ثروت قاسم
Facebook.com/TharwatGasimOfficial
في يوم الاربعاء 30 يناير 2019 ، نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية مقالاً عن هبة 19 ديسمبر في السودان بعنوان :
Massenproteste im Sudan
Der Diktator mit dem Stock sucht Hilfe in Russland
وترجمة العنوان بعربي الدروشاب :
احتجاجات جماعية في السودان .
الدكتاتور حامل العصا يبحث عن الدعم في روسيا ؟
يقول المقال ، فيما يقول ، ان عصا البشير فشلت في ردع وتخويف المتظاهرين الشباب ، الذين استداموا في مظاهراتهم رغم القتل والقمع والارعاب والارهاب . كما تقول إن ديكتاتور السودان يستغيث بروسيا ، في ظل الاحتجاجات المُستدامة ، والمتزايدة جغرافياً حتى وصلت قرية حجر العسل بيت الرئيس البشير ؛ ونوعياً بمشاركة الاطباء والمهندسين ، والمحامين ، والصحفيين وتجمع المهنيين السودانيين ، من بين آخرين ؛ والتي بدأت بالعشرات فاصبحت بالالاف في ازقة وزنقات القرى والحضر في اربع رياح السودان . تعرض هذه المظاهرات المُستدامة والمتزايدة سلطة الرئيس البشير المطلقة للخطر، لاول مرة منذ 1989 ، الأمر الذى اضطره إلى الاستغاثة ببوتين ليحميه من شعبه .
صرخ :
الحقني يا ابو مرووة يا بوتين من مرتزقة عبدالواحد … الرووووب !
استجاب بوتين لصرخة الديكتاتور ، وارسل ميليشيات شركة فاغنر التابعة للكرملين على جناح السرعة للخرطوم . تشارك هذه الميليشيات الذئبية في قمع انتفاضة يوم الاربعاء 19 ديسمبر 2018 ،وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي ، والمطاطي ، وبما لا اذنأ سمعت ، ولا عيناً رات من ادوات قمع وقتل مُستحدثة من الجيل الرابع لم تسمع بها ولم ترها بعد مرافعين قوش وذئاب حميتي وكتائب ظل علي عثمان الدموية .
ارجع الرئيس البشير الاسانسير لبوتين ، وقبل فرحاً ، ان الله لا يحب الفرحين … بامتطاء ظهر طائرة نقل عسكرية روسية حملته لدمشق ، حيث عانق الرئيس بشار الاسد عناقاً طويلاً وحبياً : وحق الله بق الله ، ووين انتو ياشوام ما بينتو ، ومشتاقين كتير يا ابو البشر ، وكفارة لشقيقتنا حرمكم اسماء الاسد من سرطان الثدي ، وجايب ليها محاية وبخرة من سيدي ازرق طيبة … هذه كلمات نفس الرئيس البشير الذي كان يطالب بإغتيال شقيقه الرئيس بشار ، وتخليص الشعب السوري منه ، وشارك ، بتحريش من المحمدين بن سلمان وبن زايد ، بورجغة ما انزل الله بها من سلطان ، في طرد سوريا من الجامعة العربية ، وهي العضو المؤسس لها .
يبيع الرئيس البشير نفسه وليس فقط مبادئه ومفاهميه ، إن كانت له مبادئ ومفاهيم ، لمن يدفع ، ويضمن له استمراره على كرسي السلطة ، حتى لا يقع في براثن الفك المفترس في لاهاي ؟
وصف المتنبي الرئيس البشير واحسن وصفه ، وهو يعاني هذه الايام من الهم والقلق والغم خوفاً من المظاهرات التي وصلت حجر العسل .
قال :
أشد الغم عندي في سرور …
تيقن عنه صاحبه إنتقالاً .
في يوم الخميس 24 يناير 2019 ، اغتالت ميليشيات بوتين الروسية طبيباً سودانياً بسترته البيضاء ، وهو راكع على الارض ، يسعف شاباً متظاهراً ملقى على الارض ، بعد اصابته برصاصة حية في الصدر من نفس هذه الميليشيات البوتينية .
يتهم الرئيس البشير الشباب المتظاهر بانهم خونة ومرتزقة وعملاء للاجنبي ، فمن هو العميل الحقيقي ، في هذه الحالة ، الذي يستعين بالمرتزقة الروس لقتل الشباب السوداني المسالم ؟ كما وصف الفريق اول كمال عبدالرؤوف ، الذي عينه الرئيس البشير رئيساً للاركان المشتركة في الجيش السوداني … وصف الشباب المتظاهر بانهم من شذاذ الآفاق . ربما لا يعرف الفريق اول كمال معنى شذاذ الآفاق ، ويبغبغ بها لافحاً لها بدون معرفة معناها … فهي تعني الغرباء عن الوطن وليسوا من المواطنين . الشباب السوداني المتظاهر من تراب حجر العسل والدبيبات ، وعناصر الحركات المسلحة مواطنون سودانيون كاملو الدسم من الطينة وام دافوق … اما الميليشيات الروسية التي يستعين بها الرئيس البشير لقمع ابناء وطنه وسحلهم ، فهم شذاذ الآفاق … والفيك بدر بيهو كما يقول المثل السوداني .
وليست هذه المرة الاولى التي يستغيث فيها الديك تور ببوتن ، فقد حج الى سوتشي في نوفمبر 2017 ، حيث انبرش امام بوتين ، طالباً الحماية من العدوان الامريكي ، وعارضاً ميناء بورتسودان كقاعدة بحرية للجيش الروسي ؟ حدث ذلك عندما رفض مساعد وزير الخارجية الامريكي جون سوليفان ، عند زيارته الخرطوم في نوفمبر 2017 ، مقابلة الرئيس البشير ، بحجة انه هارب من العدالة الدولية .
اجمع المحللون على ان الرئيس البشير عبقري في اللعب بالبيضة والحجر ، واللعب على كل وجميع الحبال كككوية طرزانية .
نسجل مثالاً وليس حصراً :
واحد :
من جانب ، يساعد بوتين عبقرينو بباشبوزوق شركة فاغنر لقتل المتظاهرين ، وتدعمه الصين بالمال وخراطيش الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي . وفي الجانب المقابل توصي وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية واسرائيل ، توصيان ادارة ترامب على رفع نظام البشير من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الداعمة للارهاب ، والتي لم يبق فيها غير ايران وسوريا . كما يدعم الاتحاد الاوروبي نظام البشير بمئات ملايين الدولارات ، مؤكدأ انه شريك قوي في محاربة الارهاب ، ومنع تدفق الهجرة الافريقية غير القانونية الى اوروبا .
اتنين :
يعتبر المحمدان … بن سلمان وبن زايد عبقرينو كحليف لهما في محاربة الحوثيين وجماعة الاخوان المسلمين وايران . وفي الجانب المقابل ، يزور عبقرينو قطر ، فيقابله اميرها الشيخ تميم بالاحضان .
تلاتة :
يعتبر الرئيس السيسي شقيقه عبقرينو كحليف له في حرب المياه التي يخوضها ، من وراء جدر ، ضد اثيوبيا . وفي الجانب المقابل ، يشكر ابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي عبقرينوعلى وقوفه مع الحق الاثيوبي في معركة سد النهضة .
اربعة :
في يوم الخميس 31يناير 2019 ، يفتح عبقرينو الحدود على مصراعيها مع الاخوة والاهل في اريتريا ، ويعتبر دعم اريتريا لثوار شرق السودان امراً من الماضي ، وكأنه لم يكن .
خمسة :
يستمر عبقرينو في فركشة المعارضة السودانية ، حتى المتوالية معه . في يوم الاحد 24 يناير 2019 ، يعلن الوزير عمر سليمان طرد الدكتور بابكر نهار من رئاسة حزب الامة الفيدرالي ، لانه قرر الخروج من حكومة وفاق الرئيس البشير دعماً للشارع السوداني . ويرد الدكتور نهار انه هو الذي قام بتعيين عمر سليمان وزيراً ، وبكى بدموعه عندما اخبره بذلك ، ثم تعميه السلطة ، ويلعب دور سنمار … يحدث ذلك من المؤلفة جيوبهم من مرتزقة ما يُسمى بحزب الامة الفيدرالي … وعبقرينو يفرك يديه فرحاً ؟
حقاً وصدقاً … قد يكون الرئيس البشير مجرم ابادات جماعية لشعبه .. .. اتهام صحيح وغير مردود . قد يكون الرئيس البشير متهماً بخروقات جنائية ضد حقوق انسان دارفور والمنطقتين … اتهام صحيح وغير مردود . قد يكون الرئيس البشير مجرم حرب ، وهارب من العدالة الدولية … اتهام صحيح وغير مردود . قد يكون الرئيس البشير قاتل طبيب بري وهو راكع على الارض بلباسه الابيض يسعف شاباً متظاهراً سقط برصاص الباشبوزوق الروسي … اتهام صحيح وغير مردود ؟
نعم … قد يكون الرئيس البشير هذا وذاك ، ولكن لا تنكر مجلة دير شبيقل الالمانية انه عبقري يلعب بالبيضة والحجر ، ويضرب المحاور بعضها ببعض ، ويفركش حتى المؤلفة جيوبهم في حزب الامة الفيدرالي المتعاون معه ضد حزب الامة القومي منذ عام 2005 … مقابل ثلاثين فضة ؟
ولكن الى متى ، خصوصا وقد قال زهير بن ابي سلمى :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة …
وإن خالها تخفى على الناس تعلم . سوف تظهر كوكة الرئيس البشير في مخاضة هبة الاربعاء 19 ديسمبر 2018 ؟ انتظروا … إنا معكم منتظرون . |