*لازالت العملية تحتل مركز أعظم عملية عسكرية ونوعية على الإطلاق *:
***
**بقلم_ :بدرالدّين_ عُشـر_
السبت الموافق ٩/مايو٢٠٢٠م*.***
تمُرٌ علينا الذكرى الثانية عشـر ،لعملية الـذراع الطــويل الذي يوافق مثل هذا اليـوم ،العاشر من مايو /ايّار ٢٠٠٨م ، التي نفذتها جحـافل حـركة الـعَدل والمُسـاواةالسُـودانيـة ،بقيادة مؤسس الحركة الشهـيد الدكتور خليل إبراهيم محمد ، بعد إنْطَلاقِها من أقاصـي شمال دافـور ، غربي السـودان ، مُسـتهدِفة العاصـمة السـودانية الخُرطُـوم .
تُعتـبر هذه الخطـوة البطولـية والجريئة جداً من أعظم العمليات العسـكرية و النوعـية ،على الإطـلاق وعلى مر التأريخ لم تُنَـفّذ عَملِية مماثلة من ذي قبل أو بعدها على الأقـل حتى الآن ، سـواءً كانت من قِبل الحركات الثـورية التحـررية المُسلحة في إفـريقيا ، أوـ أياً من جيـوش دول العالم .
وعِندَمَا يُوصف هذه العمليةُ بنادرة الحدوث ولم يك وصفاً مُبَالغٌ فِيه ويعودُ ذلك إلى تِلك السِمَات التَراتيـبية الممتازة الـتي إتبعتها قيادة الحركة ،بدءً من إتخاذها لهذا القرار الشجاع رغماً عن وجود تحديات كبيرة ماثلة أمامها ،وجاء ذلك إنفاذاً لتوصيات المؤتمر العام الرابع للحركة ،الذي إنعقد بالأراضي المُحررة في الفترة مابين ١٨من أكتوبر الى ٢٢إكتوبر/تشرين الأول ٢٠٠٧م .
ووقتئذٍ هتف المؤتمِرون بهتافٍ قوي وبصوت عالٍ وجهور كـل القوة.. الخرطوم جوه …..عدالة في كلام مافي ،وهذه الكلمات الصادقة كانت بمثابة البوصلة الحقيقة لعملية الذراع الطويل.
حيث ردد معهم الشهيد الدكتور/ خليل إبراهيم محمد، هذا الهتاف ولسان حاله يقول سوف أنفذ لكم ما تطلبون لطالما خرجنا لأجل إرساء قيم العـدل والمساواة مابين جميع مكونات الشعب السودان.
وسيكون ذلك قريباً وقريباً جداً؟ ، حيث أعلن أمامهم بتنفيذ العملية خلال خطابه واعداً إياهم ومُبشراً عـبرهم الشعب السوداني قاطبة، بمافيهم الأعداء قِبل الاصدقاء بتنفيذ هذا المطلب المشـروع ، الذي يتسقُ تماماً مع الإستراتيجية التي إتخذتها الحركة في نقلِ حربها من أطراف الهامش إلى مركز إتخاذ القرار ،.
والجدير بالذكر أن هذا القرار الذي أُتخذ في منتصف اكتوبر/تشرين الأول / ٢٠٠٧م يدحض إفتراءت وزعم النظام البائِد وأصحاب الأقلام الصدئة ،التي تَدّعِـي بأن الحركـة نفـذت العملية بتـوجيه، من الرئيس التشـادي إدريـس دبي ،رداً على الخرطـوم لدعمها المعارضة التشادية في محاولة هجومها على العاصمة التشادية أنجميا .
وعلاوة على الإِعْدَاد الجيد ،وشجاعة قيادة الحركة في إعلانها الذي سبق العملية تزامناً مع تحرك قوات الحركة على إمتداد الصحراءٍ القاحلة التي تقدر مسافتها لأكثر من ١٥٠٠كلم مع إستمرار القصف الجوي التي نفذها سلاح الجو السوداني حتى وصول القوات الى تخوم مدينة أم درمان ، وذللك بإصرار الأبطال وعزيمة الأشاوس التي لم ولن تلين بل زادتهم القوة في الإِقدَام المصحوب بحماسة الشُجعان .
ولمعركة أم درمان حكاية أُخرى حيث كانت فتحاً وبشرىً لإستعادة بارقة الأمل المفقود لدى الشعب السوداني وكذلك كانت معركة أخلاق وكرامة إنسانية أكثر من كونها معركة عسكرية ،حيث أستقبلت الجماهير قواتها وإلتأمت المقيصيصات شوارعها وإرتفعت الهتافات والزغاريد حتى بلغت علوها قصر الطاغية على الضفة الأخرى للنيل و مظاهر الفرح طاغية على كل شيئ ،حيث تتقاطر الفواكه والمياه المعدنية على متن السيارات ثم أشترى الجنود أغراضهم من حر أموالهم لم يستهدفوا مدنياً واحداً ولم يطلقوا عشوائياً وانعدم روح الانتقام والتشفي الذي ظل النظام يروج له في تشويه صورة الحركة وهذه الصفات الجديدة والدروس المستفادة في قاموس العمليات العسكري جعلت أحد السناتورات الولايات المُتحدة الأمريكية قال لوفد من الحركة الذي زار الولايات المتحدة بعد العملية قال يجب أن يُدرس عملية الذراع الطويل في المعاهد العسكرية على نطاق العالم.
وعلى النقيض إرتكبت أجهزة أمن النظام البائد إنتهاكات جسيمة في حق الأبرياء على أساس جهوي وعنصري بغيض من قتل وإعتقالات تعسفية وتنكيل ولم يسلم من ذلك حتى الأطفال،كما أُغتيل الأسرى أمثال الشهيد البطل جمالي حسن جلال الدين ورفاقه،وهناك أسرى مفقودون حتى الآن مصيرهم مجهول ،وعلى الحكومة الإنتقالية عدم التماطل في إطلاق سراح جميع الأسرى والكشف عن مصير المفقودين عاجلاً ويجب فتح تحقيقات شفافة مع من كانوا على رأس هذه المؤساسات الأمنية للوصول الى فك هذا اللغز الذي إستمر طويلاً من دون أي مسوغ قانوني .