لماذا يمنع المؤتمر الوطني الجنسية المزدوجة علي شماليي الجنوب وجنوبيي الشمال في حال الانفصال ومعظم الوزراء يحملون جنسيات اجنبية مع الجنسية السودانية؟؟!!
ليس هناك شيئ غير غريب وشاذ في عرف المؤتمر الوطني الذي لايستحي اساطينه وكبارات رجالاته ممن يدعون ضلوعهم في السياسة وفنها وهم ابعد ما يكونون منها , تشهد بذلك افعالهم واقوالهم التي فاضت بكل حصال وسمات النفاق . وملات تصريحاتهم الخالية من اية حصافة سياسية ومن اي ذوق وادب صفحات وسائل الاعلام الورقية والالكترونية حتي صار الخطاب السياسي السوداني في اكثر درجات انحطاطه علي مر العصور.
فقاموسهم المليئ بمفردات من شاكلة ” يلحس كوعه, ويبلوا مويته ويشربوه , وسجمانين ساكت ,”…الي اخر هذه النماذج الغثة, يدل علي ضحالة افققهم السياسي وانحطاط ذوقهم الخطابي وسوء ادبهم الحواري . ولكن لئن وقف الانحطاط عند المعترك السياسي لكان الامر هينا ونظن انه لايتعدي ان يكون الفاظا سيئة لا تسفك دما او تقتطع لحما, ولكن ان يمتد هذا الانحطاط ليطال امورا ذات صلة وثيقة بمستقبل اجيال وما˜ل افراد واستقرار اسر , فهذا ما لا يمكن السكوت عليه. فكيف بالله يطل علينا وزير غير مسؤول ويصرح بانه في حال انفصال الجنوب فان حكومة الانقاذ سوف تمنع الجنوبيين حتي الحقنة !! في سابقة خطيرة جدا فيها انتهاك لكل اخلاقيات التعامل مع الغير خاصة المرضي , فالذي يحتاج الي الحقنة هو المريض وقسم الاطباء في كل العالم يحرم ويجرم منع المريض الدواء والعناية الطبية حتي ولو كان مجرما او عدوا او اسيرا . ولكن في عهد هؤلاء كل مشتقبح عندهم مستحسن , وكل رذيلة عندهم فضيلة, وكل شهيد عندهم فطيس!
ثم خرج علينا عديم مسئولية اخر ممن اعتلوا كراسي السلطة في غفلة من الناس وفي جنح الظلام , ليقول وبلا حياء بان اي جنوبي في الشمال واي شمالي في الجنوب لا يمكنه الاحتفاظ بجنسيته السودانية في حال تم الانفصال!! ناسيا او متناسيا بانه وابنائه وكثير ممن معه من كبارات رجالات الدولة يحملون الجنسية السودانية بيد وجنسية اوربية او امريكية باليد الاخري,!! حتي انهم الان يمتلكون فللا وشققا بعواصم ومدن تلك الدول , ويرسلون ابناءهم للدراسة هناك!! اليس هذا هو النفاق وازدواجية المعايير بعينه؟ اليست هذه شيزوفرينيا سياسية ومرضية؟؟ ومهما حاولوا انكار ذلك او ظنوا ان العامة سوف لن تكشف زيفهم ونفاقهم فانهم مفضوحون شاءوا ام ابوا , واحيانا بالصدفة فقط كما حدث اثناء لقاء عبر الفضائيات العربية مع احد اقطاب المؤتمر الوطني الذي ذكر المذيع في سياق شكره لهذا “القطب” بانه شاكرا له وقته رغم انه يقضي اجاوته في واشنطن حتي بدا الحرج والكسوف جليا علي وجه ذلك “القطب”!!. فكلهم يسبون امريكا وبريطانيا وغيرها علنا ولكنهم يحملون جوازاتها ويقضون اجازاتهم في ربوعها ويرسلون ابنائهم وبناتهم الي مدارسها وجامعاتها !! ياللنفاق!! وكيف بالله يتبوا شخص منصبا حساسا كوزير او مدير وهو يحمل جنسية بلد اخر؟ لمن يكون ولاءه؟ اللسودان ام لبريطانيا او امريكا؟ نحن نعلم ان البلاد التي تسمح لمواطنيها بازدواجية الجنسية تمنعهم من تولي مناصب حساسة لاتتحمل شخصا بولائين وذي وجهين. وما جعل الله لرجل من قلبن في جوفه.
ثم ياتي هذا وذاك منهم لينكر علي ابناء هذا الوطن التمتع بقانون ازدواجية الجنسية فقط لمخالفتهم هواهم ورايهم وهم من جر البلاد الي هذا الدرك السحيق من التفكك والاقتتال.
محمد احمد معاذ