ممثل “العدل والمساواة” يشرح أبعاد الاتفاق مع حزب الأمة
فيحاء العاقب/ صحيفة العرب اللندنية:
أثار الاتفاق الذي أبرم بين حركة العدل والمساواة وحزب الأمة جدلا واسعا بين الأوساط السياسية في السودان، فبين وصفها بالفرقعة الإعلامية وبين تأييد هذه الخطوة كان الجدال ، لذلك التقت العرب بالسيد سليمان عبد الله إسماعيل ممثل حركة العدل والمساواة بشمال افريقيا والمتواجد حاليا بليبيا، لتطرح عليه جملة من التساؤلات حول هذه الخطوة وغيرها من الخطوات التي قامت وستقوم بها الحركة
•هل يعتبر هذا الاتفاق الذي ابرم بين الحركة وحزب الأمة خطوة أولى لضم جميع القوى السياسية في السودان؟
نعم، ان الاتفاق مع حزب الأمة هو خطوة في اتجاه توحيد رؤى التنظيمات السياسية في السودان والحركات الدارفورية، فكما نعلم ستنتهي قريبا شرعية الحكومة السودانية الحالية، وفقا لاتفاق نيفاشا، وسيتم إجراء انتخابات، وقد رأينا انه في هذه الفترة سيكون هناك فراغ دستوري ، ولملء هذا الفراغ كان يجب ان تكون هناك اتفاقية شاملة من القوى السياسية، وخطوتنا الأولى كانت التوقيع مع حزب الأمة، فخلال الأيام القليلة الماضية أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي تأييده لاتفاقية العدل والمساواة مع حزب الأمة، وكذلك حزب المؤتمر الشعبي، بالإضافة إلى ان هناك اتجاها نحو مؤتمر في مدينة جوبا في الفترة القادمة سيضم عددا من الأحزاب الأخرى والقوى السياسية والحركات، ومن خلاله يمكننا ضم عدد منهم، لتكوين جبهة عريضة ثم حكومة انتقالية تملأ الفراغ السياسي الذي اشرنا إليه.
•هناك اتهام موجه من الحكومة السودانية مفاده ان هذا الاتفاق ما هو إلا فرقعة إعلامية، بماذا تردون على ذلك؟
من الممكن ان تقول الحكومة ذلك أو تطلق عليه أي مسمى، ولكننا كحركة عدل ومساواة على يقين كامل بأن هذا الاتفاق ليس بفرقعة إعلامية، لأن وضع حزب الأمة بالذات مختلف عن غيره، فبعد عملية دخولنا لأم درمان، كان أول تنظيم سياسي أعلن رفضه لهذه العملية هو حزب الأمة، ومع ذلك تحاورنا معهم ووصلنا إلى ان الوضع القائم في السودان لا يحتمل ان نكون على خلاف، لذلك تم التوقيع، ونحن نعده خطوة إلى الأمام، فقبل شهور قليلة كنا على خلاف مع هذا الحزب واليوم نحن على اتفاق، إذا هذا ليس بفرقعة إعلامية.
•الانشقاقات الداخلية لحزب الأمة، ألا تشكل أي نوع من الخلل على هذا الاتفاق؟
نعم توجد انشقاقات داخلية في حزب الأمة، فالبعض موال للحزب الحاكم والبعض الأخر خارج الإطار، لكن أنا أرى ان حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي هو الجهة الشرعية لحزب الأمة وكيان الأنصار في السودان، لذلك هذا أهم جناح في الحزب.
•ما هي الخطوات المقبلة أي ما بعد مفاوضات قطر ؟
مفاوضات قطر مواصلة لسلسة مفاوضات بين حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية، ففي فبراير قمنا بتوقيع اتفاق حسن النوايا مع الحكومة، حيث ينص هذا الاتفاق على عدة بنود منها تبادل الأسرى، و تسهيل عملية الإغاثة في دارفور، ووقف القصف الجوي في المناطق المأهولة بالسكان ومصادر المياه في دارفور، ولكن الحكومة لم تلتزم بتنفيذ الاتفاق، وقد رأينا انه لا جدوى من مواصلة المفاوضات، لذلك قمنا بتبليغ الوسطاء بأنه إذا لم يتم تنفيذ الاتفاق الأول فلا جدوى من الاستمرار، وهذا لا يعد فشلا للمفاوضات.
•أنت تريد ان تقول ان حركة العدل والمساواة قدمت الكثير من خلال اتفاق حسن النوايا، في الوقت الذي لم تقدم فيه الحكومة السودانية شيئا؟
نحن كحركة عدل ومساواة أوفينا بالاتفاق، فقد قمنا بإطلاق أسرى الحكومة، حتى الوسطاء على علم بأننا أوفينا بالتزاماتنا في اتفاق حسن النوايا.
•ما هي الخطوات القادمة إذا؟
نحن في انتظار الوسطاء والوسيط الدولي والشركاء في مفاوضات الدوحة، ان يضغطوا على الحكومة لتنفيذ ما عليها من اتفاق حسن النوايا، إذا تم تنفيذ جزء كاف من الاتفاق سنواصل المفاوضات، فخيارنا الاستراتيجي هو السلام الذي لا يأتي إلا عن طريق المفاوضات.
•ما هي قراءتكم لنوع العلاقة بين أمريكا والحكومة السودانية؟ هل من الممكن ان نطلق عليها مصطلح تطبيع كما أشارت بعض وسائل الإعلام؟
هي محاولة للتطبيع وليست تطبيعا، لأن التطبيع عادة ما يتبع باستحقاقات، والإدارة الأمريكية لن تطبع العلاقات بينها والحكومة السودانية ما لم يكن هناك استحقاقات من قبل الحكومة السودانية.
•ما وجهة نظركم بعلاقة عبد الواحد محمد نور بإسرائيل؟
عبد الواحد محمد نور هو شخص له كيانه السياسي وله علاقاته مع الدول ومع المنظمات فذلك شأنه، وهناك شائعات مفادها ان حركة العدل والمساواة لها علاقة بإسرائيل ونحن نؤكد على عدم وجود أي علاقة.
•الحكومة السودانية قالت على لسان أبو بكر القاضي إنها تريد الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإشراك باقي الحركات الصغيرة في المباحثات ولكنكم ترفضون
لا يوجد وقف لإطلاق النار بدون استحقاقات، فأي وقف لإطلاق النار يعد خطوة في اتجاه تنفيذ اتفاق حسن النوايا، ففي أي عملية سلمية أو تفاوضية هناك خطوات، وأولى هذه الخطوات هو تنفيذ اتفاق حسن النوايا، أما مسألة وقف إطلاق النار فهي خطوة لاحقة، كماانها خطوة من الخطوات التي يتضمنها التفاوض، ونحن لا نريد القفز بل السير وفقا للتسلسل المعد.
أما مشاركة الحركات الصغيرة فأنا لا أرى ان هناك حركات، صحيح يوجد أشخاص يسمون أنفسهم حركات، لكن في اتفاقنا مع الوسطاء ان هذه المجموعات سيتم إشراكها في خطوات لاحقة، أما في الوقت الراهن فيجب ان تفاوض الحكومة كخطوة أولى، ونحن لا نريد إشراك هذه الحركات وحسب، بل إشراك المجتمع المدني الدارفوري والإدارات الأهلية في دارفور والتنظيمات السياسية، لأن الاتفاق الذي سيوقع عليه مستقبلا لن يشمل العدل والمساواة والمؤتمر الوطني فقط بل هو اتفاق شامل لأبناء دارفور.
وفي خاتمة الحوار وجه سليمان التحية لليبيا والقائد معمر القذافي رئيس الاتحاد الافريقي على سعيه لإيجاد حلول لقضية دارفور ومواصلة الجهود من أجل ذلك.