إذهبوا للتمتع بإحتفالات (رأس السنة) ودعونا نجتر ذكري محرقة اللاجئين السودانيين بوسط القاهرة

بقلم : صلاح جاموس
بعض أصحاب الضمير من الكتاب العرب تجرأ وكتب عن القتل المجاني للاجين
السودانيين بميدان مصطفي محمود في 30 ديسمبر 2005م. غير ان المأجورين
التابعين للحكومة المقالة حاولوا ان يزيفوا الحقائق بتجريم المقتولين
وتبرئة الفعل الشنيع فمن الله علي المستضعفين بثورة تطيح بالسفاح وكل
ذبانيته.
ويوجز الكاتب هلال زاهر المشهد الدرامي في الآتي : كان مبرر عصابة مبارك
أن سكان حي المهندسين (الراقي) تأذت مشاعرهم من وجود هؤلاء اللاجئين في
الميدان وأشتكوا للسلطات لترحيلهم منه وأستجابت الشرطة بنحو مدهش فقد
جيشت الداخلية قوة من أربع كتائب من الأمن المركزي عددها اربعة آلآف جندي
وضابط وثلاث وسبعين مصفحة وسيارة اطفاء ومئات من الحافلات التابعة لمرفق
النقل العام , وفي فجر يوم الجمعة وكان البرد قارساً هاجمت القوات
المعتصمين , وبداية رشتهم سيارات الاطفاء من الخراطيم بماء ملون بمادة
تسبب حساسية في جلد الانسان وانتفاخ في العيون , وبعدها هجمت الكتائب
مستخدمة العصي الغليظة والعصي الكهربائية وأستمر الضرب العنيف علي الجميع
دون تمييز بين امرأة ورجل وطفل , وعندما تيقن اللاجئون من وشك الهجوم
عليهم ابتدأ المسلمون منهم في الصلاة والدعاء بينما بدأ المسيحيون منهم
في انشاد ترانيمهم ولم ينفعهم ذلك بل استمر الاعتداء عليهم وهم ركوع
أوسجود وذلك وسط بكاء وصراخ الأطفال والنساء , ولقد حاولت النساء حماية
الأطفال بأجسادهن فوضعوا جميع الأطفال في حلقة أحاطوا بها , ولكن استمر
المعتدون في ضربهن وضرب الأطفال معاً , وكانت هناك عائلة قتلت بأكملها
الأب والأم وأطفالهم , وكان اللاجئون السودانيون هم من دارفور والجنوب
وجبال النوبة .
وكانت حصيلة هذه الغزوة 27 لاجئاً قتيلاً كما ذكر بيان الداخلية المصرية
و76 ضابطاً ومجنداً مصاباً من قوات الشرطة , وفي رأي اللاجئين ان عدد
القتلي من اللاجئين هو 150 واصابة 300 , ولم يتلق الجرحي من اللاجئين
العلاج حتي مات بعضهم من النزيف , وذكر طبيب مصري من مستشفي المنيرة ان
معظم الاصابات كانت في الرأس والعنق وبآلآت حادة.ويضيف : ومن السخرية
السوداء ان وزير الصحة –الجبلي- زار في المستشفي ممثلة مصرية كانت في
غيبوبة , ولم يكلف نفسه حتي السؤال عن جرحي وقتلي السودانيين !.(إنتهي)
غير ان بحث قامت به بعض جمعيات ومنظمات المجتمع المدني تقول بأن أعداد
قتلي المجزرة فاق السبعمائة قتيل ، وهذا ما لايتضح إلا بعد تكوين لجان
للتحقيق في الموضوع من قبل عناصر محايدة تحت قيادة حكومة مصر الحرة
الديمقراطية. فقد شعر كثير من السودانيين بمصر بعدالة الحكومة المنتخبة
عندما قال رئيسها المنتخب الدكتور مرسي : أنني اتيت بإرادة شعبية ولن أقف
ضد إرادة الشعوب .. واللاجئون بدورهم لا يريدون شيئا غير إضهار الحق من
الحكومة الشرعية وليدة الديمقراطية ، إسوة بحق اخواننا في الشعب المصري
والذين يطالبون بالقصاص لشهداء التحرير والتي تقول المصادر ان عددهم
حوالي 800 شهيد قتلتهم نفس اليد التي قتلت اللاجئن السودانيين.
وإن كان العار الاول يلحق بحكومة الخرطوم ممثلة في مجرم الابادة الجماعية
عمر البشير واعوانه ومنهم علي كرتي وعلي عثمان الذين اعطوا الضوء الاخضر
والموافقة بل ومباركة قتل السودانيين الذين فروا من جحيم القتل في الشرق
ودارفور والجنوب وكردفان والنيل الازرق (لنا معهم يوم).. إلا ان
المسؤولية الكبري تقع علي عاتق من مد يده لقتل وسحل الاطفال والنساء بعد
التجرد من آدميته ، كذلك تتقاسم مفوضية اللاجئين بالقاهرة هذا الجرم
بخنوعها واستسلامها لنظام مبارك البربري ، وهذا ما يذهب إليه كثير من
اللآجئين فهم يرون ان تعطيل اجراءاتهم بمكتب اللآجئين ما هو إلا تنفيذ
لسياسات مبارك والذي يرون انه سرق أموالهم والتي لم ينكرها هو بعد
استجوابه بالمحكمة ، ويتداول حديث وسط اللآجئين من جنسيات مختلفة بأن
مكتب المفوضية بالقاهر محترق من جهاز محابرات مبارك لتنفيذ أغراضه وأغراض
حكومة الخرطوم وتدفع حكومة الخرطوم مقابل ذلك اموال طائلة لرصيفتها في
القاهرة عبر سفارة السودان التي لا يوجد بها أيّ دبلوماسي محترف فأغلب
موظفي سفارة السودان بالقاهرة هم عناصر جهاز الامن الوطني لنظام المجرم
البشير من لدن سفيرهم كمال حسن وحتي غفيرهم الموجود عند الاستقبال.
يجب علي مفوضية اللآجئين بالقاهرة القيام بمسؤولياتها تجاه اللآجئين
الذين يرون ان العناصر التي زرعها نظام مبارك مازالت تتحكم في أمورها ،
كما يري كثير من افراد الشعب المصري أن نفس اليد هي من تقوم بأعمال
البلطجة والاجتهاد في تدمير الاقتصاد المصري.
من الحسنات غير المنظورة لاعتصام اللاجئين السودانيين في العام 2005 ، ان
هذا الاعتصام الذي استمر لمدة 100 يوم ، ساهم في تدريب المواطن المصري
وبصورة غير مباشرة علي الاعتصام ضد الديكتاتوريات التي تعاقبت علي مصر
الحبيبة لاكثر من 7 ألف سنة. وهذا ليس بجديد علي شعب السودان الذي قام
بأول ثورة ضد نظامه الحاكم في اكتوبر عام 1964م
من المضحكات المبكيات ان ساهم الجيش السوداني في حرب مصر في 1973م ضد
اسرائيل. وترد حكومة الديكتاتور مبارك بقتل السودانيين الذين من المفترض
ان يكونوا يدخلوا مصرآمنيين .. و يتوفر لهم هذا الأمن في دولة إسرائيل ..
فالامور لا تؤخذ بالاقوال وانما بالافعال . السؤال القائم من ينصف
اللآجئين السودانيين فيستحق الشكر ؟؟!!!.
صلاح سليمان جاموس
عضو المكتب التنفيذي لجمعية الصحفيين السودانيين بمصر
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *