الحلقة الثانية ( 1- 2 )
1- مصر وفلسطين ؟
زعمنا في مقالة سابقة إن حكام مصر من الملك فاروق وحتى الرئيس السيسي ، كانوا كلهم جميعاً من اسباب تدمير القضية الفلسطينية ، وضياع القدس .
ولأن آفة حارتنا النسيان ، فقد نسي الناس ان الرئيس
عبدالناصر كان السبب الحصري لضياع القدس ومعها فلسطين ، واحتلالهما بواسطة اسرائيل ، نتيجة للهزيمة المنكرة التي تسبب فيها في حرب 1967 ، بسبب عنجهيته ، وغروره ، ورعونته ، وإعتماده على صديقه عبدالحكيم عامر الفاسد الفاشل البنقو جي في إدارة الجيش المصري .
نعم ونعم كان الرئيس عبدالناصر السبب المباشر في سقوط زهرة المدائن في ( عب ) إسرائيل . أخذت اسرائيل القدس قتالاً ، كما اخذها القائد البريطاني اللنبي قتالاً و بالغاز في 1917 . وخلال ال 50 سنة المنصرمة توالى السقوط اليومي بتهويد اسرائيل للقدس . اشترت اسرائيل حفنة امتار في القدس من حفنة مقدسيين ، وصارت تواجه المجتمع الدولي ، بانها تهود أرضاً باتت بالقانون أرضها ، في مسرحية عبثية ، ما انزل الله بها من سلطان . صار العرب يرددون بان للقدس ، وفيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والصخرة المشرفة ، كما للبيت الحرام ، رباً يحميها.
ويتوالى سقوط القدس ومعها فلسطين ؟
قلنا في مقالنا السابق إننا سوف ناخذ ، مثالاً وليس حصراً ، فعلة ( واحدة ) ، من بين عشرات ، فعلها كل واحد من فراعنة مصر ، منذ النكبة في عام 1948 وحتى يوم الدين هذا ، ونستعرضها يإيجاز ، آيات لقوم يتفكرون .
إستعرضنا في مقالة سابقة فعلة واحدة من افعال الملك فاروق في عام 1948 ، و فعلة واحدة من افعال الرئيس عبدالناصر في عام 1967 لنبرهن إن كل فعلة من هذه الافعال ، اضاعت فلسطين ، ومعها القدس ، ورمت بهما في احضان إسرائيل .
نواصل ونستعرض ادناه فعلة من افعال الرئيس السادات قادت لنفس المصير الذي قادت اليه افعال الملك فاروق والرئيس عبدالناصر .
2- الرئيس السادات والقدس وفلسطين ؟
في يوم الاحد 17 سبتمبر 1978 في البيت الابيض ، وقع الرئيس السادات مع بيجن إتفاقية كامب ديفيد الثنائية للسلام بين مصر واسرائيل . لم يشارك الفلسطينيون ، اصحاب اللحم والراس ، في مفاوضات كامب ديفيد ، وتم عزلهم بطلب من اسرائيل وموافقة فورية من الرئيس السادات .
باع الرئيس السادات القضية الفلسطينية في كامب ديفيد مقابل تخليص سيناء المصرية من الاحتلال الاسرائيلي ، مع استمرار القدس والضفة وغزة تحت الاحتلال الاسرائيلي ، بموافقة الرئيس السادات ومباركته . مقابل خذلان الرئيس السادات للقضية الفلسطينية ، قدمت امريكا له رشوة سنوية بمليار ونصف من المعدات العسكرية ، لتامين امن اسرائيل ، وقمع الشعب المصري إذا إحتج وخرج إلى الشوارع .
كانت نتيجة اتفاقية كامب ديفيد وبالاً على القضية الفلسطينية ، إذ أخرجت مصر من الصراع العربي – الإسرائيلي ، وصارت منظمة التحرير الفلسطينية لوحدها امام الآلة العسكرية الاسرائيلية الجبارة المدعومة امريكياً واوروبياً .
اكد الكاتب الاسرائيلي اوري افيرني ، وهو أدرى ، إن إتفاقية كامب ديفيد المُبرمة في يوم الاحد 17 سبتمبر 1978 هي ثاني أعظم حدث في تاريخ دولة إسرائيل ، بعد إعلان تاسيس الدولة في يوم الجمعة 14 مايو 1948 .
هروب الرئيس السادات من معركة العرب ضد إسرائيل ، قوى صلف اسرائيل وإستبدادها ، وابعدها عن الحل السياسي للقضية الفلسطينية . بعد كامب ديفيد ، صارت إسرائيل تجاهد في تفعيل عملية ( الترانسفير ) ، أي ترحيل الفلسطينيين من القدس والضفة الى الوطن البديل في الاردن والشتات وربما سيناء ، وبالأخص تهويد القدس الشرقية .
في تفعيل عملية ( الترانسفير ) ، إزدادت بمعدلات فلكية عمليات الإستيطان الاسرائيلي ، وتنفير الفلسطينيين من البقاء في القدس والضفة ، بشتى الاساليب القمعية والاذلالية .
قفلت كامب ديفيد اي بارقة أمل في حل سياسي للقضية الفلسطينية ، إن حل الدولتين أو الدولة الواحدة . وجاءت تمومة الجرتق في يوم الاربعاء 6 ديسمبر 2017 ، عندما أعلن ترامب القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل .
قلتم أني هذا ؟
قل هو من عند الرئيس السادات .
3- الرئيس مبارك وفلسطين ؟
افعال الرئيس مبارك في تعويق القضية الفلسطينية ، يمكن إختزالها في التصريح الذي ادلى به ، في يوم الثلاثاء 4 مايو 2010 ، وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي وقتها بنيامين بن إليعيزر الذي قال إن :
( حسني مبارك بمثابة كنز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل) ·
وعندما سألت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية وزير خارجية اسرائيل السابق سيلفان شالوم عما إذا كان مبارك عميلاً لإسرائيل ، أم لا ؟ ضحك قائلا:
«هذه هي الحقيقة دون زيادة أو نقصان»!
هناك الكثير من افعال مبارك ، مما يبرر وصف بن أليعازر له بـ «الكنز الاستراتيجي لإسرائيل».
نسجل ادناه ، مثالاً وليس حصراً ، بعض هذه الافعال المباركية :
+ في عهد مبارك تم منح إسرائيل أكبر مساحة زمنية وجغرافية ممكنة من الأمن الاستراتيجي والاقتصادي في مواجهة فلسطين وباقي الدول العربية .
+ زال خطر الحرب الشاملة والتقليدية عن إسرائيل بينما تضاعف بالنسبة الى فلسطين وباقي الدول العربية .
+ لم يتحقق السلام الموعود ، إلا بالنسبة إلى إسرائيل ، بينما تحققت اعتداءات على الضفة وغزة بشكل يومي تقريباً.
+ اجتياح اسرائيل لبنان عام 1982، وطرد منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس ، تم في عهد مبارك .
+ القمع المتوحش الاسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الأولى في أواخر الثمانينات ، والثانية في 2000 ، تم بمباركة مبارك .
+ اغتيال اسرائيل القيادات الفلسطينية في تونس ، تم في عهد مبارك .
+ اجتياح اسرائيل غزة عام 2008 ، تم بمباركة مبارك.
+ في عهد مبارك ، قامت اسرائيل ببناء المستعمرات في الضفة حتى صارت كالجبنة السويسرية مما قتل حل الدولتين . وصرح وزير خارجية الفرعون مبارك الوزير احمد ابوالغيط بانه سوف يكسر ركب اي فلسطيني يحاول الهرب من غزة الى سيناء . حول مبارك غزة الى سجن كبير مفتوح على السماء ، والضفة الى جبنة سويسرية .
قلتم أنى هذا ؟
قل هو من عند مبارك .
4- الرئيس السيسي وفلسطين ؟
الكارثة التي الحقها الرئيس السيسي بالقضية الفلسطينية يمكن إختزالها في بنائه خنادق تحت الارض بطول حدود مصر مع غزة وملاها بمياه البحر الابيض المتوسط المالحة ، فكانت النتيجة تمليح المياه الجوفية العذبة في غزة . كان هدف الرئيس السيسي غمر الانفاق الرابطة بين مصر وغزة ، وإحكام قفل كل ابواب سجن غزة الكبير على المساجين الفلسطينين ، حتى لا يفكروا في العبور من غزة لجنة الخلد … مصر .
وكانت المحصلة تعطيش فلسطيني غزة ، في جريمة ضد الانسانية ما أنزل الله بها من سلطان .
عندما طالب الافارقة في نيروبي في مؤتمر دولي للبيئة بلجنة تحقيق في الموضوع عيرهم الوفد المصري بالكلاب والعبيد .
كما قفل الرئيس السيسي معبر رفح حتى للحالات الطارئة ، وازال البني التحتية والمباني والعمارات على الجانب المصري للحدود مع غزة ، لتكون منطقة خالية من السكان بإمتداد الحدود بين غزة ومصر … وكأن غزة مريضة بالجذام ؟
في يوم الاربعاء 13 ديسمبر 2017 ، انعقدت في اسطنبول قمة دول مجلس التعاون الاسلامي لبحث تداعيات قرار ترامب الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل . غاب الرئيس السيسي ولم يشارك في هذه القمة المهمة ، مما يؤكد تواطؤه مع ترامب ، وعدم اهتمامه بمستقبل القدس الشرقية .
كشفت مقاطعة الرئيس السيسي لقمة اسطنبول إن المسؤولين عن الظلم البين الواقع على الفلسطينيين هم على التوالي :
+ الرئيس السيسي وغيره من قادة بلدان الاستبداد العربية ـ الإسلامية الذين يجمعون بين التسلط على شعوبهم ، والعمل على تصفية القضية الفلسطينية.
+ ابالسة اسرائيل ، الذين يعملون ليل نهار على تهويد القدس الشرقية .
+ ترامب والطغمة الايفانجيلية في واشنطون التي تؤمن بعودة المسيح المنتظر بعد بناء المعبد الثالث على انقاض المسجد الاقصى في القدس الشرقية . ومن هؤلاء نائب ترامب الذي سوف يزور السيسي ونتن ياهو يوم الاربعاء 20 ديسمبر 2017 ، ليؤكد على تهويد القدس ، وجعلها عاصمة موحدة لإسرائيل . رفض الرئيس عباس مقابلة نائب ترامب ، لمواقفه الصادمة ضد القضية الفلسطينية والقدس الشريف ، ولكن السيسي لا يهمه المسجد الاقصى ، ولا تهمه القدس ، وانما يهمه وحصرياً دعم ترامب له ليستمر ديكتاتوراً على عرش مصر ؟
هل رايت الرئيس السيسي ينفجر ضاحكاً مع نتن يا هو في نيويورك ، ويصر وجهه متجهماً وهو يحادث الرئيس عباس ؟
Images intégrées 1
السيسي ونتنياهو
ثم هل تصدق ان الرئيس عبدالناصر قد تقلب في قبره وهو يرى المناورات العسكرية المشتركة بين الجيش المصري والجيش الاسرائيلي ؟ ومتى ؟
في الذكرى ال 44 لحرب اكتوبر ، حين دفنت اسرائيل 250 من الاسرى المصريين وهم احياء في مقبرة جماعية .
كأسلافه ، ينظر الرئيس السيسي للقضية الفلسطينية كقضية أمنية تمس الأمن القومي المصري ، وليس كقضية سياسية ، تتطلب حلاً سياسياً . يسعى جهاز المخابرات المصري في عقد مصالحة بين سلطة عباس في رام الله ، وحماس في غزة . هدف مصر الحصري من هذه المصالحة هو تمكين سلطة عباس من السيطرة على معبر رفح والحدود بين غزة وسيناء لمنع تهريب السلاح والمسلحين من غزة إلى سيناء ، أو كما يدعي الرئيس السيسي . ببساطة لان سلطة عباس تسمع الكلام ، بعكس حماس التي ترفع رايات المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي .
وكفى بنا حاسبين !https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gifhttps://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gifhttps://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gifhttps://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif