الخرطوم – النور أحمد النور
أعلن القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم جوزيف ستافورد أن بلاده تعتمد استراتيجية جديدة في التعاطي مع السودان، مؤكداً أن اهتمام واشنطن سينصبّ على الطرق الصوفية تشجيعاً للإسلام الوسطي المعتدل والمسالم. وأثارت زيارة ستافورد خلال الأسابيع الماضية لمجموعة من رجال الطرق الصوفية ورموزهم في الخرطوم والولايات السودانية، جدلاً واسعاً في البلاد، إذ انتقده إسلاميون يساندون حزب المؤتمر الوطني الحاكم وشككوا في زياراته المتكررة إلى الطرق الصوفية متهمين واشنطن بالعمل وفق أجندة خفية.
وقال ستافورد خلال مخاطبته حشداً من مشايخ الطرق وخلاوي المجاذيب في الدامر عاصمة ولاية نهر النيل، شمال البلاد: «إن بلاده تقوم بأبحاث عن الطرق الصوفية». وأضاف: «نعلم أن مريديها وأحبابها يحبون من القلب إلى القلب وغير متملقين كالأحزاب السياسية».
وتعهد القائم بالأعمال الأميركي مشايخ الطرق بنقل مطالبهم في شأن رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد وشطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب وتحسين العلاقات بين البلدين إلى إدارة الرئيس باراك أوباما.
ولفت إلى أن الصوفيين يدركون التحديات التي تواجه البلدين نتيجة العقوبات التي تفرضها واشنطن على الخرطوم، موضحاً أن الإدارة الأميركية أبدت حسن نواياها في تحسين العلاقة مع السودان، وذلك من خلال حوار شامل وصريح.
وأكد أهمية الدور الذي يلعبه السودان في القارة الأفريقية ومبدياً ثقته في تجاوب الحكومة السودانية مع النوايا الأميركية الحسنة، والمساعي المبذولة لتحسين العلاقات.
وأبلغ المرشد العام للطريقة الشاذلية المجذوبية محمد الشيخ البشير، ضيفه الأميركي بأن اللوبيات اليهودية داخل الكونغرس الأميركي تعادي السودان وأنها تقف عائقاً أمام تحسن العلاقة بين الخرطوم وواشنطن.
من جهة أخرى، أهدى الرئيس السوداني عمر البشير دولة جنوب السودان 5 آلاف طن من الذرة. وستُنقل الكميات على بواخر نيلية إيذاناً باستئناف النقل النهري بين البلدين. وستنطلق البواخر غداً، في حفل كبير في حضور مسؤولين حكوميين من البلدين.
وقال السفير الجنوبي في الخرطوم ميان دوت: «إن عملية فتح المعابر الحدودية ستكتمل خلال الأسابيع المقبلة»، مبيناً أن تبادل الزيارات بين الرئيسين البشير وسلفاكير ميارديت ساهم في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية ودفع مسيرة السلام إلى الأمام.
ولا تزال خلافات الخرطوم وجوبا على «خط الصفر الموقت» تعطل افتتاح الحدود بينهما بالكامل.
على صعيد آخر، أسف حزب الأمة المعارض برئاسة الصادق المهدي لتصنيف الأسرة الدولية للسودان، بأنه يمثل ثالث أفشل دولة في العالم بعد الصومال والكونغو الديموقراطية، وفقاً لتقرير صندوق السلام العالمي لعام 2013 بينما شكك الحزب الحاكم في صدقية التقرير الذي وضعه ضمن إطار الحملة الشعواء ضد السودان.