من الذاكرة – 5
(2) التأكيد علي الفرد (3) نظرية الدولة كأداة (4) مبدأ الختيار (5) القانون وما وراء القانون (6) التأكيد علي الوسائل (7) المنافسة والرضا (8) المساواة الاساسية بين البشر. وان الدولة لايمكنها ان تحول الخطأ الي صواب او الشر الي خير لمجرد انها تملك وسائل القمع المادية . وحق المحكومين في الرفض والمخالفة وما افهمه في الديقراطية هي تعني مساواة تامة في الفرص أمام الجميع خصوصا في كسب المعرفة والتعليم ….
ومفهوم الديمقراطية عندى ليس ديمقراطية جمهوريات الاتحاد السوفيتي في الماضي او نظام اليمن الجنوبى قبل ضمها الي الشطر الشمالي او ما يمارسه الملالي في الايران في الوقت الحالي او استبداد النميرى الذى مهد لهذه المصيبة التي تعاني منها بلادنا في الزمن الجارى ولكن الديمقراطية هي حكم شعب بالشعب ومن اجل الشعب . ومن هذا السياق قمت بتأليف وطبع خمسة كتيبات تحت العناوين التالية(1) اميركا كذبة كبيرة ولكن؟؟ (2) الاسلام السياسي في السودان من البقط الي مشروع الترابي (3) جبال النوبة استبداد السلطان والجيران (4) وقائع مصير ميرى .. رواية (5) اعادة طبع كتاب السودان التفكير البدائي … (6) ولي كتاب سابق بعنوان الفريد في افريقيا ترجم الي الفرنسية وقد تم طبعها في مصر ثم احضرت جلها الي السودان حوالي ثلاثة الاف وخمسمائة نسخة في ذلك الحين كنت في ولاية جنوب كردفان اعمل مساعدا لسكرتير الحركة لشئون الاعلام ومستشارا في وزارة الشئون الاجتماعية بالاقليم بعد ان تم استداعي من الولايات المتحدة بواسطة رئيس الحركة بالولاية وفي ظل وجودى هنا التمست عدم توفر الحريات بخلاف ما جاء في الاتفاقية و بان قوانين الجبهة الاسلامية لاتزال سارية و ان الحركة الشعبية لاسلطان لها في شيئ الا استلام الرواتب وأقامة الندوات لكن ليس لهم نصيب فيما يتمتع به انصار المؤتمر الوطني مع ذلك هم في ضيق وزمجرة من القدر الضئيل لمظاهر حضور الحركة .
وفجأة اتصل بي وكيلي في القاهرة بانه ارسل الكتب برا وعلي باتمام اجراءات دخولها الي الخرطوم فذهبت لقابلة اللجنة التي تشرف علي اجازة المخطوطات الادبية والفنية فقالت عليك ان تحضر لنا نسخة من كل كتاب حتي نطلع عليها فقدمت لهم من نسخ كانت معي وطلبوا مهلة اسبوعا لكي يقرأوها جيدا. وعقب الاسبوع رجعت اليهم فوجدتهم اجازوها وطلبوا مني الضريبة المستحقة للدولة فدفعتها وأخذ ت تسريح من الشرطة حتي يسمح بدخولها الخرطوم عن طريق الميناء البرى العبيدية … لقد كنت علي وشك السفر الي الولايات المتحدة فاوكلت مندوبا لاستلامها الي حين عودتي وعندما اتصل بهم المندوب قالوا له انتم ذكرتم في التقرير وقلتم بانها كتب ثقافية وهي كتب سياسية فعليك ان تغير هذا التقرير وتقول بانها كتب السياسية فلم يدخل معهم المندوب في جدل لانه رجل منهدس مدني للطرق والكبارى لادراية له في هذا المجال ففعل ما طلب منه ودفع مصاريف اخرى. مشكورين قد تعاونوا مع صاحب المركب التي حملت الاسفار من الحدود المصرية الي العبيدية وبعد ان استلموا التقرير الثاني قالوا للمندوب عليك ان ترسل اجرة السيارة التي حمل الكتب الي هنا وهي ستمائة جنيه سوداني (ثلثمائة دولاراميركي) ثم احضر لاستلام الكتب ففعل الرجل بما امروارسل المبلغ بعد ان استلموا الفلوس بعثوا للمنهدس ورقة مبسطة عن طريق الفاكس تقول ان الكتب الخمسة محظورة من التداول من قبل امن الدولة دون ذكراى سبب . فصادف استلامها عودتي فذكر لي المندوب ما جرى فقلت له هذا اجراء خطأ مقصود ليس هناك كتاب في هذه الدنيا الا هو ثقافي ولايوجد كتاب سياسي في التاريخ الامجلدات كارماركس رأس المال وكتاب الاقتصادى المعروف ادم اسمث السوق الحرة الذى يقول فيه اتركه يعمل اتركه يمر وهذان الكتابان يعالجان شئون الناس الاقتصادية والاجتماعية المربوطة بالسياسة وادارة الدولة….
فذهبت وقابلت المدير التنفيذى للجنة وناقشته في الامر فقال لي نحن من طرفنا كجهة فنية متخصصة لم نر شيئا في هذه الكتب يسيئ لاى احد والذى يوجد فيها من نقد يجرى كتابته في الصحف اليومية. فأخذت ورقة الحظر ومشيت الي المحامي غازى سليمان لانه اصبح عضوا في الحركة الشعبية وذكرت له ماحدث فقال لي هذا موضوع سياسي لااستطيع البت فيه وعليك ان تذهب الي باقان اموم وكان الرجل في ذلك الوقت اضح وزيرا لديون مجلس الوزراء فقابلت الرفيق باقان واخبرته بذلك وهو احد الذين قرأوا تلك الكتب واطلعوا علي ماجاء فيها وكان رد باقان حاسما قائلا ان هذه الكتب لابد ان تسلم لك حالا اذهب الي ياسر سعيد عرمان فهو رئيس لجنة الاعلام في داخل برلمان الانقاذ لكي يخبر اللواء مجاك والاخير هو نائب رئيس جهاز الامن الوطني صلاح كوش او( بوش) لا علم لي فاتصلت بياسر عرمان واخبرته وقلت له عليك ان تثير هذا المسألة في البرلمان فرد الي انت عاوز تستلم كتبك او عاوز شوشرة فقلت صاغرا اريد كتبي ليس الا فطلب مني مقابلة اللواء مجاك فهو يرد اليك كتبك في هدوء وسكينة هو غير موجود حاليا ولكن تابع تحركاته واخباره حتي تلتقي به فتابعت تحركات اللواء حتي حظيت بمقابلته بعد ستة اشهر وفي الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل بمساعدة العقيد موسي كوة مكي واخبرته القصة… فطلب مني بان اعمل له ملفا كاملا بكل الاوراق الخاصة بهذا الموضوع وارفقه بقرير دقيق عن المشكلة فاحضرت له الملف المطلوب ثم انتظرت الرد لمدة ستة اشهر اخرى وعن طريق الهاتف فقال اللواء فعلا لقد اتوا لي بالكتب الخمسة وقراناها في جلسة خاصة وقرر الاجتماع الامني ان هذه
نواصل——–