عندما يذّوب سلام دارفور
خالد تارس
يعتقد المؤتمر الوطني ان استراتيجيتة في دارفور سيكتب لها النجاح لو بدل اتفاق ابوجا باتفاق الدوحة القادم ووضع تجاني سيسي مكان المقاتل مني مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان .! هذا الاعتقاد في تقدير المراقبين لمايدور هوعبث جديد بارادة اهل دارفور السياسية يظهر في مرحلة مابعد انفصال الجنوب.! فلو كررنا قراءة مقال زميلنا الصحفي متوكل محمد موسى لنجد ذات الحقيقة التي ظل يتهرب منها المؤتمر الوطني حتى اضحت ظاهرة للمشاهد . لان ارادة الوطني حينما يوقع اتفاقاً ينهي المواجهة بينة وبين خصومة يضع فاصلة سحرية لعدم التعاطي مع واقع ماكتب وتواثق عليه الجميع.! فالنوايا التي صمم ((الوطني)) عليها تلك المواثيق لم تكن هي النوايا التي توفر الثقة بينة والطرف الذي فتح قلبة على امل ان يوضع مكان الحرب سلام مستدام.. وحينما ننظر لاتفاقية ابوجا على اعتبارها قاعدة لترسيخ السلام في الاقليم المضطرب نلاحظ ان الحكومة ذاهبة في نقض الغزل الذي غزلتة مع حملة السلاح في دارفور بعد جهد جهيد ، وكانى الذي تم من قبل الوسطاء والمسهلين لم يعد شيئاً مذكورا. وفي اشارة زميلنا (المتوكل).. الي نفس الخلل كانى المؤتمر الوطني لايبالي ان يمزق مسودة الاتفاق الذي بشرت بة قيادتة في صيف 2006 مفتاحاً للعملية السلمة في دارفور .. فجاءت البشائر من ابوجا بعد ان بلغ السيل زباة وضاق حال المواجهة بين الخرطوم وحركة تحرير السودان في الغابات وميادين الهلاك.. ويومئذٍ ظل الوفد الحكومي المفاوض برئاسة المرحوم مجزوب الخليفة يبحث السلام في ابوجا على ((فم ثور جائع)).. فسال لعاب الجميع يوم ان وجدت الحكومة نفسها توقع مع أكبر فصال القتال في دارفور.! هذة المفاجئة توقف عندها المرقبون لمسار التفاوض بشدة ، وحتى مجزوب الخليفة نفسة كان يفكر مزهولاً. نعم وليس فحكم ((التكتيكات)) شيئاً غريب حتى تكتمل الأحلام ويحتفل الناس في قاعة الصداقة تحت صخب مكبرات الصوت .. لأن حركة تحرير السودان بقيادة الجنرال مني مناوي التي بصمت بدهاء على وثيقة سلام دارفور يومها هي اقوى الفصائل المقاتلة على الإطلاق.. وعندما تضع هذة الحركة الخطير السلام مكان الحرب بين عشية وضحاها .. موقفاً يجب ان تقدرة قيادة الوطني المركزية تمام التقدير ثم تراجع موقفها السياسي على مايدور بينها الآن والحركة الوحيدة التي جاءت بسلام على دارفور قبيل ثلاثة سنوات. ويشهد الشاهد فقد تبدل خوف الخائفين امنا .. حتى وان لم يكتب الاخ متوكل مقالة الناصح لصناع القرارات في الخرطوم بان المؤتمر الوطني يفكر بغباء فاضح لتمزيق اتفاقية سلام دارفور التي وقعها في ابوجا قبل سنوات كما صرح على هذا والسياق الدكتور ابراهيم غندور.. فغندور على مايبدو انة لايفهم طبيعة العقود والاوراق السياسية الدالة بذاتها الي ((سلام عادل)).. وبالتالي قال كلامة المبتور قبل ان يتأمل احمرار العيون في وجه الاستاذ على عثمان محمد طة .! لاتنفد ولاتلغى كيفما ذكر احد نافزي المؤتمر الوطني إلا اذا كانت قيادة الوطني نفسها كانت تفكر على ذات الشاكلة من التصريحات وتريد بالأحرى إلغاء اتفاق سياسي ملئ بالأجاويد ومرصع بسحب السلام . الصحيح ان الاتفاقيات السياسية المبرة على اخلاق لاتلغى ولاتحمل تاريخ انتهاء ياسيد ((غندور)).! ولوكان نكوص العهود على درجة من التيسير لماذا يكتب الناس عهداً باقي على ظهر التاريخ ولماذا الناس الزمان على ماجنى ، الافضل ان يراجع الوطني موقفة السياسي من اتفاقية ابوجا وان يحدد الخطوات الايجابية للتفاهم مع المجموعة التي ابرمت معة اتفاق بنوايا طيبة .. واذا يأس الوطني من خلق فرص ايجابية لانجاح ماتم على تلك الفصول والفقرات فمن الصعب ان يصنع الوطني بدائل تحقق الاوزان المعادلات الفصلية على المسرح الدارفوري حينما ننظر الي الاتفاقيات التي وقعت مع الجنوب والشرق بدون استراتيجية فذاك هو شر البلية. فمن الداعي لاعادة هذة الخطوات عندما تكون هذة الخطوات غير صائبة بالمرة حتى لا يتعمد الوطني عدم الخلط مابين ابوجا واحترام السيد مني مناوي حينما يظهر هذا الرجل في نهاية المطاف انة الرابط الفعل لمدلول ان تكون اتفاقية ابوجا موجودة سياسياً واخلاقياً على النهج المحفوظ لدى الرأي العام ولدى المشاركون والمراقبون من المجتمع الدولي والمتواجد يومها بمسرح الحدث بالعاصمة النيجيرية.