منابر ليس للتفاوض…
صناديد/ خالد تارس
السباق الإقليمي في لفتح منابر حل لمشكلة دارفور ليس سباقاً (عفوياً) يحسب للاخوه ملاك المنابر في ترسيخ مبدأ حوارٍ ينتشل جنوب الوادي من التمزق الإنهيار.فالشك الذي يدب الي النفوس ان يبتقى شر هذا النوع من التبجح لو ظهر إلينا ضعف مصداقه هؤلاء حالما انتهجوا سياسيه تقسيم المائده في مواعين متباينه تحفظ دور القوي التي عرفها الناس وتتحاشى فقدان التوازن في المحيط الإقليمي (اللزّج) واخرى تتبرّج بإمكانيتها البديله لحظة انقطاع انفاس الاولى.. هذه الاقطار الشقيقه للأسف تمارس نوعاً من (اللآجديه) في سبيل تنافس سياسي منفّتح الزراعين لإظهار ذاتها وينعكس عملياً بإرجاع عجلة قضية دارفور آلاف الكلومترات الي الوراء. وهو مايلاحظه الآخرين علي أهل السودان فحسبنا الله ونعم الوكيل. ولو وضعنا في الحساب ان قطر تريد ان تكون لاعب (فنان) في الحزام العربي ومنطقة الشرق الأوسط علي وجه الخصوص .هذا المقام يحتاج الي شجاعه وعلاقات سخيه في المحيط نفسه ونفوذاً قوي وسط الدول لها شأن دولي. قطر بكل الحسابات لايمكن ان ترتقي الي (عِليين الدبلماسيه) مادام قلب القاهره ينبض في الصباح الباكر. والقاهره التي عرفها الناس انها اللآعب الوحيد في صنع الدبلماسيه الحكيمه في المنطقه المعنيه لايمكن ان تتفرج او تفسح المجال للدوحه ان تجلس لانجاز شيء يحسب في الميزان . وعلي هذه الجدليه تظهر الأزمه عبر المبادره المطروحه (نظرياً) لحل قضية دارفور. المبادر القطري الذي رعى مباحثات تمهيديه بين الحكومه وحركة العدل والمساواه حتي لحظة تلآوة بيان (حسن النوايا) ظل مخطئاً في نظر الرأي العام الدارفوري لانه تجاوز حركات اخري لاتزال تحمل السلاح في الاقليم وربما تكون الإدارة القطريه وسعت الهُوه اذا ما تعاملت بنظريه ان المساواه هي الحركه الوحيدة التي تقاتل في دارفور ولاينتهي الجدال. والأيام السابقه استيقظت القاهره بمبادره اخري تريد ان تصحح المسار التفاوضي في الدوحة علي اعتبار ان الدوحة لايمكن ان تتجاهل الآخرين من خلال مفاوضات معنيه بستدامة السلام ونهاية الحرب في الاقليم. وهناك اشارات خبريه تفيد بامكان القاهره ان تتجاوز العدل والمساواه اذا ما اصرت علي فلسفة التفاوض (الثنائي) مع الخرطوم علي اعتبار انها الحركة الوحيدة في الميدان. والمنظور في جملة المساعي التي طرحت في سبيل إحلال السلام في دارفور لن يتفائل كثيراً مادامت رؤى الوسيط تنتهج عدد من المنابر لتقسيم الدعوات والمناسبات بين اصحاب القضيه وعدم اعتراف هؤلاء (بأوزانهم) السياسيه والعسكريه شيءً يفسر استحالة تلآقي وجهات النظر في مظله واحده. فالدوحه التي اهتمت بالمساواه وتركت الآخرين ادراج الرياح لن تصعد الي دور الوسيط الشريف لاستكمال السلام الشامل في دارفور .و القاهره التي جمعت الحركات الاخري علي شاكلة الحفاظ على دورها الطبيعي في المنطقه لاتصلح ان تكون منبراً للتفاكر والإجماع الذي يقود دارفور الي بر الأمان . لم استقرب لعملية فتح المنابرعلى قاعدة (المُزاباه) بين الدوحة والقاهره ففي الامر ليس عجيب . لان الأثنين يدركون اين تسير وترسو السُفن اما العجيب هي حركات دارفور التي لاتزال تعمل في اتجهٍ يخالف بوصلة القوي السياسيه في البلاد وينتظرها من الأمر الجلل ان تبيت البلاد علي قوسين وادنى من سباق الناخبيين هناك. وبدلاً من ان ننتظر من هذه الحركات اجماع وتقارب وجهات نظر يقوى عودها نسمع بعدم إعتراف المساواه بالآخرين علي اعتبار انها الوحيده التي تصارع الحكومه عسكرياً والآخرين الذين يقصيهم خليل ايضاً يقولون هم الذين لهم ارض في ميدان دارفور وجيش خليل خارج الحدود السودانيه..! هذا النوع من الإستهبال (السياسي) لن يرجى منه أهل دارفور سلام عادل . فدكتور خليل يتحدث عن (العدل والمساواه).. ويحتكر العداله لذاته.! كيف تتحدث حركة المساواه عن غيرتها في رد المظالم الي اهلها ويفوح من بين ابطيها رائحه اقصاء آخرين عرفهم الرأي العام مناضلين. لانفهم من عرف النضال في عبقرية دكتور خليل اللهم إلا اذا كانت هذه (الأجنده) تسمي عمليه ازدواج معايير لاتتعدى اسلوب البحث عن سلطه وفي هذه التظاهره قد لايجد شعار المساواه موط قدمٍ له في الباسط الدارفوري حتى لو فتح التاريخ احضانه للناخبين من اهل لدارفور ليدلو بدلوهم في اقرب مستنقع للديمقراطيه (الشريفه) .الإدراه المصريه تفهم بالضبط حجم السلام في دارفور اكثر من الشيخ القطري الذي ارهق نفسه لتضميد جراح الفرقاء الإسلاميين في الخرطوم . وعلى ذات العزيمه يجتهد الرجل لإقناع العدل والمساواه بإن تبحث سلاماً يطلبه العالم في دارفور والسلام بفهم الشيخ القطري (العفيف).. لن يتم علي ضرورة إقناع كل الحركات حتي التي تمتلك مقاتلين في عُمق دارفور وليس حدودها.هذه السيقه من الحديث غير (اللبّغ) قد يفهمه الأذكياء ولا يتعداهم المهم تعدد المنابر يفسد امر توحيد موقف تفاوضي يقبله الناس لاتمام السلام في دارفور واذا كانت هذه المنابر الإقليمه هي حلقات لتذكية الذات لأجل النفوذ العالمي في المنطقة فالأولي لأهل دارفور ان يصنعوا منبراً للنقاش في الفاشر او ان ينتظروا بلوغ السيل الزوبا .فالدوحه والقاهره ليس دواءً لهذا الداء ألا هل بلغت.
khalid trarees
[email protected]