تقدير لدور قطر وإجماع على أن تظل الدوحة منبراً وحيداً للتفاوض….آل محمود يتسلم وثيقة المجتمع المدني الدارفوري لإحلال السلام
الوثيقة ستساعد الوساطة في بذل مساعيها لوقف النزاع وتحقيق التنمية في الاقليم
البيان الختامي يناشد الحكومة والحركات مساعدة النازحين وفتح ممرات آمنة للمساعدات
البيان يشدد على ضرورة ملاحقة مجرمي الحرب وتطبيق العدالة في السلطة والثروة
طه حسين:
تسلّم سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وثيقة رؤى ومقررات المجتمع المدنى الدارفوري بشأن القضايا التى يجب تضمينها فى بنود التفاوض بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة لتحقيق وبناء السلام العادل والمستدام فى دارفور ودور المجتمع المدنى فى كافة مراحل عملية السلام.
وأعرب سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية عن تقديره للجهود التي بذلها ممثلو المجتمع المدني الدارفوري من أجل بلورة رؤية واضحة تعبر عن احتياجات الواقع الذي يعيشه الاقليم.
وقال في كلمته مخاطباً الجلسة الختامية للاجتماع التشاوري مساء أمس إنني باسم قطر أميراً وحكومة وشعباً يسعدني حضوركم وأقدر الجهود التي بذلتموها والتوصيات التي سلمتمونا إياها، ونؤكد أننا سنقوم بأخذها بعين الإعتبار والتقدير وستكون لنا عوناً وطرفاً في تحقيق السلام.
واضاف إن اجتماعكم هذا هو بداية للقاء أوسع وأشمل، ونحن في قطر نعبر عن تقديرنا على ثقتكم بقطر وأن تكون المنبر الوحيد للتفاوض ونؤكد أننا سنستمر في بذل مساعينا وكل ما نستطيع من أجلكم وسنقف دائماً مع الأخ جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والإتحاد الإفريقي إلى أن يتحقق السلام العادل والشامل
وقال نحن نحس بمعاناة إخواننا في دارفور وسنقف معهم الآن وبعد هذه الجولة وسنحقق التنمية والحياة الكريمة التي تعايشوا فيها وسنبذل كل الجهود في هذا الواجب.
انقلوا لأهلنا وآبائنا وأمهاتنا واخواتنا وإخواننا في دارفور بأننا نقوم بهذا انطلاقاً من الواجب والمحبة فيهم لا نبتغي إلا مرضاة الله والسلام لا يتحقق بدونكم وبدون المخلصين من أجل السلام.
وأضاف لقد تعودنا عليكم التصالح والتآخي ولا تتركوا المجال لمن يفرق بينكم ونحن سواسية كأسنان المشط “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” فبالتآخي والمحبة تستطيعون أن تحققوا ما تريدون ونحن معكم ونرجو من الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح.
الجلسة الختامية قوطعت بالتصفيق الحار والتصفيق طويلا لسعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، خاصة عندما ألقى السيد أحمد يحيى كلمة النازحين واصفا تواضع الوزير آل محمود وهو يتنقل بين مخيمات النازحين حاملا همهم مستشعرا معاناتهم طارقا جميع الأبواب من أجل تلمس طريق السلام في دارفور.
وعبر المتحدثون في الجلسة عن تقديرهم لدولة قطر أميراً وحكومة وشعبا للوقفة التاريخية إلى جانب شعب دارفور، مؤكدين ان سعادتهم غامرة وهم يعودون الى أهلهم بهذا الانجاز الذي حققوه في ختام اجتماعاتهم بالدوحة.
كانت الجلسة الختامية للاجتماع التشاوري بدأت بكلمة لرئيس الجلسة الناظر صلاح على الغالي قال فيها إن أسباب فشل الحلول السابقة تعود إلى تجاهل المجتمع المدني واختزال المشكلة بين الحكومة وحاملي السلاح.
وأكد عزم المجتمع المدني على أخذ زمام المبادرة وان يسهم بفعالية في كل مراحل السلام كشريك أساسي وحيوي واستراتيجي مضيفا ان المجتمع المدني اتفق على بذل الجهود والوقوف صفاً واحداً من أجل انهاء المأساة في دارفور، قائلا ان متطلبات المرحلة الحالية تتطلب المبادرة والطرح الصادق الذي يعبر عن حاجات المجتمع المدني ونحن في كامل الجاهزية لطرح الأفكار البناءة وان ما قمنا به خلال هذه الايام عمل تمهيدي لعمل قادم يتواصل من أجل الوصول لنهايات طيبة.
وتلا الدكتور فاروق احمد آدم البيان الختامي الذي يتضمن رؤى ومقررات المجتمع المدني الدارفوري وتضمن التعهد بالعمل بصدق من أجل الوصول الى سلام عادل ومستدام لاهل دارفور.
وجاء في البيان:
نحن ممثلو المجتمع المدني الدارفوري القادمون من ولايات دارفور الثلاث وأبناء دارفور بالخرطوم ودول المهجر المجتمع المدني الذي يمثل كل شرائح المجتمع الدارفوري من نازحين ونساء وشباب من إدارة أهلية ومزارعين ورعاة ومهنيين وأكاديميين ومنظمات طوعية. المجتمع المدني الذي يمثل القاعدة العريضة والأغلبية الصامتة للمجتمع الدارفوري بكل ألوان طيفه. نحن ممثلو المجتمع المدني المجتمعون في الدوحة، استشعارا منا بمعاناة أهلنا في دارفور، واستشعارا منا بمسؤوليتنا كسودانيين وعلما بمساهمات دارفور التاريخية في بناء السودان، وعلما بالمحاولات العديدة للوصول لسلام عادل ومستدام في ال سودان، وعرفانا بالدعم الكبير الذي يقدمه المجتمع الإقليمي والدولي لأهل دارفور في تجاوز أزمتهم الحالية من أجل الوصول الى السلام
نعلن بكل صدق:
أننا سنعمل دون كلل أوملل من أجل الوصول لسلام عادل ومستدام لأهل دارفور تحت ظل سودان موحد خال من المظالم وسنعمل من أجل تحقيق العدالة ورد الحقوق والمصالحة ورتق النسيج الاجتماعي وأننا نناشد الحكومة والحركات معا الوقف الفوري لإطلاق النار وإيقاف العدائيات والعمل بجدية للتعاون مع المجتمع الدولي والوسطاء للوصول الى سلام عادل يدرأ عنا شرور الحرب ويجعلنا رجالا ونساء وأطفالا ننعم بالأمن والاستقرار.
كما نناشد الحكومة أيضا عدم التضييق على النازحين وفتح أبواب الأمل لهم بتوفير سبل العيش الكريم والعودة التلقائية الى قراهم ومناطقهم ونناشد الحركات ان تفتح ممرات آمنة تسمح للمواطنين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها بالتمتع بالخدمات الأساسية والضرورية وتدفق المساعدات الإنسانية كما نناشد دول الجوار العمل بايجابية للمساعدة في تحقيق سلام دارفور وأخيرا نناشد المجتمع الدولي لتنسيق جهوده وتوحيدها في البحث عن حل لازمة دارفور وتقديم الدعم للمجتمع المدني الدارفوري ليكون شريكا أصيلا وفاعلا في صنع السلام.
من جانبنا فإننا في هذا الاجتماع قد عقدنا العزم وتداولنا في كل القضايا الحيوية ووضعنا أسس موجهات ومقترحات للحل في كل المحاور التي تشكل قضية دارفور وضمناها في وثيقة تمت اجازتها بالإجماع من قبل المشاركين في هذا اللقاء
أكدنا في الإعلان من بين أشياء أخرى على ما يلي:
عدم إفلات مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجرائم الخطيرة من العقاب
وأكدنا أهمية تطبيق العدالة الانتقالية عبر لجان للحقيقة والمصالحة تعمل وفق النموذج الذي يرتضيه أهل دارفور.
كما أكدنا ضرورة اعتماد معايير تضمن المشاركة العادلة لأبناء دارفور في السلطة على جميع مستوياتها وعلى مشاركة المرأة في السلطة بما لا يقل عن نسبة 25 %.
وأكدنا كذلك ان دور المجتمع المدني قبل المفاوضات يكون بالتهيئة للحوار والتفاوض بكل الوسائل السلمية وخلال المفاوضات بالمشاركة كشريك أصيل وبعد المفاوضات ان يمثل تمثيلا مناسبا في كل الآليات واللجان التي تشرف على تنفيذ بنود اتفاق السلام. كما أكدنا ان يظل منبر الدوحة المنبر الوحيد للتفاوض.
وتماشيا مع توصيات تقرير لجنة حكماء إفريقيا فسوف يشكل المجتمع المدني الدارفوري آلية فاعلة لتقوم بالت نسيق مع الجهات المختصة ذات الصلة في بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والوسيط المشترك ودولة قطر وآلية الحوار الدارفوري — الدارفوري والدول الراعية للمفاوضات. وختاما نتقدم بالشكر والعرفان لدولة قطر على كرمها الفياض باستضافتها لنا ومساعدتها لنا في ان نصل الى هذا الاجتماع المشرف كما نتقدم بالشكر الجزيل للوسيط الدولي المشترك وبعثة اليونميد الذين سهلوا هذا اللقاء وجعلوه ممكنا.
الشباب هم من سيبنون دارفور الغد ويمنحون الإقليم كرامته.. باسولي:
المجتمع المدني ينخرط في مفاوضات مع الحركات والحكومة قبل نهاية ديسمبر
أعلن الوسيط الأممي المشترك، جبريل باسولي، أن المجتمع المدني سوف يعود إلى الدوحة قبل نهاية ديسمبر للانخراط في مفاوضات مع الحكومة والحركات المسلحة واثنى على جهود الحكومة التي قدمتها من اجل انعقاد اللقاء التشاوري بالدوحة للمنظمات معربا عن أمله في ان تستمر هذه التيسيرات إلى حين تحقيق السلام الكامل والنهائي في دارفور.
وقال في كلمته في الجلسة الختامية إن المناقشات التي دارت على مدى الأيام الأخيرة كانت جدية وذات جودة وساخنة أحيانا كثيرة وان هذا مؤشر إيجابي يؤكد التزام منظمات المجتمع المدني وإرادتها لبناء السلام في دارفور وحماسهم لتحقيق هذا الأمر.
وأضاف “أدعو الله أن يمكننا من تجاوز خلافاتنا حتى تكون المرحلة المقبلة حاسمة.
وإننا لن نفارق بعضنا البعض بل سنعمل سويا من أجل تحقيق السلام وما بعد ذلك. ولتحقيق هذا الهدف سننظم على الأرض ومعكم لقاءات وورشات عمل وندوات تسمح لنا أن نتعاون معكم بكل أطيافكم. إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود، ملتزم بمصاحبة كل الجهود في دارفور لإيصالها إلى مرحلة البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. نريد تدريب الشباب في دارفور الذي سيبني بدوره دارفور الغد. هذا الشباب هو الذي سيعطي الإقليم كرامته”.
وأضاف “سنقوم سويا بحل مشاكل القطاع الزراعي وتربية المواشي وسنعمل مع الحكومة السودانية وشركائنا والمانحين ودولة قطر فتزدهر بالتالي الزراعة وتربية المواشي في الإقليم لتنتجوا عندها لأنفسكم ولكل إفريقيا.
أما بالنسبة للحركات المسلحة فقد علمنا أنكم أجريتم لقاءات غير رسمية معهم، ونحن نهنئكم على ذلك. إن الوزير آل محمود وأنا شخصيا سنعمل على دعوتكم إلى المجيء هنا إلى الدوحة قبل نهاية ديسمبر المقبل حتى تشاركوا في ندوة مع أخوت كم من الحركات المسلحة، فتجتمعوا معهم في القاعة نفسها للتنسيق وتناغم الرؤى ووجهات النظر، فقد حملوا السلاح باسمكم ومن أجلكم ولمصلحتكم، ولذلك سيتخلون عن السلاح لأجلكم ولمصلحتكم أيضا”.
وأثنى باسولي على دور الحكومة السودانية التي سهلت مجيء المجتمع المدني إلى الدوحة واستمعت إلى الوساطة، وان كل من غادر الولايات الدارفورية لم يجدوا أي صعوبات سوى الصعوبات المادية وقال ” نود أن روح التعاون تستمر إلى حين تحقيق السلام الكامل والنهائي في دارفور”.
وقال “سنعمل سويا من أجل السلام والمصالحة النهائية، لكن وكما قلت في البداية فإن السلام والمصالحة يبدآن من القلب، فالأسلحة لا تعني شيئا أمام القلب. وبالتالي يجب ان تبذل الجهود بهذا الاتجاه للعفو وقبول الآخرين ولنجتمع ونشطب الماضي وننظر إلى المستقبل وتحديدا إلى النقاط التي تجمعنا.
الوزير آل محمود وأنا سنفعل ما بوسعنا، فهو يمثل قطر ومن جهتي أمثل المجتمع الدولي، وسنعمل سويا معكم ولمصلحتكم.
واختتم بالقول “ان دارفور همزة وصل بين العالمين العربي والافريقي، والوزير آل محمود وأنا شخصيا نقول بتواضع إننا سنكون همزة الوصل بين العالم العربي والعالم الافريقي، لحل مشكلة دارفور من أجل أمن ورفاهية السودان”. وقال ان لدينا زملاء في الأمم المتحدة أخذوا كرهائن من حوالي 3 أشهر، ونود منكم أن تعملوا عند عودتكم ما باستطاعتكم حتى نحصل على أخبارهم كي يستعيدوا حريتهم في يوم ما”.