وحدة المقاومة مطلوبة في هذه المرحلة

وحدة المقاومة مطلوبة في هذه المرحلة
أشرف حسن فتح الجليل
      بداية أحيي كل الاصدقاء الذين راسلوني وسألوا عني فترة غيابي عن الكتابه نسبة لانشغالي بالاكاديميات التى أخذت حيزا كبيرا من وقتي . لكننا زدنا إصرارا وقوة لكشف الحقائق وزيف هذا النظام الذي مازال يفرز سمومه في شرايين هذا الوطن العظيم .
نرجع لمقالنا . لكي نتوحد كمقاومة لابد لنا أن نعي ماهية الوحدة أولا ، فهي تعدد مختلف فلا وحدة بلا تعدد ولاوحدة بلا خلاف ولاوحدة بلا تكامل لذلك لابد للمقاومة أن تتوحد في جسم واحد وهذا الجسم يتكون من مجموعات ولايمكن لمجموعة واحدة أن تمثل الجسم كله ولايمكن أن نجعل أعضاء هذا الجسم نسخا بعضها عن بعض وإلا فلا داعي لوجودها ، فلكل عضو بهذا الجسم دورا مختلفا عن الاخر لكنهم منسجمون ويعملون من أجل هدف واحد .
إذا أردنا أن نضرب مثلا : لا يمكن للقلب أن يعمل بلا دم ولا الدم أن يعمل بلا شرايين ولا الشرايين أن تعمل بلا لحم ولا اللحم أن يعمل بلا عظام ، هكذا ننشد جسم المقاومة الجديد أن تتكامل كل أدوار قوى المقاومة كل بمهمته لبلوغ المرحلة النهائية بوحدة جميع أبنا المقاومة لانجاز مهمتهم وهي إزالة هذا النظام ، ويجب أن لا يؤثر تساقط مجموعات أو أفراد في وحدة المقاومة لان القضيه باقيه رغم كيد الكائدين بل تساقطهم يزيدنا إصرارا على مواصلة المشوار .
مجتمع الحيوان هو تجمع فرديات ومجتمع الانسان هو إجتماع شخصيات مختلفه متكامله والتكامل يتحقق بالعمل الذي يعود بالفائده على الفرد والجماعه . الغاية من الوجود هو المعرفه والغايه من المعرفه هي العمل والعمل يقلص الانا لصالح الكل المتكامل دون أن يلغيها ولذلك تحقق الانا ذاتها في إطار الكل . أما الانا المتضخمه المتكبره لا تعمل لصالح الكل لانها لاتعترف بالكل بل تعترف بذاتها فقط وبذلك تخسر ذاتها ، كالغصن الذي لايعمل لصالح الشجرة يجف ويقطع ويلقى في النار أما الغصن الذي يثبت ويعمل لصالح الشجرة يحقق نفسه ويثبت ولا يموت بينما تستمر الشجرة في الحياة . وكذا المقاومة من يعمل لاجلها يبقى ويفوز بالنهاية وتفوز المقاومة ومن يعمل لنفسه يخسر نفسه والمقاومه باقيه حتى النهاية ، فالانا هي مصدر الألم ولا يلغى الألم إال بخلع الانا للدخول في الوحدة .
في ظل تطورات الوضع الراهن المتسارعه التي يمر بها السودان تتأكد أهمية توحيد جبهة المقاومة ورص الصفوف وتقوية اسباب الوحدة ، إن الخطوه الضروريه الاولى أن نتخلى عن صغائر الامور والخلافات الواهيه التي لامضمون لها لنتجاوز كل الصعاب التي يمكن أن تعيق الوحدة ، لهذا فإن مفهوم الوحدة بحاجه لان ننفتح ونتواصل مع كل التجارب الوحدويه والتوافقيه التي إستطاعت أن تؤسس لذات وطنيه قويه قوامها المزيد من الاحترام الوجودي والمؤسسي لكل التعبيرات السياسيه والثقافيه لمكونات المجتمع .
 
 دمتم ودامت نضالاتكم
 أشرف حسن فتح الجليل
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *