ثروت قاسم
[email protected]
https://www.facebook.com
صلبطة القرن ؟
دعنا نبدأ من الآخر كما يقول اولاد بمبة ، وليس من طقطق كما يقول السوادنة .
اربطوا الاحزمة واحبسوا انفاسكم وتوكلوا على الله واسمعوا وعووا صلبطة القرن من الرباطة اولاد العم سام على الرئيس المحبوب حمدوك وحمدونا وحمدوه .
في يوم الاربعاء 4 ديسمبر 2019 ، في واشنطون ، طالب اعضاء في الكونغرس الامريكي الرئيس حمدوك بتعويض عائلات ضحايا عدوان تنظيم القاعدة على المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن في يوم الاحد 15 اكتوبر 2000 .
احتوى طلب اعضاء الكونغرس على اربعة مكونات ، كما يلي :
واحد :
يتكرم الرئيس حمدوك بالموافقة على دفع مبلغ 35 مليون دولار كتعويض لعائلات 17 من البحارة الامريكان الذين ماتوا في عدوان تنظيم القاعدة على المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن في يوم الاحد 15 اكتوبر 2000.
لاحظ جيداً الموافقة على الدفع … وليس الدفع .
اتنين :
يتكرم الرئيس حمدوك بالموافقة على دفع مبلغ 314 مليون دولار كتعويض لعائلات 165 من البحارة الامريكان الذين جرحوا في عدوان تنظيم القاعدة على المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن في يوم الاحد 15 اكتوبر 2000.
ضع خطين على الموافقة على الدفع … وليس الدفع .
تلاتة :
سوف تتطوع ادارة ترامب باسترداد كل وجميع الاموال المنهوبة من الشعب السوداني طيلة الثلاثينية السوداء ، بما فيها 9 مليار دولار باسم الساقط البشير في بنك لويدز في لندن ، و25 مليون دولار باسم المرحوم المهندس سليمان ابن البرفسور ابراهيم احمد عمر في بنك لويدز في لندن ، و572 مليون دولار باسم وداد بابكر في بنك دبي الاسلامي في دبي ، و119 مليون دولار باسم العباس حسن احمد البشير في مصرف الاناضول في استانبول ، ضمن مئات الحسابات البنكية الاخرى التي تفور بالاموال المنهوبة … كما اظهرت رسائل الويكيليكس .
سوف تسحب ادارة ترامب مبلغ تعويض عائلات المدمرة كول 349 مليون دولار من هذه المبالغ المنهوبة والمستردة ، وتحول الباقي لخزينة حكومة الرئيس حمدوك ؟
اربعة :
بعدها يكون الرئيس حمدوك من المقربين ، ويستعد للفصل الثاني والثالث من مسرحية القرن ؟
طمأن الرئيس حمدوك اعضاء الكونغرس وعبرهم عائلات ضحايا هجوم تنظيم القاعدة على المدمرة كول ، وقال نصاً :
… إن الأمر يعالج من قبل فريق الحكومة السودانية المكلف بالتعاطي مع المسائل المختلفة حول الملف، وأن التوصل إلى تسوية واتفاق في هذا الصدد مهمة ( ممكنة ) و( قابلة ) للتحقق … نحن لا نجزم بأن الوضع مثالي، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح.
عجيبة وغريبة ؟
هل يعترف الرئيس حمدوك ، ولو من ناحية المبدأ ، بان حكومة السودان مسئولة مسئولية مباشرة عن العمليات الارهابية التي يقوم بها تنظيم القاعدة ، وإنها بصدد التوصل الى تسوية مع عائلات ضحايا العملية الارهابية التي قامت بها القاعدة ضد المدمرة كول في عدن ، ( وأن التوصل إلى تسوية واتفاق في هذا الصدد مهمة ممكنة وقابلة للتحقق ) ، كما أكد الرئيس حمدوك لاعضاء الكونغرس ؟؟؟؟
ومادام حكومة السودان تعترف اليوم ، ولو بطريقة غير مباشرة ، بمسئوليتها عن العملية الارهابية التي قام بها تنظيم القاعدة في عدن ، فيمكن للامريكان مد الخط على استقامته ، ومطالبة الرئيس حمدوك الوصول الى تسوية غداً مع عائلات ضحايا تفجير تنظيم القاعدة لسفارتي امريكا في نيروبي ودار السلام ، والوصول الى تسوية بعد غد مع عائلات ضحايا تفجير تنظيم القاعدة لبرجي التجارة في نيويورك ؟
اليس الفاعل في هذه العمليات الثلاث واحد ؟ واشمعني كول وليس السفارتين وليس برجي التجارة ؟
دقيقة من فضلك ولا تذهب بعيداً واقرأ الآتي :
في يوم الاثنين فاتحة ابريل 2019 ، رفضت المحكمة العليا الامريكية قبول طلب عائلات 17 من البحارة الذين ماتوا في عدوان القاعدة على المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن في يوم الاحد 15 اكتوبر 2000.
وكانت هذه العائلات قد طلبت تعويضاً من حكومة السودان بمبلغ 35 مليون دولار ، مبررة طلبها بالعروة الوثقى التي تربط حكومة السودان بتنظيم القاعدة .
كما رفضت نفس المحكمة العليا طلب تعويض بمبلغ 314 مليون دولار ، طلبته من حكومة السودان عائلات البحارة الذين جرحوا في عدوان القاعدة على المدمرة كول .
بررت عائلات البحارة الجرحى طلبها التعويض من حكومة السودان لان حكومة السودان وتنظيم القاعدة ، كما احمد وحاج احمد .
بررت المحكمة العليا رفضها قبول طلبات تعويض حكومة السودان لعائلات البحارة الذين قتلوا وجرحوا في عدوان تنظيم القاعدة ضد المدمرة كول ، ليس لانه لا علاقة بين تنظيم القاعدة وحكومة السودان ، ولكن بسبب إجرائي بحت . بررت المحكمة العليا رفضها ،لان هذه العائلات قد قدمت طلبها التعويض لسفارة السودان في واشنطون ، وكان المفروض ، قانوناً ، ان تقدمه لوزير الخارجية السوداني في الخرطوم ؟
ونزيدك كيل بعير .
في يوم الجمعة 23 سبتمبر 2016 ، اكدت محكمة الإستئناف في نيويورك حكمها الصادر ، قبل سنة ، في يوم الاربعاء 23 سبتمبر 2015 ، وقبلها حكم محكمة الموضوع ، والذي يلزم حكومة السودان بدفع غرامة مقدارها 349 مليون دولار كتعويض لعائلات ضحايا عدوان تنظيم القاعدة ضد المدمرة كول في ميناء عدن . بررت محكمة الموضوع ومحكمة الاستئناف في نيويورك احكامهما الملزمة لحكومة السودان دفع التعويض المطلوب لان تنظيم القاعدة يمكن اعتباره مكون من المكونات الارهابية التي تحتضنها حكومة السودان ، كما في محاولة حكومة السودان إغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في اديس ابابا في عام 1995 .
ولكن في يوم الاثنين فاتحة ابريل 2019 ، بررت المحكمة العليا رفضها للاحكام الصادرة من محكمة الموضوع ومحكمة الاستئناف لاسباب اجرائية ، وليس لنفي الصلة بين تنظيم القاعدة وحكومة السودان .
عند وصول السفير الامريكي الجديد الى الخرطوم سوف يحمل طلب عائلات ضحايا تفجير تنظيم القاعدة للمدمرة كول التعويض من حكومة السودان الى السيدة وزيرة الخارجية في مكتبها في الخرطوم … كما افتت المحكمة العليا الامريكية . وإذا استلمت الوزيرة الطلب ، فسوف تبدأ الاجراءات من جديد مع المحكمة العليا ، التي سوف تبصم بالعشرة على حكم محكمة الموضوع ومحكمة الاستئناف في نيويورك ، والذي يلزم حكومة الرئيس حمدوك بدفع قيمة التعويض 394 مليون دولار لعائلات ضحايا تفجير المدمرة كول .
بعدها تبدأ وزارة الخزانة الامريكية في ابتزاز البنوك في لندن ودبي واستانبول وماليزيا لاسترداد الاموال المنهوبة من الشعب السوداني بواسطة الابالسة الكوزجويد خلال الثلاثينية السوداء .
وسوف تنجح وزارة الخزانة الامريكية في مساعيها .
نعطيك مثالاً وليس حصراً تجربة البنك الفرنسي
BNP Paribas
الذي دفع لوزارة الخزانة الامريكية في مايو 2015 غرامة مالية مقدارها 8 مليار و900 مليون دولار لتعامله المالي مع حكومة السودان ، الواقعة تحت العقوبات الامريكية ، والمصنفة امريكياً من الحكومات التي ترعى الارهاب ؟
وزارة الخزانة الامريكية يدها طويلة سلبة ، وقوية كصلب الحديد ، وترتعش امامها البنوك في رياح الدنيا الاربعة ؟
هذا سوف يكون الفصل الاول في المسرحية .
اما الفصل الثاني فسوف يبدأ بتقديم عريضة الى وزيرة الخارجية في الخرطوم ، من عائلات ضحايا تفجير تنظيم القاعدة لسفارتي امريكا في نيروبي ودارالسلام في عام 1998 ، مطالبين بتعويضهم 314 مليون دولار ، اسوة بتعويض عائلات ضحايا تدمير تنظيم القاعدة للمدمرة كول 35 مليون دولار ؟
وبقية تفاصيل الفصل الثاني من المسرحية معروفة للقارئ الكريم .
اما الفصل الثالث من المسرحية فسوف يبدأ بتقديم عريضة من عائلات ضحايا تفجير تنظيم القاعدة لبرجي التجارة في نيويورك في ناين الفن 2001، الى وزيرة الخارجية في الخرطوم ، مطالبين بتعويضهم ثلاثة ترليون وثلاثة مليار دولار ، اسوة بتعويض عائلات ضحايا تدمير تنظيم القاعدة للمدمرة كول 35 مليون دولار ؟
وبقية تفاصيل الفصل الثالث من المسرحية معروفة للقارئ الكريم .
حقاً وصدقاً … لقد كانت زيارة الرئيس حمدوك لواشنطون زيارة تاريخية تفور بالخوازيق ؟
لمزيد من التفاصيل في هذه المسخرة ، يمكنك مطالعة تقرير وكالة رويترز على الرابط ادناه :
https://www.reuters.com/article/us-usa-court-sudan/supreme-court-turns-away-families-of-dead-uss-cole-sailors-in-sudan-suit-idUSKCN1RD2GZ