من الوثائق: الحركة الشعبية السودانية طلبت هليكوبترات -هجومية

 من الوثائق: الحركة الشعبية السودانية طلبت هليكوبترات «هجومية»

مصير دبابات السفينة «فينا» التي أطلقها القراصنة لا يزال غير معلوم
واشنطن: محمد علي صالح
بعد نشر موقع «ويكيليكس» وثائق أوضحت أن الحكومة الأميركية كانت تتابع شحنات سرية لدبابات من أوكرانيا إلى جنوب السودان عن طريق كينيا، وكانت قلقة على المبالغة في تسليح الحركة الشعبية، أوضحت وثيقة أخرى أن الحركة الشعبية كانت تريد مزيدا من الأسلحة، منها طائرات هليكوبتر «هجومية».

وأشارت برقية من السفارة الأميركية في الخرطوم بتاريخ 29/7/2009 إلى اجتماع دبلوماسي في السفارة مع مسؤول في الحركة الشعبية (حذفت البرقية اسمه) «اعترف» بأن الحركة ضغطت على كينيا للمحافظة على سرية شحن الدبابات، واستعجال إرسال الدفعة الأخيرة. كانت هذه الدفعة على ظهر السفينة الأوكرانية «فينا» التي خطفها قراصنة صوماليون سنة 2008. وبعد إزاحة الستار عن سرية الشحنة والإفراج عن السفينة، ووصول الدبابات إلى كينيا، ترددت كينيا في إرسالها إلى جنوب السودان.

وقال المسؤول الجنوبي إنه قابل موساس ويتانغولا، وزير خارجية كينيا، واستعجله إرسال الدبابات، وإن الحركة قدمت إنذارا إلى حكومة كينيا بأنه إذا «لم ترسل الدبابات، فسنعيد النظر في علاقتنا مع كينيا»، وإنه عرض على كينيا إرسال الدبابات عن طريق أوغندا، وليس مباشرة عبر الحدود بين كينيا والسودان «حتى لا يكشف الموضوع».

وقالت برقية السفارة الأميركية إن نهيال دينغ نهيال، من قادة الحركة الشعبية، «اعترف» للدبلوماسي الأميركي بأن الحركة حريصة على تسلم الدبابات، وعلى «المحافظة على السرية لأسباب أمنية واضحة»، وأن السرية تشمل حتى «كل الجهاز الإداري» للحركة الشعبية. ونقلت البرقية أن مسؤولة في الحركة الشعبية (حذفت البرقية اسمها) قالت إنها تعرف التفاصيل المالية لصفقات دبابات، وأن جملة 34 مليون دولار رصدت لها عن طريق بنوك في كينيا لصالح شركة متعاقدة، لم تفصح البرقية عن هويتها، وأن الحركة كانت تريد شراء طائرات هليكوبتر «هجومية»، لكن وزير المالية، ديفيد دينغ، فشل في رصد المبلغ الكافي. وكان هناك خوف داخل حكومة الجنوب من الإفلاس بسبب كثرة مشتريات الأسلحة.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أنه في سنة 2008، خطف قراصنة صوماليون السفينة الأوكرانية «فينا»، وفيها 32 دبابة كانت متجهة إلى حكومة جنوب السودان عن طريق كينيا. وفي ذلك الوقت، نفت ذلك بشدة أوكرانيا وكينيا وحكومة جنوب السودان.

وحسب وثائق «ويكيليكس»، كانت الاستخبارات الأميركية تعلم أن هذه الدبابات ليست فقط متجهة إلى جنوب السودان، بل كانت الدفعة الأخيرة من شحنات أسلحة سرية، منها 67 دبابة من طراز «T – 72» كانت وصلت بالفعل إلى جنوب السودان، وأن إدارة الرئيس السابق بوش الابن كانت تعلم، وقررت عدم التدخل لإيقافها. لكن في عهد الرئيس باراك أوباما، احتجت واشنطن لدى أوكرانيا وكينيا، بل وهددت حتى بفرض عقوبات عليهما. وكشفت الوثائق عن أن حكومة جنوب السودان كانت تعاقدت على شراء 100 دبابة من أوكرانيا. ووصلت أول شحنة إلى جنوب السودان سنة 2007 دون ضجة كبيرة. وأيضا الشحنة الثانية سنة 2008، آخر سنوات الرئيس بوش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *