ثروت قاسم
1- صورة مُعبرة ؟
في يوم الخميس 29 سبتمبر 2017 ، قام السيد الامام بزيارة عائلية للسيد الميرغني للإطمئنان على صحته ، كما توضح الصورة ادناه .
توضح الصورة عدة أمور ، نشير إلى اربع منها أدناه :
واحد :
السيد الامام باسم فهو يتصدق دوماً ببسماته ، وكذلك الدكتورة مريم ، في حين نجد السيد الميرغني صاري وجهه ، وكذلك نجليه .
إتنين :
في عائلة السيد الامام بل في كيان الانصار وفي حزب
الامة ، المرأة مساوية للرجل في الحقوق والواجبات ، وتشارك المرأة الرجال في كل شئ بل تقود الوفود . وبالتالي تظهر الدكتورة مريم في الصورة عادي بالزبادي . في عائلة الميرغني ، المرأة مكانها الغرف المغلقة ، ولم تدخل بعد القرن الحادي والعشرين ، وبالتالي لم تظهر في الصورة .
تلاتة :
تظهر الصورة السيد الامام واثقاً من نفسه فهو امام منتخب من قواعد الانصار ، ورئيس منتخب لحزب الامة في مؤتمره العام السابع . اما السيد الميرغني فهو مرشد لطائفة الختمية بالوراثة وليس الانتخاب ، ولم يعقد حزبه مؤتمراً عاماً منذ الستينات .
اربعة :
السيد الامام معارض لنظام البشير كما كان معارضاً لنظام النميري ونظام عبود ، فهو معارض كل حكومة شمولية ، بعكس السيد الميرغني فهو مشارك اصيل في نظام البشير ، ومن قبله في نظام نميري وفي نظام عبود ، فهو شعب كل حكومة .
خمسة :
السيد الامام ابو الكلام وكتاب مفتوح يمكن ان تقرأه سطراً سطراً ، بعكس السيد الميرغني فهو صندوق اسود من نادي صم بكم عمي ، ولا يكاد يبين ، كما وصفه الصحفي صديق محيسي .
2- عذاب المخدة ؟
إنتهى شهر رمضان الغربي الذي يوافق شهري يوليو وأغسطس من كل عام افرنجي ، وبدأ شهر سبتمبر الذي يعلن بداية سنة العمل والانتاج . ولكن يمثل شهر سبتمبر شهر الإحباط والتوتر النفسي للرئيس البشير لسببين في كل سنة ، ولثلاثة في هذه السنة بالذات ، كما سوف نحاول تبيانه في النقاط التالية :
اولاً :
+ في شهر سبتمبر من كل عام ، يجتمع في نيو يورك رؤساء العالم ، كلهم جميعهم ، ليشهدوا منافع لهم ، ولأوطانهم ، خلال إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة . الرئيس البشير الرئيس الوحيد في التاريخ الانساني الذي لا يمكنه المشاركة في سوق عكاظ الاممي ، بسبب أمر القبض الصادر ضده من محكمة الجنايات الدولية في مارس 2009 ويوليو 2010 ، لتهم تتعلق بإبادات جماعية ، وجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم حرب إرتكبها الرئيس البشير ضد شعبه في دارفور .
في شهر سبتمبر من كل عام يشعر الرئيس البشير بأنه منبوذ من المجتمع الدولي ومن زملائه الرؤساء ، فيشعر بالإحباط والتوتر النفسي .
قلتم آنى هذا ؟
قل هو من عند الرئيس البشير .
ثانياً :
في شهر سبتمبر من كل عام ، يتذكر الرئيس البشير الابادات الجماعية التي اشرف على إرتكابها ضد مواطنيه في دارفور ، فيشعر بالخزي والندامة ، ويتذكر الظالمين الذين ورد ذكرهم في الآية 37 في سورة فاطر :
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ …
ثالثاً :
اسر الرئيس البشير لخواصه انه يعاني طيلة شهر سبتمبر من عذاب المخدة ، الذي هو بمثابة عذاب القبر له . طيلة شهر سبتمبر ، يصاب الرئيس البشير بالأرق ، وهو يقلب رأسه على المخدة يمنة ويسرة ، وهو يتحسر على كونه من الأخسرين اعمالاً ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعاً ؛ فحبطت أعمالهم ، فلا يقيم سبحانه وتعالى لهم يوم القيامة وزناً . كذب الرئيس البشير بالحسنى ، فيسره سبحانه وتعالى للعسرى ، والويل الويل لمن يسر الله له طريق العسرى .
في ليلة الاثنين 25 سبتمبر 2017 ، ازداد عذاب المخدة على الرئيس البشير ، والعرق يتصبب من على جبهته مدراراً ، فيحيل المخدة الى موية نار كاوية .
ماذا حدث ، يا حبيب ، في يوم الاثنين 25 سبتمبر 2017 ، فأحال المخدة إلى نار كاوية ؟
في ذلك اليوم ، توعد ترامب الرئيس البشير بالملاحقة لإنفاذ امر القبض الصادر بحقه من محكمة لاهاي . جاء ذلك في رد ترامب برسالة مكتوبة على جيمس ماكفرن العضو الجمهورى بمجلس النواب الامريكى والرئيس المناوب للجنة حقوق الانسان بالمجلس ، بتاريخ الاثنين 25 سبتمبر 2017 .
رابعاً :
صار الرئيس البشير غير معني بأي أمر غير أمر القبض … هاجسه الحصري .
مثالاً وليس حصراً ، نشير إلى اربع أمور لا يعيرها الرئيس البشير أدنى إهتمام :
واحد :
في نفس رسالة ترامب المذكورة أعلاه ، ألمح ترامب برفع العقوبات الامريكية على السودان نهائياً بحلول يوم الخميس 12 اكتوبر 2017 .
ولكن الرئيس البشير غير معني برفع العقوبات ، فقد تم رفعها منذ يوم الخميس 12يناير 2017 ، ولم يحدث أي تحسن في الاقتصاد السوداني ، طيلة ال 9 اشهر المنصرمة .
حسب الرئيس البشير ، العقوبات الامريكية على السودان مقدور عليها .
اتنين :
الرئيس البشير غير معني بوضع السودان في قائمة الدول الداعمة للارهاب مع ايران وسوريا ( حزب الله ) ، اللتين يخطط ترامب ونتن يا هو لشن عدوان عليهما في القريب العاجل .
حسب الرئيس البشير ، وضع السودان في القائمة الامريكية الارهابية ، والعدوان الامريكي – الإسرائيلي على ايران وحزب الله … أمران مقدور عليهما ؟
تلاتة :
الرئيس البشير غير معني بخروج السودان من قائمة الدول المحظور دخول رعايها إلى الولايات المتحدة الامريكية.
حسب الرئيس البشير ، ذلك أمر مقدور عليه .
اربعة :
الرئيس البشير غير معني بترحيل إدارة ترامب للسودانيين طالبي اللجؤ السياسي للسودان .
حسب الرئيس البشير ، ذلك أمر مقدور عليه .
خامساً :
ولكن الامر الجنن عبدالقادر ، وغير المقدور عليه ، والذي يسبب عذاب المخدة للرئيس البشير … هو أمر القبض .
قال الشاعر الحلمنتيشي يصور عذاب المخدة الذي يعاني منه الرئيس البشير :
اخاف من المخده ساعات الليل
اول ما احط راسي عليها تبدأ الهموم
ما عندي عين تطاوع النوم
بجفوني دمع ساخن يسيل
ويبلل الهدوم .
عذاب المخدة الذي يعاني منه الرئيس البشير ، جاء ذكره في الآية 29 في سورة الكهف :
إنا إعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها . وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ، يشوي الوجوه ، بئيس الشراب ، وساءت مرتفقاً .
ذكرنا أعلاه إن الرئيس البشير غير معني بوضع السودان في قائمة الدول الداعمة للارهاب مع ايران وسوريا ( حزب الله ) ، اللتين يخطط ترامب ونتن يا هو لشن عدوان عليهما في القريب العاجل .
دعنا نستعرض خطط ترامب ونتن يا هو للعدوان الجد جد على إيران وحزب الله ، والعدوان اللفظي على كوريا الشمالية ، كما جاء في تقرير لصحيفة النيو يورك تايمز .
3- صحيفة النيو يورك تايمز ؟
يحدثك الاعلامي المتالق في صحيفة النيويورك تايمز روجر كوهن ، وهو أدرى ، بأن نتن يا هو عاتب على ترامب ، لسببين :
+ السبب الاول أن ترامب يركز شيطنته على كوريا الشمالية التي لا تهدد امن وسلامة اسرائيل ، مما يطلق سراح ايران وحزب الله ، المهددين الوحيدين الباقيين لامن وسلامة اسرائيل .
+ السبب الثاني لعتب نتن يا هو على ترامب ، إن ترامب لم يستعمل مبدأ ايزنهاور ، ويضع حداً فورياً لأزمة قطر ، حتى يركزا ( ترامب ونتن يا هو ) على الحرب على ايران وحزب الله .
نستعرض في النقاط ادناه حتمية عدوان إسرائيل على حزب الله بمساعدة ترامب ؛ وتزامن ذلك العدوان مع حرب ضروس يشنها ترامب على إيران ، بمساعدة نتن يا هو … والتمويل الخليجي المفتوح للحربين ؟
اولاً :
+ مبدأ تشرشل ؟
ذكر نتن يا هو صديقه ترامب بمبدأ تشرشل ، الذي يقول فيه إنه لا يملك رفاهية ان يكون له اكثر من عدو واحد في وقت واحد . وبالتالي فان ترامب يجب ان ينسى كوريا الشمالية وديكتاتورها الطفل ، وأن يركز ، وحصرياً ، على تدمير إيران و( كلبها ) حزب الله ؛ لأن هذا الثنائي صار المهدد الوحيد المتبقي لسلامة وأمن إسرائيل .
صارت الدول العربية تنظر لاسرائيل كحليف ، ونادى ملك البحرين بوقف مقاطعة إسرائيل ، والتطبيع معها ، شعبياً ورسمياً .
ثانياً :
+ حزب الله ؟
يذكر نتن يا هو صديقه ترامب بانه في يوم الجمعة 11 مارس 2016 ، أعلنت الجامعة العربية ( وليس فقط اسرائيل ) حزب الله منظمة ارهابية ، لأنها تهدد امن وسلامة اسرائيل .
لا تؤمن اسرائيل بامكانية التعايش مع حزب الله ، وتخطط ليس فقط لإضعافه عسكرياً ، وإنما لاستئصاله كلياً ، وإخراجه من معادلة السياسة اللبنانية ، لأنه المكون العربي الوحيد الذي يهدد أمن وسلامة إسرائيل .
بدأت إسرائيل التجهيز الميداني لحربها القادمة ضد حزب الله ، وعلى الحاضر ان يكلم الغائب . لم يعد السؤال هل سوف يشن الجيش الاسرائيلي الحرب على حزب الله ، وإنما متى ؟ في الغالب ، بمجرد إنتهاء الحرب على داعش ، سوف تبدأ اسرائيل حربها ضد حزب الله .
في يوم الثلاثاء 5 سبتمبر 2017 ، قام الجيش الاسرائيلي بأضخم مناورات عسكرية من نوعها في 20 عاماً ، اتاحت محاكاة كافة السيناريوهات التي قد يواجهها ، عندما يبدأ حربه ، في القريب العاجل ضد حزب الله . شارك عشرات الآلاف من العسكريين في هذه المناورات التي اُستخدمت فيها سفن وغواصات وطائرات ودبابات ، وتم استدعاء جنود الاحتياط ، وكأن الجيش الإسرائيلي يخوض حرباً حقيقية ضد حزب الله .
ثالثاً :
+ إيران وحزب الله ؟
يجاهد نتن يا هو ، بمساعدة اركان حربه في الحزب الجمهوري واللوبيات الصهيونية في واشنطون ، في إقناع ترامب بالتنسيق بينهما لإنفاذ خطة لتدمير ايران وحزب الله في آن .
حسب خطة نتن يا هو ، تتكفل إسرائيل بالعدوان على حزب الله وتدميره من جذوره ، بينما يشن ترامب حرباً متزامنة ضد إيران ، لا تكتفي بتدمير برنامجها النووي ، وإنما تواصل الحرب عليها إلى أن يتم تغيير النظام فيها ، إلى نظام حليف لإسرائيل ، كما كان نظام الشاه .
ويمكرون ، ويمكر الله ، والله خير الماكرين .