولى وكانت موجهة الى أحد أقربائى ( من منتسبى النظام )……. وكنت وقتها خارج البلاد , ….. وعند رجوعى النهائى واصلت مخاطبة المسئؤلين بصورة مباشرة وكنت أحرص على ايصالها لهم فى حالة تعذر النشر , وأعتقد أنه وصلكم بعضا منها أو كلها , والله أعلم , ….. وفيما يلى بيانها :
(1) رسالة معنونة الى أحد أقربائى بالتنظيم نشرت مؤخرا ضمن الحلقة (1) من الرسالة الموجهة لمنتسبى الحركة الاسلامية السودانية ( بموقع سودنائل صفحة ” منبر الرأى ” )
(2) رسالة معنونة لكل من رئيس مجمع الفقه الاسلامى والامين العام لهيئة علماء السودان تحت عنوان : ” الماسونية العالمية ” .
(3) رسالة معنونةالى البروف / أحمد على الامام مساعد رئيس الجمهورية للتأصيل ورئيس مجمع الفقه الاسلامى تحت عنوان : ” البعد الدينى لقضية دارفور ” .
(4) رسالة معنونة للسيد رئيس الجمهورية
(5) رسالة تحت عنوان : ” أعرف عدوك “
(6) رسالة معنونة لأصحاب الفضيلة العلماء .
(7) رسالة معنونة الى منظمة الدفاع عن رئيس الجمهورية تحت عنوان : ” جبر الضرر هو الأهم “
ملاحظة : ( الرسائل أعلاه من ( 2-7)منشورة بالموقع أعلاه فى (1) تحت العنوان الموضح أمام كل , … ما عدا (4) تحت عنوان ” الفساد ” و(6) تحت عنوان ” الأسئلة الصعبة ” )
ثانيا : ” الوقوف على الحقيقة بصورة مبكرة ولكن !!! “
لم تكن أخبار المواجهة التى تمت فى اجتماع ” العيلفون “ ( ديسمبر 1969 ) معلومة للناس لأنها كانت سرية وقد علمت بها بعد صدور الرسالة تحت عنوان : ” الماسونية العالمية ” … فى (2) أعلاه , واطلاع بعضكم عليها , وحينها علمت بما حدث , …. فكان ذلك مفاجئة لى وقفت عندها طويلا , ……… ما هذا الذى أسمع ؟؟؟ …… ياله من أمر غريب وعجيب !!!!! …… أنتم وقفتم على الحقيقة منذ ذلك التاريخ المبكر , ( أى بعد اعتلائه عرش تنظيمكم بخمس أعوام فقط )………. تم بعد ذلك تتركوه !!!!!! ……. وأنتم تدركون تماما وتعلمون حقيقة هولاء الذين أشرتم اليهم : ماذا يريدون , وما هى مراميهم وأبعاد خطتهم التى رسموها ويراد لها أن تحقق ؟؟؟؟؟ ……… وهنا دخلت فى دوامة طويلة , ……. ان هذا الاكتشاف المبكر قد يكون منّة من الله سبحانه وتعالى خصاكم بها لينظر ماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟
* وقفة لا بد منها :
الاخوة الاعزاء , … لا شك انكم عندما قررتم هذه المواجهة كنتم تعلمون من هولاء الذين تعنونهم , …… تعلمون أنهم بعينهم الذين أخبرنا الوحى المنزل على سيد البشرية , ….. سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,….. أخبرنا انهم ” الامة “ المنحرفة , الذين نكلوا عن العهد وحمل الأمانة , ونقضوا المواثيق , …… وأنهم هم قتلة الأنبياء ,… والمزيفون لما أكرمهم الله به من وحى ( التوراة )……… عملوا على تزييفه وتحريفه وتأويله لخدمة أغراضهم الدنيئة وأحلامهم المريضة ,……. لا عن جهل بحقيقته , … بل عن تعمد وسبق اصرار ,……… ومن هنا وقع عليهم غضب من الله ومن الناس أجمعين , فكان أن وصموا : ” بالأمة الغضبية “
* تعلمون أيضا ان ذلك قد ملأ نفوسهم وأحالهم الى كتلة من الكراهية والحقد الدفين على الجنس البشرى بأكمله , ….. وكان نتيجة ذلك أن وضعوا خطة واستراتيجية بعيدة المدى , تنطوى على بنود أو قائمة محددة ,….. يراد تحقيقها على مراحل زمنية طويلة , …. بغرض الوصول للهدف البعيد , ….. والحلم الكبير , ……. وهو حسب تصورهم : ” حكم العالم كله بملك واحد من صلب داوود “……… وظلت هذه الخطة تنتقل وتتوارث جيلا عن جيل دون كلل أو ملل , وبتكتم وسرية تامين , ………. ومع ذلك وكما تعلمون , فقد قيض الله سبحانه وتعالى عملية اكتشافها فى مراحل مختلفة من تاريخهم الطويل , …… وكان آخرها وأهمها مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل عام 1897 , ….. والتى قيض لها أن تقع فى يد العالم الروسى ( نيلوس ) …. ليخضعها لدراسة جادة وعميقة , استغرقت حوالى أربع سنوات , …. وقف بعدها على تفاصيل الخطة كاملة , …. وتابع مسارها خطوة وراء خطوة منذ بدايتها وحتى تأريخ نشرها عارية للعالم أجمع ,( 1902) ….. ومنه وقفنا على حقيقة ما يجرى ويدبر للبشرية كلها فى الخفاء ,…… ذكر ان بنود الخطة قد تمت تقطيتها بالكامل , ما عدا بندا واحدا لم يكتمل تحقيقه بعد , … وهو البند المتعلق بالأديان السماوية والذى ينص على : ” مسح الأديان من على ظهر الأرض أو جعلها غير فاعلة ” …… وعلمنا أن جزءا من هذا البند ( الدين المسيحى ) تم تحقيقه فى ما يسمى العالم الغربى ما عدا الجزء الشرقى منه ( روسيا القيصرية ) ….. وقد تنبأ حسب موجهات الخطة , أن الخطوة التالية والأخيرة لهم فيما يتعلق بهذا الدين ( المسيحى ) … هو روسيا , ….. وتنبأ بقيام ثورة لتحقيق ذلك , ….. وقامت فعلا فى عام 1917 ” لينين “, …… ثم حدد مسار الخطة بعد ذلك , وقال انها متجهة الى : ” القسطنطينية ” …. أي ( الخلافة الاسلامية ) …….. وكان انقلاب : ” أتاتورك ” …… وتنحية خليفة المسلمين عام 1923 , ………… كل ذلك تم ونفذ عن طريق تجنيد زعامات مزيفة ,….. كما تعلمون , … أمثال : ” لينين وأتاتورك ” .
* اذن فليس غريبا أن يعمدوا علي تجنيد واحدا من بنى جلدتنا لمواصلة المشوار , ….. والقيام بمهمة تعبيد الأرض وتمهيدها للأفعى الصهيونية لتعمل عملها الموكول لها فى أرضنا الحبيبة , …… ويتحقق لهم بالتالى شعارهم المنحوت فى صدورهم , والمزين به جدران كنيسهم : ” من النيل الى الفرات “ ………… فهذا أمر ثابت بالضرورة , ….. بل الغريب الاّ يحدث , …… والأكثر غرابة , … أن يقيض الله لكم هذا الكشف فى وقت مبكر , وتقفون على الحقيقة كاملة , وترون بام أعينكم العمل المضنى , والسعى الجاد فى تحقيق وتنفيذ ما هو مخطط ومرسوم سلفا , …. ومع ذلك تقفوا مكتوفى الأيدى , …. مكسورى الجناح , ……. لماذا ؟؟؟؟؟؟؟
* تابعتم ما كان ” يبث “ فى الغرف المقفلة : ” تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة ” ….. لشباب تنظيمكم العريق من نهج جديد , مخالف , ومغائر تماما لنهج الدعوة والتربية الاسلامية السليمة , ……. بل علمتم أن فيه هدم وتقويض للاسس المستندة عليها تعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة ,……. ويواكب ذلك انحراف كامل عن الصراط المستقيم , وعدول عن جادة طريق الأمة المحمدية – ( اذن ماذا يفهم من تعاليم توحى لهم وتغرس فى أذهانهم , ……. وهم فى هذه السن المبكرة , مع حالة الانجذاب العاطفى لصاحب المدرسة : ” ان الصحابة غير عدول , وأن لا عصمة لرسول البشرية صلى الله عليه وسلم , وأنه يجب اعادة النظر فى الأحاديث واخضاع قبولها أوعدمه للعقل , ………. ………الخ … ألا يفهم من ذلك أن هناك أتجاه لغرس دين بديل ؟؟؟؟؟؟ ) ………. تابعتم ذلك كله , وحصلتم على تفاصيل دقيقة وفى غاية الأهمية والخطورة , …….. وتم تجميعها كمشروع كتاب , …. فبدلا من ارسال هذه المعلومات القيمة لرئاسة التنظيم الأم , للوقوف على حقيقة ما يجرى فى السر هنا أولا , …ثم الاضطلاع بواجبكم الدينى فى عملية اصداره ونشره وتوزيعه لكافة فروع الجماعة , ….. وبالتالى لكافة المنظمات والهيئات الاسلامية فى العالم أجمع ,……….. فبدلا عن ذلك تركتم أمر اصداره لأحد الاخوان منكم , وقد اضطلع بذلك وهو يعلم مدى عمق المخاطر المترتبة على هذا العمل , وصدر الكتاب فعلا تحت عنوان : ” الصارم المسلول فى الرد على الترابى شاتم الرسول . ” …… صدر فى مستهل ثمانيات القرن المنصرم تقريبا .
(هذا مع علمكم التام للحقيقة الثابتة والمعروفة سلفا وهى ” ما الجدوى من صدور كتاب ينشر فى ظل نظام هم عمدته وأصحاب الكلمة فيه : ” فترة المصالحة والهيمنة الكاملة لنظام نميرى ” . )
ثالثا : بيان للناس :
أعنى بذلك البيان الذى قام باصداره تحت هذا العنوان وباسمه : المرحوم الدكتور / محمود برات ( فى أكتوبر 1982 )….. اطلعت على البيان الخطير بعد سنوات وأنا بالخارج , وعند رجوعى سألت وعلمت تفاصيل الحدث وردة فعله ,……….. وخطورة البيان تكمن فى أنه كشف فيه أن الأب الروحى للجماعة آنذاك : ( مؤسس المدرسة الجديدة) ….. اعترف له أنه : ” لايؤمن بالبعث “ !!!!!……. هذا هو موضوع البيان : ( كان هذا أثناء تواجدهما معا فى مؤتمر بمكة المكرمة,.. وذكر أنه سجل له زيارة فى محل اقامته وزوجته , …. ودار بينها نقاش , اعترف له فيه أنه : ” لا يؤمن بحياة بعد الموت “
* من المؤكد أن المرحوم قد جاء وأبلغكم بتفاصيل ما حدث , ……… فبدلا من التحرك السريع والجاد فى الاتجاه نحو تبنى هذه القضية الخطيرة والاضطلاع بدوركم وواجبكم الدينى والوطنى لوضع حد نهائى لهذه المهازل , واتخاذ كل السبل والوسائل لايقافه عند حدّه , ولانقاذ هولاء المغرر بهم والخاضعين والمخدوعين به , من تلاميذه , ………… تركتموه يواصل كالعادة !!!!!………….. ثم ماذا ؟؟؟….. قام الدكتور وهو من كبار قادتكم ومن خيرة الدعاة عندكم , …….. قام بتحمل أداء واجب نشره , … وتم نشره باسمه دون ذكر للجماعة ليواجه مصيره هو أيضا !!!!!!! ………… ثم بعد ذلك تابعتم ردّة الفعل بالنسبة للتلاميذ عندما هرعوا للأب الروحى لهم مستفسرين , ……… وتابعتم ووقفتم على الطريقة التى تخلص بها من الموقف كله حيالهم , ……. وهو يعرف ذلك مسبقا ,……… ولكن هناك تساؤل لا بد من طرحه : ماهو الدافع الرئيسى الذى جعله يقدم على هذه الخطوة بما فيها من مغامرة خطيرة , ……….. ويعترف لمن ؟؟؟؟؟؟ …….. لشخص يعرف تماما مكانته , ومقامه عندكم , وتقديركم له , …….. يعرف ذلك كلّه , …….. اذن ماذا كان هدفه ؟؟؟؟؟ ……… يبدو , ….. والله أعلم , …. أن المعنى بها هو أنتم أيها الرعيل الأول والمؤسسون للجماعة بالسودان , …… ….انّها : ( بالونة اختبار )…. لكم , ….. ليرى كيف تتعاملون مع هذا الموقف الخطير , ……. فصدق ظنّه فيكم ( للأسف ) …… ولم تخزلوه , …….. وهذا ربما يكون هو المطلوب من العملية كلها , ……. وقد حققتم له نجاحا باهرا , …. يضم للنجاحات السابقة له , مما يجعله يطمئن تماما ( يرقد قفى ) …. من جانبكم .
رابعا : ” هل تأييد من يجهل الحقيقة كمن يعلمها ؟؟؟ “
عنما قامت الانقاذ كنت بالخارج كما سبق أشرت , وبعد سنوات من رجوعى , اطلعت على كتاب أصدره كاتب سودانى ( صحفى ) عبارة عن مجموعة حوارات أجراها مع مفكرين سودانيين كان من ضمنهم فضيلة مولانا البروف/ جعفر شيخ ادريس , …… وفى اجابته على سؤال فيما معناه : ” هل تؤيد الانقاذ وما السبب ؟؟؟ …… كانت الاجابة : “ نعم ….. أأيّدها لأنها رفعت رأية الاسلام . ” !!!!!!!!! …….. ما هذا يا أصحاب الفضيلة ؟؟؟ …… هذا الكلام لو صدر عن أحد عامة الناس وأنا منهم , ….. قد يكون لا غضاضة فيه , …….. ولكن كونه يصدر من عالم كبير يقف على الحقيقة كاملة , وله مواقف فى ذلك منذ مواجهة العيلفون عام 1969 أى قبل عقدين كاملين من قيام الانقاذ, …….. ألا يحق لنا أن نسأل سؤالا مباشرا :
* ألم تكن تعرف أهداف ومرامى هذه المدرسة الجديدة , ….. وعلى علم تام بما كانت تبثه لهولاء الشباب الغض من تعاليم وموجهات كى ينشأوا عليها , وتتشرب بها عقولهم , …… لكى تصبح فى النهاية عقيدة راسخة لا تتزعزع , ….وتعرف أن الهدف من ذلك كله هو اعدادهم ليكونوا قادة ومسئولى الدولة المنشودة , …… وتعلم أن ذلك قد تم فعلا وجرت عملية احالة لكبار القادة فى الحزب : ( الجبهة الاسلامية القومية )…… للمعاش المبكر , ولم تتح لهم فرصة المشاركة فى ادارة الدولة الناشئة ( الانقاذ )
( روى هذه الواقعة باسلوبه الجميل الراقى الدكتور / الطيب زين العابدين بالملحق الاسبوعى لصحيفة البيان الاماراتية على ما أذكر , …. قال : دعانا الأب الروحى للانقاذ بالاسم ووجه خطابه لنا بعد أن كال لنا المدح والأشادة قال فيما معناه : ” الأن نحن فى مرحلة جديدة كنا حزبا والآن نحن دولة يجب أن يؤكل أمر ادارتها للشباب : ( وقد بين سيادته من هم هولاء الشباب بين قوسين قال هم : ” من على عثمان وانت نازل ” ……. ثم فى نهاية المراسم سلم لكل منا هديته وكانت عبارة عن : ” مصحف ومصلاية ” . ) !!!!!!!
* ماذا يعنى هذا , ….واضح أنه يعنى أنّ دولة : ” الانقاذ ” قامت لتدار بهولاء الذين اضطلع هو باعدادهم وتنشأتهم لهذه المهمة , ووفقا لتعاليم وموجهات المدرسة الجديدة , ……. ان هولاء التلاميذ هم الذين تباهى بهم وقال فيهم منتشيا : ” ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة “………… كل ذلك تدركه وعلى علم تام به يا صاحب الفضيلة , …. ومالنا نذهب بعيدا , …. ألا يكفى فى ذلك كله أعترافه هو نفسه وقبل قيام الانقاذ بعدة سنوات : ” أنه لا يؤمن بالبعث بعد الموت “ ………. ألا يكفى ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟ …………… ثم بعد ذلك كله يأتى ويقول مثل قولته هذه ؟؟؟؟؟؟……. أسألكم بالله ماذا يعنى هذا ؟؟؟
خامسا : ” المفاصلة “ :
بعد هذا ننتقل لعملية المفاصلة والتى حدثت فى صفوف الحزب الحاكم , وتم بموجبها ابعاد الأب الروحى لهم وتجريده من سلطاته , مما أدى الى انشقاق الحزب وتحول الى حزبين يتبع أولهما ( للقصر ) , …. والثانى للمنشية ( مقر الأب الروحى لهم )……… هذا ما حدث , ….. وكان المأمول أن تنتهذوا هذه الفرصة الثمينة والغالية ,…. وتسرعوا على الفور وبجدية كاملة والتوجه باخلاص شديد نحو عملية انقاذ وتبصير لهولاء التلاميذ , ….. والعمل على انتشالهم من الوحل الذين هم غارقون فيه تماما , ……… فبدلا عن ذلك رأيناكم سارعتم بالوقوع معهم ومشاركتهم فيه !!!!!!!!!!
* والسؤال الذى يفرض نفسه : ” ما هو السند الشرعى الذى استندتم عليه فى الاندفاع والمشاركة بهذه الطريقة , …. وأنتم تعلمون . ؟؟؟؟؟؟؟؟
* تعلمون بأنّ هذه المفاصلة لم تكن بسبب المراجعة واعادة النظر فى تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة التى خضعوا لها طوال سنى شبابهم , …… بل تعلمون أنهم الأكثر التزاما وتمسكا بها من أي وقت آخر ,….. وقد ظهر ذلك لكم جليا طوال الفترة التالية للمفاصلة وحتى تأريخه .
* تعلمون تماما أن كل ما أقترفته الانقاذ طوال سنى عمرها من ظلم وجور أصاب البلاد والعباد هو بعينه يمثل صورة طبق الأصل لممارسات زعامات الشموليات السابق ذكرها , وليس هناك علاقة من بعيد أو قريب لتعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ……. بل مخالفة ومجافية تماما لها .
* عملية التشريد من الخدمة العامة : هل عمليات التشريد من الخدمة العامة ( عسكرية ومدنية ) التى تم بموجبها طرد وتشريد أكثر من ستين ألف ضحية من خيرة رجال الدولة وأكثرهم خبرة وكفاءة , …….. تم ذلك بصورة تعسفية ممعنة فى سوءها وقبحها , …. دون أى جريرة يرتكبوها , وبعيدا عن العدالة وحكم القانون , …… بعيدا عن أي تشريع سماوى أو أرضى .
(فهل هذا له علاقة بديننا الحنيف والرسالة الخاتمة . ؟؟؟؟؟؟؟ )
* عملية التعذيب فى بيوت الأشباح : هل ما تم فى بيوت الشباح : ( يهجمون على المواطن فى الثلث الأخير من الليل ويأخذونه عنوة من بين أهله وزويه , دون أى جريمة يرتكبها أو ذنب ,, …. وبدون أي تهمة صغيرة أوكبيرة توجه له ,……… والى أين ؟؟؟؟؟ …….. الى أقبية سرية تحت الأرض , وبعيدا تماما عن السجون الرسمية للدولة , …… ثم , … ثم ماذا ؟؟؟؟؟ ……. ثم يمارسون معهم أعمالا يعف اللسان عن ذكرها , ……. بواسطة من ؟؟؟؟؟ ……. بواسطة خريجى هذه المدرسة , وبموجب تعاليمها وموجهاتها , ……. كل ذلك عايشتموه , وتعلمونه علم اليقين , …….. وتعلمون أنه مطابق تماما ومنقول حرفيا من كل ممارسات هذه الشموليات السابق ذكرها, وتعلمون أن الهدف الرئيسى والأساسى وراء ذلك كله هو : ” الحط من قيمة الانسان الذى كرمهه الله , …… وتحويله لحالة أحط وأدنى من الحيوان . “…………….. مورس ذلك بعينه فى كل الحقب : ( لينين – أتاتورك – عبد الناصر ………. الخ القائمة )
( أسألكم بالله ما علاقة ديننا الحنيف بهذا ؟؟؟؟…. ….. أليست هذه الممارسات هى بعينها تمثل جزء صميم للحالة التى تردت اليها البشرية حينا من الدهر ,…….. وجاء الاسلام , ممثلا فى الرسالة الخاتمة , … لانتشالها وانقاذها مماهى غارقة فيه , ……. واعادتها الى رشدها ؟؟؟؟؟ . )
* ما هو الدافع وراء عمليتى التشريد وبيوت الأشباح :
يمكن اجمال السبب الرئيسى لارتكاب مثل هذه الممارسات الاّانسانية فى الآتى :
* عملية التشريد : من المبادى الهدامة التى اعتمدتها موجهات المدرسة الجديدة هو : ” مبدأ التمكين “….. والذى يعنى فيما يعنى : ” تحويل مقدرة الأمة من مال وممتلكات الى الحزب الحاكم وكوادره , بحيث تصبح الدولة كلها كأنّها ضيعة تابعة للحزب يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رقيب . “
* تعلمون أن دولة السودان كانت دولة نظامية , تحكمها قوانين وتشريعات صارمة , وتحتكم الى قضاء مستقل , وتتمتع بجهاز خدمة عامة عالى الكفاءة والخبرة , ……. فهذه كلها كانت عقبة كأداء , …… وكان لا بدّ من ازاحتها كى يصبح مبدأ التمكين فى حيّز التطبيق , وتم لهم ذلك .
* بيوت الأشباح :
* تعلمون أن عملية التعذيب تعد بالنسبة لهذه الشموليات ضرورة من ضروريات تمكين السلطة وهى تطبيق لمبدأ آخر مقرر عندهم هو مبدأ : ” الارهاب لأجل الارهاب ” ………. أما لماذا اختاروا له هذه الأماكن البعيدة عن السجون الرسمية للدولة , …….. يرجع السبب أيضا لاستحالة ممارسة مثل هذه الاعمال الاّانسانية والممعنة فى سوءها وقبحها , فى سجون تحكمها قوانين وضوابط صارمة , ….. وتحت ادارة قيادات عالية الكفاءة والخبرة , ……. لذا لجئوا لمثل هذه البيوت سيئة السمعة , …… ريثما تتاح لهم الفرصة بالسيطرة الكاملة على سلطة هذه السجون , …. وتم لهم ذلك .
( نعم تم لهم ذلك حيث وصلوا بذلك للهدف النهائى والغاية المبتقاة من تطبيق هذين المبدأين وهو : ” عملية تلاشى سلطان الدولة القائمة ( دولة الوطن ) لتحل محلها قوة تنفيذية جديدة تفعل ما تشاء وتحكم بما تريد , …ولا سلطان عليها من أحد وهذا هو المطلوب ” !!!!!!!!!! . )
* تعلمون أن هناك متابعات ودراسات جادة لحكم وممارسات الشموليات السابقة : ( لينين / أتاتورك)…. خلصت الى أن تطبيق هذين المبدأيين يعد بمثابة : ( الشر كله ) ………. فهما من ضمن الفعاليات المفضية لغايات : ” الخطة بعيدة المدى المنوه ةعنها أعلاه ” ….. والتى تبدأ أولا باستخدام كل العمليات والوسائل المفضية الى : ” افقار ” … الأمة وجعلها فى حالة معاناة وضيق هائل فى المعيشة , …. بهدف تحليل النسيج الاجتماعى لها , ….. ومن ثم , …تجريدها تماما من كل موروثاتها من الأخلاق والقيم الانسانية الفاضلة ,….. ليتحول الفرد فيها ويصبح فى النهاية , ….. انسان مجرّد أو فاقد لأعز ما خصه الله سبحانه وتعالى به , ….. وهو : ” الكرامة ” ……….. وهنا تكمن حقيقة البعد النهائى للخطة حسب تصورهم , …… فهم لا يريدون أن يتعايشوا فى دولتهم المنشودة , …. مع انسان حقيقى , ……بل مع صورة انسان خلقه الله لخدمتهم فقط أو لخدمة ( أبناء الله ) , …..وذلك حسب تصورهم واعتقادهم الضال المضل ,…… وذلك بعد تحريفهم للوحى الالهى المنزل على سيدنا موسى عليه السلام والمضمن فى كتابهم التلمود .
” تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا “
( اقرأ ان شئت : (1) فيما يتصل بتعاليم وموجهات التلمود : لكل من : الكاتب الاسراييلى ( د . شكاك ) والكاتب الأمريكى ( د. مايكل أ . هوفمان ). (2) فيما يتصل بالخطة أعلاه , مقررات مؤتمر بال 1987 : ( ترجمت عام 1902 للروسية , ومنها للانجليزية بواسطة الكاتب والصحفى البريطانى ” مارسدن ” فى عشرينات القرن المنصرم , …… ومنه الى العربية بواسطة الكاتب والأديب المرحوم / محمد خليفة التونسى بمقدمة للاستاذ الكبير المرحوم العقاد , ….. صدرت طبعته الألى فى مستهل خمسينات القرن المنصرم أيضا , … ثم بعد ذلك توالت البحوث والدراسات فى هذا المجال من مفكرين وعلماء من كل أنحاء البسيطة ,….. نذكر منهم على سبيل المثال : (1) الكونت / شيريب سبريدوفيتش وكتابه ( الحكومة الخفية ) (2) الباحث الأمريكى الكابتن/ وليم غاى كار . (3) وأخيرا وليس آخرا : ” الفيلسوف الفرنسى والعالم العلامة الكبير / ” جارودى “ )
* وكلكم تعلمون أن عظمة الاسلام وهو الرسالة الخاتمة , ….. تكمن أصلا فى أنها جاءت لانقاذ البشرية كلها من مثل هذه الهوة السحيقة والتى تردت اليها مرة أخرى , وغرقت تماما فى وحلها وظلامها , ………. جاء الاسلام لبسط العدالة المطلقة بين البشر جميعا , …. مؤمنهم وغير المؤمن منهم , ….. وتحقيق المساواة الكاملة بين الناس كل الناس , لا فضل لعربى على عجمى , … ولا أبيض على أسود , ….. كلهم لآدم , .. وآدم من تراب , ……. قامت الدولة الاسلامية كنموزج حق , ليؤكد : “ أن العدل هو أساس الحكم ” …….. وأن الدولة ملك للجميع يعيشون فيها تحت مبدأ المواطنة , وفى ظل حرية العقيدة , يكتنفهم جميعا شعور عظيم بالالفة والمحبة , والمساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات , لم تر لها البشرية مثيلا من قبل , …….. ونعلم أن البشرية وبعد معاناة طويلة وحروب مدمرة , …… توصلت بفطرتها لمبادىء تم تقنينها والعمل بها , ….. تتمثل فيها الكثير الكثير من مبادىء الرسالة الخاتمة .
* والسؤال الأساسى والملح كيف تأتى ( الانقاذ ) بعد ذلك كله , …. وفى نهاية القرن العشرين الذى أصبح العالم كله كأنه فى قرية واحدة , ….. وترفع راية الاسلام باعتبارها ممثلة للرسالة الخاتمة , …. فبدلا من انزالها فى سموها وعلوها كما تنزلت منذ البداية , ….. ونباهى بها العالم بأن مخالفتها تعرض للمساءلة أمام ربّ العزة , وليس أمام قانون وضعه البشر , ….. لأنّ سموها مستمد من ميزان : ” العدل الالهى ” ……. فبدلا عن ذلك يفاجأ الناس أنّها انصرفت الى تطبيق أفكار ومبادىء سبق وعرف من تطبيقها أنها مضمحلة, قاتلة , مدمرة , ….. أقل ما يقال عنها انّها ترجع بالبشرية الى عهود ما قبل الاسلام ,……. الى الجاهلية الجهلاء , ……. ماذا يعنى هذا , ألا يعنى أننا بهذا العمل , ….. ودون أن ندرى , نقدم أكبر اساءة للاسلام بعرضه بهذه الصورة المغائرة والمجافية تماما لحقيقته , ……. ومن ثم نقدم أعظم وأجل خدمة : ” لأعداء الحق والدين ” …….ليسيئوا لديننا والرسالة الخاتمة , باعتبارنا دولة ترفع رأية الاسلام , …..وتمثل الرسالة الخاتمة .!!!!!!!!!! ……. وهناك حقيقة هامة لا بدّ من الوقوف عندها , … وهى أنه بالرغم من الخلافات التى حدثت بينكم وبين الأب الروحى للانقاذ والمسميات المختلفة التى واكبت مسيرتها , …. فانّها حسب المفهوم العام تمثل فصيل من فصائل تنظيمكم : ( التنظيم العالمى لجماعة الاخوان المسلمون ) ……. هذا أمر لا يختلف فيه اثنان , ومن ثم فان كل انعكاساتها السلبية تحسب على التنظيم , …..ثم على الدين الاسلامى كرسالة خاتمة ,…….. فهذه حقيقة لا مجال لاستبعادها أو انكا رها .
• هذا كما تعلمون غيض من فيض من جملة ما أصاب البلاد والعباد : ” مشكلة الجنوب “ وتحويلها من قضية سياسية ومطالب عادلة لمواطنين وقع عليهم ظلم ومعترف به من الجميع , ………وكانوا على بعد خطوات من الحل الجذرى والنهائى لها , …. اتفاقية : ( الميرغنى / قرنق ) ……. …….. ففجأة تقوم الانقاذ وتحولها الى : ” حرب دينية ” …….. ويتضح أن الغرض الأساسى والهدف النهائى من هذا التوجه – ( عرف المغرر بهم أم لم يعرفوا ) – هو عملية : ” تدويلها أولا , ثم خلق المناخ لاستدعاء التدخل الأجنبى ” ……… وتحقق الهدف , ….. ورأيتم بام أعينكم ” التداعيات ” … التى تلت ذلك والمنتهية بأخطرها وأبشعها وهو كما تعلمون : ” تدفق القوات الأجنية وانتشارها فى كل مكان ” …… ومن ثم , تحولنا بمقتضاه من دولة كاملة الاستقلال الى دولة : ” تحت الوصاية ” ……. وياليتنا كنا اتعظنا مما جرى , ….. ورجعنا الى رشدنا , ……… ولكن ما تلى ذلك كان أبشع , ……. انها مصيبة أهلنا فى دارفور الحبيبة والطريقة التى تعاملت بها ” الانقاذ “ أيضا مع التمرد , … وهى نقل حرفى وتكرار واعادة لما تم فى تمرد الجنوب ,….. ومن ثم خلقنا القابلية , وتأكيد وتوطيد لعملية : ” الاستدعاء الأجبى “…………أى قوات الأمم المتحدة , وجاءت هذه المرة وفقا : ” للبند السابع “…….وتعلمون ما هو البند السابع , …. جاووا , ….. وهم الآن قابعون يجوبون البلاد طولها وعرضها , … ولهم مطارهم الخاص بهم , …………. لا شك أنكم تدركون تماما ماهى ( الغاية )……. والنتيجة الحتمية وراء هذا العمل كله ؟؟؟؟ , …. وما هى أهداف ومرامى الخطة بعيدة المدى ؟؟؟؟؟؟؟ ………. هل هناك شك فى أنها تهدف فى النهاية الى : “ تفتيت السودان القارة وتحويله الى دويلات تتصارع مع بعضها الصراع الأبدى “………هذا ما يرمى اليه ويطمح فيه : ” أعداء الحق والدين ” : ( والآن نرى وبصورة واضحة أن بوادر هذا التفتيت قد تحققت , وأن جزء عزيز قد انسلخ من وطننا الحبيب , هذه ثمثل قمة السوء , وتقدح بصورة واضحة فى عملية فهمنا لحقيقة ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة )
ملاحظة : ( من المؤسف والمؤلم حقا أن نجد نفرغير قليل من الاسلاميين قد انبهروا وأعلنوا للعالم كله فرحتهم بهذا الحدث , وعبروا عنه بالتهليل , والتكبير, وذبح الذبائح , ودبجوا المقالات المعبرة عن ذلك , وظلت تتواصل حتى تاريخه , وهم لا يدرون أنهم بعملهم هذا لا يعدو كونهم دعاة العنصرية البغيضة التى جاءت الرسالة الخاتمة لازالتها من على وجه الأرض , واننى اذ أقول ذلك أرجو منكم جميعا أن ترجعوا بذاكرتكم وتعيدوا النظر فى المثال الحى لدولة المدينة , والتى كانت تضم فى أحشائها التركيبة السكانية بتقسيماتها المعروفة منذ بدء الخليقة : ( ملاحدة لا يعترفون بالاه البتة , مشركون يؤمنون بخالق الكون ولكن يجعلون معه شركاء , كتابيون هم أتباع كلا من نبى الله موسى ونبى الله عيسى عليهما السلام ……. الخ التركيبة . )….. قامت الدولة فى ظل هذه التركيبة , ووضع لها (دستور ) لم تر البشرية له مثيل فى تاريخها الطويل , كفل لهولاء الرعاة جميعا كافة الحقوق والواجبات , وحقق لهم كلما يصبو اليه الانسان على ظهر هذه البسيطة من اطمئنان , وسعادة دائمة , تستظل بقيم : الحرية والمساواة , والعدالة المطلقة , كى يعيش كل مواطن فى ظل هذه الدولة كفرد موفور العزة , رافع الرأس , يعيش كانسان كرمه الله ) …… هذا هو الاسلام الحقيقى يا أخوانى , وأى أدعاء غير ذلك , لا يعدو كونه انتكاسة وضلال فى ضلال !!!!!!!
( نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ السودان وأهله , …. وأن يعيدنا جميعا الى رشدنا , …. وأن يقينا شر أعدائنا , …… ونسأله تعالى أن يرد كيدهم فى نحورهم )
سادسا : قضية هامة أخرى :
هناك قضية هامة , …. بل تعد : ” أم القضايا ” …..فى هذا الموضوع المطروح برمته ,…… لا شك انكم تعلمو ن أن هناك حقيقة هامة ومفصلية فى هذا الأمر لا بدّ من الوقوف عندها وهى :
* أن كل هذه الممارسات الممعنة فى سوءها وقبحها والتى مررنا على اليسير اليسير منها, ……. لا يشعرون عند ممارستهم لها,…… أو يجول بخاطرهم قط ,……. أن هناك ذنبا أو مخالفة لشرع الله قد ارتكبت , ……. بل أن كل هذه الممارسات تعد فى نظرهم : ” عبادة يتقرب بها الى الله “………. يحدثنا فى ذلك الدكتور / الطيب زين العابدين يقول : “ وكان أن سمعنا العجب العجاب كان هناك من ( يتعبد الله ) سبحانه وتعالى: بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وعملية تزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم الإسلامي.” ” “”
* فماذا نستشف من ذلك ؟؟؟ ….. الا ترون اننا أمام : ” دين بديل ” ….. أمام عقائد وموجهات الفرق الضالة بعينها ,…… والتى تعتقد , أنها وحدها هى : “ مبعوثة العناية الالهة ” ….. ولها مطلق الحق فى أن تهدر دم أى مخالف لها , ….وهى بعينها التى أخبرنا ألحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : ” يحقر أحدكم صلاته بجنب صلاتهم”…….. بعد أن وصفهم صلى عليه وسلم بأنهم: ” يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية “… ………….. اذن وضحت تماما معالم تعاليم وموجهات ( المدرسة الجديدة ) ……. انها تنهل من ذات النبع القديم , لهذه الفرق , ……. وهذه الموجهات تعتمد بالاضافة الى ما ذكر أعلاه , …. كل الموبقات المحرمة فى الاسلام والتى تعتبر من أكبر الكبائر , مثل : ( الكذب ونقض العهود , والفتنة والوقيعة بين الناس ,…… ويمتد ذلك الى كل الممارسات المفضية الى الحط من قيمة وكرامة الانسان : بسلبه وتجريده ومصادرة أمواله وممتلكاته , ….. ويصل الى حدّ قتل النفس التى حرمها الله , الاّ بالحق ……… الخ الموبقات )……. كل ذلك يمارس بدم بارد . ودون أى احساس أو شعور بظلم أو ارتكاب معصية , بل يعتقدون أنهم يؤدون واجبا دينيا , …… وشعارهم الذى يجمعهم فى هذه الممارسات كلها – (الشموليات/الفرق الضالة/المدرسة الجديدة ) – والموجه لهم فى كل ذلك هو فى حقيقته : مبدأ ميكافيلى ( الغاية تبرر الوسيلة ) ……….. ولكن بعد أن يحوروه ويعطوه الاسم أو الشعار المناسب مثل : ” فقه الضرورة ” ……. بالنسبة لرافعى رأية الاسلام , ……. ليأخذ صبغة اسلامية .
* ومن المؤسف والمحزن حقا, كما تعلمون أن تعاليم وموجهات هذه المدرسة لا تزال راسخة ومتمكنة من العقول لم تتزعزع , …بدليل ان هناك أحداث جسيمة حدثت أثناء المسيرة تستدعى , … بل تستوجب الوقوف عندّها لمراجعة النفس ولتبيان وجه ” الحق ” ……. الاّ أنّ شيئا من ذلك لم يحدث , …… نشير هنا الى ثلاث منها :
الحدث الأول : عملية المفاصلة وقد اتضح كما تعلمون أنها كانت مجرد صراع على السلطة لا غير , …….. بل شكك البعض بأنّها لا تعدوكونها تمثيلية الغرض منها افساح المجال لهذه التعاليم كى تشق طريقها وتحقق أهدافها المرسومة لها .
الحدث الثانى : اعلان السيد رئيس الجمهورية / عمر البشير للعالم كله وفى لقاء جماهيرى , متهما الأب الروحى له , وقائد هذه المدرسة ,….. بأنّه : ” ماسونى “…… فهل يوجد على ظهر هذه البسيطة من لا يدرك خطورة هذا الاتهام ومع ذلك لم يتغير أي شىء .!!!!!!!
الحدث الثالث : البيان الذى أصدره مجمع الفقه الاسلامى والخاص بالفتاوى الشاذة للأب الروحى لهم أيضا , ….. والتى حلل فيها الحرام وحرم الحلال , ….. تم عرضها ووزنها بميزان الشرع وصدر حكم الشرع فيه ببيان علمه الناس كل الناس , …. وبالرغم ان هذه الفتوى جاءت متأخرة ,الاّ انها مهمة , … وتكمن أهميتها فى أنّها صدرت من المرجعية الدينية للانقاذ , ….. وهناك تساؤل مهم ظل قائما حتى تأريخه وهو : ” بما أن هذه الفتوى صدرت فى حق منشىء هذه المدرسة الجديدة والتى ترجع اليها كل ممارسات الانقاذ منذ قيامها ووفقا لتعاليمها وموجهاتها ,…. فلماذا لم يواصل المجمع عمله والاضطلاع بواجبه الدينى والوطنى أيضا نحو اخضاع هذه التعاليم والموجهات لميزان الشرع لتبيان وجه الحق فيها , ………. أليست هذه الموجهات والتعاليم المعتمدة والممارسة ومطبقّة حرفيا حتى تأريخه , … تعد وليدة للطاعة العمياء لما بثه فى عقولهم هذا الذى يحلل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله فكيف تستمر طاعته هكذا وأنتم تعلمون أن هذه بمثابة عبادة له من دون الله , … ألا يكفى ذلك وأنتم تعلمون أنه يدخل فى منطوق الآية : (( وأتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . )) …….. وجاء شرحها من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول : “ ……. ولكنّهم أحلوا لكم الحرام وحرموا عليكم الحلال , فأطعتموهم , … فتلك عبادتكم ايّاهم . ” ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( فهل هناك فتنة وبلية تصيب الانسان أكبر وأشدّ ضررا وخسرانا من هذا )
* اذن كما ترون ان هذه التعاليم والموجهات , … لا تزال راسخة لم تتزحزح , …… حتى عمليات : ” الفساد “….. الكبيرة والتى تمارس علنا دون مواربة ويراها الناس كل الناس , فى شكل اقتناء الفلل الفاخرة , والبنايات الضخمة , وانشاء الشركات الكبيرة متعددة الا غراض ……….. الخ …….. والناتجة عن : ” نهب المال العام “……… كما مشار اليه أعلاه , …….. كل ذلك يدخل فى حكم الاباحة , …. لا “ بل عبادة ” ……. ويخبرنا الصحفى القدير وعضو الانقاذ : ” الطاهر ساتى “…… بما يعد بمثابة : (( شهد شاهد من أهلها )) ( صدق الله العظيم ) …… أحد طرق نهب المال العام , ….. يقول فى ذلك : ” أن الفساد كل الفساد هو: ” الحزب الحاكم ولا شئ غيره ” وتساءل قائلا: ” هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟……. يقول في ذلك: ” أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: ” ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. “ * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,… فهو: ” دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . ” ويواصل قائلا: “ حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد… ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟. * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : … له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب … وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!! * حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار: ” مخيفا ومرعبا “…… وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة : سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!! * الحزب يسمو عاليا كلما : رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه… حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! …
) بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد 4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006
( بهذه الطريقة وغيرها , ….. كما تعلمون يا أصحاب الفضيلة , ….. بدأ ت عملية نهب المال العام تحت مبدأ ” التمكين ” منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه وباعتباره عبادة يتغرب بها الى الله . )
* أسألكم بالله هل يوجد فى العالم كله , ” فتنة “….. أعظم وأبشع شرا من هذه الفتنة ؟؟؟؟؟؟؟
* هذه هى القضية يا أصحاب الفضيلة , ….. انها مسئوليتكم أنتم فى المقام الأول , …… نرفعها اليكم , ونحملكم المسئولية كاملة أمام ربّ العزة ,….. للعمل بجدّية , … وباخلاص وتجرد كاملين , …. وصدق النية فى التوجه , …. للاضطلاع بواجبكم الدينى والوطنى نحو درء ومعالجة هذه : “ الفتنة ” ….. بتعريف وجلاء وجه الحق , … ولا شىء غير الحق , … بهدف اعطاء الفرصة الثمينة والغالية بعودة من وقع فى هذه الفتنة للرجوع للحق والى طريق الصراط المستقيم ,…… وذلك عن طريق , اخضاع تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة للمراجعة والتقييم وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف ,……. وبيننا جميعا : ” راعى ورعية ” : ” كتاب الله وسنة نيه صلى الله عليه وسلم “…………. فالنمتثل ونخضع لهما جميعا,……. فالرجوع للحق فضيله , ……فهو كما تعلمون السبيل والطريق الوحيد المفضى والموصل . ” للخلاص ” ….. والولوج لباب التوبة , …. ونسال الله أن يحقق على أيديكم النجاح والفوز بالتوبة , ….. ويعقب ذلك تنفيذ كافة مستلزماتها :
(1) التوجيه والتعريف بموجبات التوبة النصوحة من عمليات ردّ المظالم , ورجوع كافة الحقوق المقتصبة الى أهلها , ….. وجبر كامل لكل الأضرار وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف .
(2) الجرائم المرتكبة : يجب أن تخضع كل الجرائم المرتكبة لحكم الشريعة , وفى ظل تحقيق قضائى عادل , واجراءات تكفل محاكمات عادلة ووفقا لأحكام الشريعة الاسلامية , …….لأن هذا هو الطريق الوحيد المفضى الى تحقيق ثلاث أهداف عظيمة وجليلة هى :
الهدف الأول : يفضى هذا العمل كما تعلمون الى خلاص هولاء الذين فتنوا فى دينهم , …. وفرصة عظيمة ونادرة : ” للتطهير “…… ورجاء حسن العاقبة .
الهدف الثانى : قفل ووضع حد نهائى , …. وسدّ كامل لكل الزرائع , ومبررات التدخل الأجنبى : ” من جيوش , … ومحكمة جنائية , …. وغيره ” .
الهدف الثالث : وبهذا العمل فقط , نستطيع أن نثبت للعالم أجمع , …… أننا أمّة قادرة على تحمل مسئوليتها الكاملة , …… وأنها تملك بجانب تراثها وتاريخها العظيم الطاعن فى القدم , ………. انّها تملك بجانب ذلك : ” عقيدة “….. مستمدة من الوحى ألالهى , ……… مستمدة من تعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , ….. التى تعلو وتسمو على كل الأنظمة التى توصل اليها الانسان مؤخرا , ….. والمعبرة حقيقة عن فطرته السليمة ,….. تسموا عليها , لأن مخالفتها تعد مخالفة للربّ : ” الخالق “…. وليس لقانون وضعه البشر . ……. يطبق على البعض , ويتجاوز عن آخرين , !!!!!!!!!
وفى الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم
” اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتّباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . “
مقدمه المواطن / عوض سيداحمد عوض
[email protected]
شاهد فيديوالشيخ محمد سعيد رسلان حقيقة الماسونية
http://www.youtube.com/watch?v=zdStOFyW5dA
(حريات)