هل اجهض هامانات المؤتمر الوطني المفجأة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
البشير…فسر الماءٌ بعد الجٌهد بالماء
هل اجهض هامانات المؤتمر الوطني المفجأة ام ماذا؟
هاشم أبورنات
المحاضرة الهيروغليفية التي شداها البشير تحتاج لتفسير لنرى ماذا يجري في كواليس العصبة المتحكمة في اقدار شعبنا المسكين الذي انهكه الضنى والجوع والتفكير في ماذا كان يريد البشير ان يقول .
وملاحظتنا في هذا الامر هي:-
1.لم يظهر البشير للعلن في الاسبوعين الماضيين. والذي اعلن عن المفاجأة هو احمد ابراهيم الطاهر احد الصقور الذي اضحى يتمتع بلقب عضو مكتب قيادي ليس الا .
2.البشير لم يذهب للقصر وكان يدير عمله من داخل بيت الضيافة
3. ان بكري حسن صالح وهو النائب الاول لم يظهر في اجتماع المفاجأة ولا عبد الرحيم محمد حسين
4. ان اجتماع الرئيس بحسب حديث بروفسير غندور سيكون موجها للامة بوصف الرئيس رئيسا للجمهورية ثم رئيسا للمؤتمر الوطني
5.ان هذا الخطاب لم يكتبه او يشرف عليه الرئيس وواضح من خلال التلكؤ والتأتأة التي مارسها البشير في قراءة الخطاب.
6. ان ما ذكره البشير في خطابه ليس فيه اي جديد ولربما قٌصد من هذا الخطاب هو ترجمته وارساله الى كارتر والدول الاجنبية بغرض تبرئة أنفسهم من جرائمهم. او الظهور بمظهر الحادب الى السلام والديمقراطية.
واذا ما رجعنا الى خطابه نجد ان كل ما يود فيه دهاقنة المؤتمر الوطني هو ان يعود الناس اليهم وتحت عباءتهم وفي حال ان الناس لم تقبل بما يصبون اليه يسلطون وسائل اعلامهم لفحوى فقرات معينة بالخطاب ليقولوا انهم قدموا كل شئ للناس وان الناس قد رفضوا لان الرافضين هم خونة وعملاء …الخ
ان وسائل بقاء كل حكم مستقرا في المقام الاول هو ان يكون اقتصاده مستمرا وعدله قائما ومساواة الناس جميعا في الحقوق والواجبات ماثلة فهل يا تُرى ان اي من هذه قد تحقق او سوف يتحقق ؟؟
ان المؤتمر الوطني يواجه عدة تحديات عصية عليه ولكنه يريد ان يتمسك بالكرسي اولا واخيرا ويسعى بكل اللغات الى جذب الناس حول عباءته بغض النظر عن رأي الاخرين وبعبارة اخرى يريد الناس ان يكونوا زينة له لآنه هو وهو وحده يريد ان يكون رب الناس الاعلى وليعيث في الارض فسادا وفتكا واسالة للدم تحت مسميات الدين الذي منهم هم منه براء .
وخطاب الرئيس تناول عابرا السبب الاساسي للانهيار الاقتصادي وهو الحروبات المستمرة والقضايا العالقة التي ادت لاشتعال تلكم الحروب كما انه لم يتناول الفساد الرهيب والذي ارهق كاهل الخزينة ولا بد لنا ان نقول ان الحرب والفساد هما شيئان متلازمان لان قيام الحرب والسعي للحصول على السلاح والذمم وشراء المعلومات وافراد يد اجهزة الامن هي اشياء تتابع وتؤدي الى ظلم بين .
ان حل المشكل لا يقوم بدعوة سياسيو الخرطوم الى لقاءات متلفزة او الى اجتماعات مكلفة بل ان الامر يحتاج الى النظر الى حل المشكلة بوجهة نظر جديدة بعيدا عن جلب مدعيو الانتساب الى المعارضة الذين هم في شهوة الى الحكم ليس الا وجعلهم يتحدثون باسم شعب مغلوب على امره. كما ان صناعة احزاب الزينة ومدح المعارضين حاملي الحقائب لا تؤدي الى شئ الا ومزيدا من العنف.
نحن نشتم رأئحة تدل على ان هناك اناس جادون في حل مشكل السودان ونلاحظ ان ابي العفين واعوانه لا زالوا يطلقون ريحا نتنة . وكما نرى ان صراع السلطة لا زال قائما بين القصر والحزب ,فبقاء الحرس القديم لا يزال يطل برأسه عقب سلطة المكتب القيادي والذي يعمل بطريقة اللوبي وتغليب التصويت المضاد على الرأي العاقل. ودليلنا على ذلك كما اسلفنا ان البشير كان يقرأ الخطاب دون ان يُظهر اي حماس له كعادته ودون ان يبدو انه هو صاحب المفاجأة ولا بد لنا نلاحظ غياب نائبه الاول بكري من هذا اللقاء وغياب ساعده الايمن عبد الرحيم عن مرافقة البشير في كل كبيرة وصغيرة كما اعتاد دائما .وكما تسرب انه صرح لاحد اهله من اصحاب القلم –صرح –انه لايعلم اي شئ عن تلكم المبادرة مما يفسر ان البشير وٌوٌجه بعدم الخروج عن خط الحزب وان المكتب القيادي قد اصر على ان يكتب او يراجع الخطاب ليكون في اطار توجه الحزب خاصة ان بعضهم لا زال يعاني من صدمة ازالتهم من الكراسي ويود هذا البعض ان لاتحدث مزيد من المفاجاءت ويود كذلك من لم يلحقهم رأس السوط ان ينأوا عن كرباج الابعاد.
ان الامر معقد في اضابير المؤتمر الوطني واذا ما سعى البشير لاصلاح فان الاخرين يقفون ضده بينما اذا ما سعى اخرين الى اصلاح فان البشير وجماعته سوف يقصفونه وكل فرد قد استفاد من التمكين وخلق لنفسه مركز قوة ولن يرضى كل عن الاخر حتى يتبع ملته وهكذا فان الامر بينهم كشيمات البحر كل شيمة تريد ان تبتلع الاخرى. بينما هم جميعا يريدون ان نتبع ملتهم وان ندخل معهم كيكة القسمة والتي هي وايم الله ستكون قسمة ضيزى لن نرضاها لشعبنا ولا الى انفسنا .
على البشير ان كان يريد اصلاحا ان يكون شجاعا امام الموقف الحرج الذي اوصلوا البلاد اليه وعليه ان يسعى الى اصلاح اساسي وليس بتغيير القيادات بقيادات اخرى بطريقة (شيل احمد وجيب حاج احمد ) والشجاعة المطلوبة منه ان يقر بفشل المؤتمر الوطني في قيادة البلاد وان يسعى الى فعل حقيقي من اجل ان يبسط العدل وسط كل اهل السودان وان يعتذر لكل روح ازهقها وان يقدم الديات اللازمة لاهل الشهداء بدلا من صرفها في قصور ماليزيا وشواهق الشارقة وبعد كل ذلك على الشعب ان يقرر في مصيره فاما ان يعفو عنه الشعب واما ان تطاله يد العدالة لان ما قرأه البشير الامس على الشعب لايساوي الحبر الذي كتب به .
ان الطوفان قادم والاقتصاد متعثر وزيادات المرتبات التي قرروها لم تصرف حتى الان حتى وصل المطلوب الى سبعة مليارات من الجنيهات ومطابع النقود قد كلت مت طباعة النقود والتي هي بدون غطاء فصار التضخم مثل الشخص الذي ورمت بطنه من مرض الكلازار …. والحرب تصرف كل قرش قادم فالجيوش تمشي على بطونها ولن تستطيع ياعمر ان تنهي نضال شخص يناضضل من اجل قضية …بفتله …لان القضية لاتموت…. يموت الناس وتبقى القضية ماثلة وحواء والدة ولو انت نسيت فهم لا ينسون… والزخم الاعلامي الذي تنشره لايسمن ولا يغني من جوع ولا يشفى مريضا ولايعلم جاهلا ولا يشفي غليل من قتلت والده او شقيقه او بقرت بطن امه …والحكم زأئل ويبقى الشعب والخداع لايستمر …فقد تخدع الشعب مرة …وقد تخدعه مرتين او اكثر ولكن حتما يوما ما ….يوما ما ….سينقشع الظلام وتبدو الحقيقة ماثلة لان الحقيقة دائما هي الماثلة …فالحق ابيض والكذب اسود .
الا قد بلغت اللهم فاشهد
هاشم ابورنات
القاهرة 28 يناير 2014
[email protected]
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *