شريكا الحكم في الخرطوم يتفقان على استئناف حوار القاهرة عقب انتخابات أبريل المقبل
مسؤول سوداني: مصر تعهدت بتوفير دعم عربي وإقليمي ودولي لما نتفق عليه
القاهرة: زين العابدين أحمد ومحمد عبد الرازق
اتفق وفدا حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان برئاسة نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة الأمين العام للحركة باقان آموم، على استئناف حوار القاهرة عقب الانتخابات السودانية المقرر إجراؤها في أبريل (نيسان) المقبل، كما اتفقا على استمرار الاجتماعات بينهما برعاية مصر. وقال مسؤول سوداني إن اجتماعات القاهرة خلقت أرضية صالحة لمواصلة الحوار بعد الانتخابات، وأضاف المسؤول أن «مصر ستواصل جهودها وستصطحب معها الدول العربية وأصدقاءها في المحيطين الإقليمي والدولي لمشاركتها في تحقيق الوحدة والاستقرار في السودان».
وعقب انتهاء الجلسة الثلاثية التي ترأسها الوزير عمر سليمان مساء أول من أمس، بمشاركة طرفي الاجتماع (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)، أثنى شريكا الحكم في السودان على الجهد المصري المبذول وغير المسبوق، مؤكدين على أن هذا الجهد هو المتوقع من مصر باعتبارها الدولة التي بادرت بتناول قضية وحدة السودان على الرغم من الصعوبات المحيطة بها إيمانا منها بأن استقلال ووحدة السودان يعدان دعامتين أساسيتين لوحدة وادي النيل.
وقال الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية عضو وفد «المؤتمر الوطني» في الاجتماعات: «لقد بدأنا نتلمس بعض الخطى العملية لكي نضع برنامجا مشتركا يكون مؤداه تعزيز ودعم وحدة السودان».
وأوضح صديق أن «كل طرف سيعمل خلال هذه الفترة على بلورة رؤيته ومقترحاته للتوصل إلى برنامج عملي وموضوعي للفترة الانتقالية المتبقية تمهيدا لوضع برنامج موحد متفق عليه من الأطراف كافة.. وحتى نعمل بمساعدة الإخوة في مصر وفي الدول العربية»، مشيرا إلى أن «مصر تعهدت وآلت على نفسها أن تستقطب الدعم العربي والإقليمي والدولي لما يتوصل إليه الطرفان من رؤى وبرامج لتعزيز وتقوية خيار الوحدة في السودان».
وأوضح صديق أن «اجتماعات القاهرة قطعت شوطا كبيرا في الاتفاق على كثير من القضايا التي كانت محل نقاش، وألقت بنتائجها الإيجابية على الاجتماعات».
وردا على سؤال حول ما تم التوصل إليه بالنسبة للقضايا الخلافية بين شريكي الحكم في السودان، قال وكيل الخارجية السودانية إن «الجانبين اتفقا على مواصلة العمل لحين الالتقاء مرة أخرى لتلمس القواسم المشتركة وتحديد نقاط الخلاف والعمل معا لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية حتى نجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب».
وحول ما إذا كانت هذه النقاط الخلافية يمكن أن تؤثر على موعد الانتخابات العامة المقبلة، نفى صديق ذلك بشكل قاطع، وقال إنه «على العكس من ذلك، فقد تم الاتفاق على أن تجري الانتخابات المقبلة، والاستفتاء في وقتهما المحدد، وأن يعمل الجانبان حتى آخر لحظة لتقوية خيار الوحدة».
وحول ما إذا كان قد تم الاتفاق على تفعيل عمل اللجان المنبثقة عن اتفاق نيفاشا، قال صديق: «بالفعل لقد اتفق الجانبان على هذا الأمر»، موضحا أن «اجتماعات القاهرة ستكون، إضافة إلى الجهود والآليات الموجودة بين الطرفين».
من جانبه، علق عبد الملك النعيم المستشار الإعلامي بالسفارة السودانية على اجتماعات القاهرة قائلا إن «الاجتماعات التي نظمتها الحكومة المصرية كانت تمثل ورشة عمل لبحث وحدة السودان الطوعية والاستفتاء على تقرير المصير المنصوص عليها في اتفاقية السلام السودانية، إيمانا منها بأن استقرار ووحدة السودان داعمان أساسيان لوحدة وادي النيل».
وأضاف عبد الملك في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «ناقش الطرفان جملة من الموضوعات مثار الخلاف بين الشريكين، التي جاء تناولها بمسؤولية وجدية لتصبح أرضية صالحة وقوية لأن يتواصل الحوار بعد الانتخابات السودانية التي ستجري في أبريل (نيسان) المقبل تحت رعاية مصرية أيضا»، مشيرا إلى أن «مصر ستواصل جهودها في هذا الاتجاه وستصطحب معها الدول العربية والدول التي تربطها معها علاقات في المحيطين الإقليمي والدولي لكي تتحقق الوحدة والاستقرار في السودان».
ووصف عبد الملك هذه الجهود التي تقوم بها مصر بأنها بادرة جيدة ومبادرة قيمة لتحقيق وحدة جاذبة في السودان وكذلك لها مدلولها المنبثق من اتفاق السلام، التي تحتاج إلى رؤية من الشريكين، مشيرا إلى أن الطرفين عبرا عن تقديرهما للجهد المصري غير المسبوق في هذه المبادرة التي تهدف حقيقة لوحدة السودان.