الخرطوم – «الحياة»
ألقى الرئيس السوداني عمر البشير مساء أمس، خطاباً أعلن فيه عن اعتماد سياسات لنقل البلاد إلى مرحلة جديدة من أجل «انتقال سلس» يفتح صفحة جديدة في الحياة السياسية السودانية، لإقرار السلام ووقف الحرب وإرساء أسس مصالحة وطنية وانفتاح على الخارج ينهي العزلة والمصاعب الاقتصادية.
وتسربت معلومات عن وثيقة «الإصلاح الشامل» التي أعلنها البشير مساء أمس أمام زعماء الأحزاب والمجتمع المدني، في إطار مبادرته للإصلاح والتغيير في سياسات الحكم للمرحلة المقبلة. وكشفت مصادر مطلعة أن وثيقة الإصلاح التي أقرها أخيراً الحزب الحاكم تُعتبر «خريطة طريق» لإخراج البلاد من الأزمات التي تعصف بها.
وتشمل الوثيقة حزمة إصلاحات، من بينها: إطلاق الحريات الصحافية، وإلغاء الرقابة على الصحف، وإطلاق حرية النشاط السياسي للأحزاب خارج مقارّها من دون الحاجة إلى إذن مسبق من السلطات، إضافةً إلى تشكيل لجنة قومية لمراجعة قانون الانتخابات، تختارها القوى السياسية بالتوافق، وتعديل قانون الانتخابات، وفتح باب الحوار مع حركات التمرد في دارفور وإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد.
في المقابل، تشدد المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية تستوعب ألوان الطيف السياسي كافة، تجري بعدها انتخابات تشارك فيها القوى السياسية.
وبات حزبا الأمة برئاسة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي أقرب إلى الحزب الحاكم ووافقا على دعوة البشير لحضور خطاب امس.
ورحب حزب المهدي بتنامي الدعوات من أجل الانتقال إلى مربع جديد يحقق سلاماً شاملاً وتحولاً ديموقراطياً بعد تفاقم أزمات البلاد.
كما رأى الترابي أن البشير استشعر الخطر المحدق بالبلاد من كل جانب ويحاول تهدئة الأوضاع.
من جهة أخرى، اعتبر القيادي في الحزب الشيوعي يوسف حسين، أن «هناك طريقين لا ثالث لهما، فإما أن يكون حلاًّ يستجيب لمطالب الجماهير، أو توسيع القاعدة السياسية والاجتماعية بإضافة قوى أخرى».
وأشار إلى أن مطلب الجماهير يتمثل في إيقاف الحرب الدائرة في مناطق شاسعة من البلاد، و «تفكيك الشمولية وكفالة الحريات السياسية والنقابية والصحافية».
ورأى أن البشير يسعى إلى إضافة قوى سياسية جديدة إلى الحكم بمباركة من أميركا ودول غربية.
أما رئيس «حركة العدل المساواة» المتمردة في دارفور جبريل إبراهيم، فاعتبر أنه لا جديد إلا في حال تنحى البشير عن رئاسة البلاد وعن زعامة حزبه وتخلى عن قيادة الجيش وقبِل بحكومة قومية لا يكون فيها للحزب الحاكم الغالبية «وكل ما هو خلاف ذلك لا يعدو كونه مجرد إثارة».