هذة الإنتخابات..!
خالد تارس
التقرير الذي عَرضة زميلنا عزمي عبد الرزاق بالغراء ((الاهرام))..عن رغبة الصحافيين الفاضلة في التغيير دفعتهم يسابقون السياسيين ، ويقصد في سياقة المهني ان الواقع الإنتخابي الذي يفتح الباب للعملية الديمقراطية يفرخ في سبيل الحقيقة تجربة اخري للتعايش السياسي في وطنٍ يقبل القسمة على كل شي . وقد تدفع التجربة آخريين من غير اهل السياسة الي مقاعد السلطة..هذة ((الجدلية)) في واقع الحكم ليست غريبة على قانون الديمقراطية ونظرية الإنتخاب الحُر حينما يكون الطريق متسعاً على من يختار. لان الاختيار بمسلمات الفوز والخسارة لا تخرج من انقاضة تجربة ديقراطية يسقط من زروتها ممارسي السياسة في فصلها ((المسلوب)).. وليس بالضرورة ان تنتهي الاحداث تحت سجادة السياسيين او كما وصفوا رغباتهم في ميدان الدعاية والمحاكاة.. فالحكمة الديمقراطية تقتضي ان يشاركهم الجميع ناخب ومنتخب وما دون الحكمة ان يضعوا مايسمى بالسياسيين في معترك الطموحات العريضة عفواً عرش السلطة ونعيمها البازخ.
نعم واقع التغيير في هذة البلاد اليوم يسمي الاشياء باسماء الضرورة كما عرض الزميل عزمي مذكورات تبدو خطيرة على من اعتادوا اكل ((الآيسكريم)).. فكان من الدهشة ان يطرق ابواب السياسة غير سياسيون ومن غير الطبيعي ان تخلوا الساحة السياسية لسياسيين احتكروا ثمار السياسة على حساب الجميع. فلو قفز وعي الناخبين بدرجة تفوق مخادعة العابثين بشفافية الاختيار . لان الحزبية في الواقع الجماهيري اضحت شيئاً لايطاق ومفعولات السحر فيها باتت على مظنة من ياتي عبر هذة اللافتات التي نورها لايجهر بصيرة، وما تحت النار هو ((رماد)) على فكرة .. وربما يفسر تقرير زميلنا المهني واقع التجربة الديمقراطية من ضرورة إلا تعيد الاسماء ذواتها في صناديق الاقتراع لان الناخب قد ملّ التجارب سيئة السمعة وبالتالي يرفض ان ترد في دفتر حسابة الخاسر جملة خسائر جديدة ، وما جاء على الدفاتر يكفي لتنشيط الذهن والارادة.. لان السياسيين امتطوا صهوة الصحافة لقطع نهر الديمقراطية من اعماقة وماكان على الصحافة وجيشها العملاً ان يحملوا وزر هؤلاء ((الفطاحلة)) الي مدارك الفوز الناعم ثم ينصرفوا الي حالهم . ولكن ان سجل المرشحيين اليوم مليئ بمواصفات ((القوي الأمين)) لان الرغبة الأولي للناخب السوداني بدأت تبحث في شريحة اخري تدير شئون الحياة وليس غريباً لو فاز احد الصحافيين في الدوائر الانتخابية الشريفة على سياسي ((زائع الصيت)) وحكاية ان ينظر اهل السياسة الي فرسان صاحبة الجلالة في حدود الجرائد وابواب المطابع .حكاية ستموت على مشارف الاقتراع القادم والشكر موصول لصاحبة الجلالة في عرشها المقدس .