{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33
تعود تفاصيل القضية الى شهر ابريل من العام 2011 حينما هاجمت مجموعة من قطاع الطرق تتبع لمليشيات الجنجويد يتستعين بهم الوالي كبر في تامين طريق كبكابية الفاشر , هاجمت المجموعة بنك النيليين بكبكابية وكانت تستهدف الى جانبه البنك الزراعي لتمويل انشطتها الاجرامية بعد ان عجز الوالي عن توفير التمويل اللازم للجماعة . تصدى للمجموعة حراس البنك الى جانب عدد من المواطنين استشهد علي اثر الاحتكاك المسلح حارس البنك الشرطي حمادة جميل من قبيلة التاما واصيبت طفلة الى جانب عدد خمسة من المواطنين بجروح خطيرة .
تمكن المواطنون من مطاردة الجماعة والقبض علي بعض افرادها من بينهم رئيس الجماعة نفسه . وتم تسليمه لقوات الشرطة ومع توفر الادلة والبراهين والمستندات واعتراف الجناة صدر الحكم باعدامهم وهنا كان تدخل الوالي اذ ان الجماعة المسلحة تتسيطر بالكامل علي طريق الفاشر كبكابية وتحت رعاية حكومة السودان ممثلة في الوالي كبر والذي كان لا بد له من التدخل لانقاذ رجالات عصاباته عبر الشفاعة في حدود الله التي تقول حكومته انها تحكم بها !!
كانت اولى محاولات الوالي كبر للشفاعة في حدود الله محاولة اغراء والد ووالدة الشهيد حمادة جميل وذلك عبر ابتعاثهم علي حساب الحكومة لاداء مناسك الحج ودفع الدية الا ان والدي الشهيد رفضا العرض وقالا له اننا لا نساوم علي دم ابننا ولا نقبل فيه المال وبالتالي فان مبدأ الديه ايضا مرفوض وانهم قد من الله عليهما من قبل بالحج وان ارادا الحج فعلى حسابهم لا حساب غيرهم ودم ابنهم ..
باءت كل محاولات الوالي بالفشل مما دفعه للاستنجاد بعمدة قبيلة التاما ابراهيم سليمان التي ينتمي اليها الشهيد وهو من اعيان القبيلة بالمؤتمر الوطني وكان رد العمدة بانه لن يزج بقضايا اهله في المعترك السياسي وانه لن يستطيع بالصفة السياسية ان يفيد الوالي بشيئا الا عبر افراد الاسرة الاخرين وتم استدعاء شقيق الشهيد من الخرطوم وترهيبه من عواقب اصرار والديه اذ ان المهاجمين لم يكونوا ينوون ابدا قتل اخيه بل سرقة البنك فقط ؟!!!!! هكذا قيل لاخيه دون ان يرمش للحكومة الاسلامية جفن واحد !!
واما الغاية النبيلة للصوص والحرامية قطاعي الطرق في سرقة البنوك لم يستطع شقيق الشهيد ان يصمد كثيرا فأثر علي والده والذي بدوره تحدث حديثا لينا لعمدة القبيلة واعتذر عن قبول الدية مالا في دم ابنه لكنه يمكن له ان يعفو فالصفح خير والجزاء عند الله بعد تهديد الوالي كبر والي المواسير المشهور بعد زيارته الاثنين الماضي لمنطقة كبكابية ..
الان العقبة الوحيدة امام حكومة الارهاب والنهب والقتل بدارفور هي والدة القتيل التي ترفض حتى كتابة هذه السطور العفو عن الجناة .. الان لا هم لحكومة الشريعة الاسلامية غير الافراج عن قطاع الطرق المعتدين علي اموال شعب السودان وارواحه .. وتقف امراة واحدة بقوة ضد هذا الظلم والاجرام .