قمة بين الرئيسين البشير وسلفا كير في أديس أبابا لتحريك المفاوضات بين البلدين… اجتماع ثلاثي مغلق بالقصر الرئاسي الإثيوبي يضم ديسالين وأمبيكي


أديس أبابا – لندن: «الشرق الأوسط»
بدأ الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير أمس في أديس أبابا محادثات منفصلة تمهيدا لعقد قمة بينهما تهدف إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية والاقتصادية التي وقعا عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي ولا تزال حبرا على ورق، وتذليل الخلافات الخطيرة التي لا تزال قائمة بين البلدين.
وعقد الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين وثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى اجتماعا ثلاثيا مغلقا بالقصر الرئاسي الإثيوبي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أمس. وعقب هذا الاجتماع الثلاثي تم لقاء مماثل بين رئيس دولة الجنوب سلفا كير ورئيس الوزراء الإثيوبي ديسالجين وثامبو أمبيكي. وتهدف هذه الاجتماعات إلى تشاور الوسطاء بين الطرفين حول موضوع أجندة القمة المرتقبة بين البشير وسلفا كير والمتعلقة بتسريع تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان الموقع في سبتمبر الماضي. ولم تعلن تفاصيل جدول أعمال القمة التي ستجمع الرئيسين، لكن وكالة الأنباء السودانية الرسمية أعلنت أن الرئيس البشير موجود في أديس أبابا ليومين.
وبقي موعد القمة ثابتا رغم اتهامات جديدة لجيش جنوب السودان الذي أكد أن قوات الخرطوم هاجمته الأربعاء في منطقة حدودية في شمال غربي أراضيه. وهذه الاتهامات قد تعيد إثارة التوترات بين البلدين اللذين خاضا لعقود حربا أهلية ويقيمان علاقات متوترة منذ انفصال الجنوب في يوليو (تموز) 2011.
وكان توقيع اتفاق سلام في عام 2005 أدى بعد ستة أعوام إلى انفصال جنوب السودان عن السودان. وقد وضع هذا الاتفاق حدا لسنوات طويلة من الحرب، لكنه ترك مسائل عدة عالقة وبينها تقاسم الموارد النفطية وترسيم الحدود ووضع رعايا كل من الدولتين على أراضي الدولة الأخرى ومستقبل منطقة آبيي النفطية. وتحولت التوترات الناجمة من هذه الخلافات إلى معارك شرسة على الحدود في بداية 2012. ما دفع إلى الخشية من استئناف نزاع واسع النطاق. ومنذ ذلك الوقت، يمارس المجتمع الدولي ضغوطا لكي تقوم الدولتان بتسوية خلافاتهما.
وفي سبتمبر الماضي، اتفق البشير وسلفا كير على وسائل استئناف إنتاج النفط من جنوب السودان الذي يتوقف تصديره على أنابيب النفط في الشمال والذي أسهم قرار جوبا بوقفه منذ يناير (كانون الثاني) 2012 على أثر خلاف مع الخرطوم، في توجيه ضربة قاسية لاقتصاد البلدين. وتنص هذه الاتفاقات أيضا على إقامة منطقة فاصلة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة. لكن الإنتاج النفطي لم يستأنف حتى الآن وتبقى مواقف البلدين مجمدة بشأن آبيي، المنطقة التي تبلغ مساحتها مساحة لبنان ويطالب البلدان بالسيادة عليها.
وكان فيليب اقوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي قد اتهم أول من أمس سلاح الجو السوداني بقصف منطقة راجا في شمال غربي دولة الجنوب، مضيفا أن المنطقة الحدودية نفسها شهدت أيضا معارك بين جنود من البلدين.
لكن في غمرة كل ذلك، سعى برنابا ماريال بنجامين المتحدث باسم حكومة جنوب السودان إلى الطمأنة، مؤكدا أن الرئيس سلفا كير سيزور أديس أبابا الجمعة أيضا.
وقال: «نريد السهر على تطبيق الاتفاقات الموقعة بالكامل».
وتجنبا للتعليق على الاتهامات الجديدة لجيش جنوب السودان، أكدت وكالة الأنباء السودانية لاحقا وجود الرئيس البشير في العاصمة الإثيوبية، حيث مقر الاتحاد الأفريقي الذي يقوم بوساطة بين الدولتين.
وكانت الوكالة ذكرت أن البشير «سيلتقي رئيس جنوب السودان سلفا كير لبحث مشاكل قائمة وتسريع تطبيق اتفاقات التعاون الموقعة من قبل الرئيسين في سبتمبر». وشجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته الرئيسين «على معالجة نهائية لكل المشاكل العالقة» وبينها مشاكل «الأمن وترسيم الحدود والوضع النهائي» لمنطقة آبيي. وأعربت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني – زوما بدورها عن الأمل في أن تتيح هذه القمة «للرئيسين الاتفاق على الطرق والوسائل الفضلى لتجاوز الصعوبات التي سيواجهانها أثناء تطبيق الاتفاقات التاريخية» الموقعة في سبتمبر الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *