سياســـــــــــــة أقَــــــلِب
موسى الأمين حمودة سعيد
المُتابع اليوم للوضع السياسي يرى إن قاموس الحياة السياسية في السودان قد استقبل مصطلحات راديكاليه انتهازيه جديدة سوف نستطردها في هذا المقال . أصبح الوطن يتآكل سياسيا لأنه مر بحقب أو سينينا نال فيها الكثير من العمليات الجراحية الخطيرة. الذين قاموا بتلك المجهودات ظنوا إنهم قادرين على تغير تركيبه هذا الوطن ليسير بنهجهم المسمى المشروع الحضاري أو الخطة ألخمسيه التي اجتهدا فيها فقها المؤتمر الوطني لكن أراده الله شاءت أن تذهب بتلك المجهودات الدرامية وينكشف للناس إنها فقط نهج جديد في ثوب جديد لحزب متآكل يتخبط هنا وهناك فاقدا لشرعيته ويعيش كابوسا إن كل مؤتمر شعبي هو عدوا للوطن . كثير من الذين أجالسهم فى المؤتمر الوطني يقولوا لي إن المؤتمر الشعبي هو الحزب الوحيد الذي يدرى كيف نفكر ونخطط ,عندما اسألهم كيف تعرفون ذلك, يقولون بأننا كنا في مركب واحد معا, وتأتى اجابتى بان ليس الموضوع إننا كنا جسم واحد ولكنكم تسيرون على نهجنا وكتبنا ومشروعاتنا التي استوليتم عليها نهار الانشطار. يتساءلون لماذا لم ينصب شيخ حسن الترابي نفسه رئيسا للجمهورية عندما جاء بهذه الحكومة . أقول لهم بان الشيخ كان مشغولا جدا بتأسيس ألدوله وبناءها وتمكينها لتصبح دوله رائده . الترابي يسعى أن تكون هناك دوله مواطنه بحيث يحظى جميع مواطنيها بحقوقهم كاملة ويعاملون بإنصاف وعدل ومساواة بغض النظر عن تنوعهم الديني والايدلوجى أو اختلاف ألسنتهم وألوانهم . لذلك إذا تسلم الشيخ حسن حينها المسوليه سوف تشغله عن ذلك المشروع وبالتالي سقوط الدوله. هدف الشيخ حسن هو إن يتفرق للفكر والتخطيط السليم , ولكن بعدما رضع الجماعة من ثديها وامتلاءات الكروش, ظنوا إنه يمكن الاستغناء عن الشيخ لكن أصابتهم اللعنة بعدما حنثوا في القسم والعهد الذي كان بيننا لتتجه بهم المشيئة إلى محكمه الجنايات الدولية نسبه لارتكابهم أفظع الأعمال الوحشية بحق شعب دارفور .
سياسة “أنت ما تقلِب مؤتمر وطني” هي موضوع هذا المقال, الكيزان كثيرا ما يرددون مقولة اقلِب, ويعنون أن تتخلى عن حزبك وتنضم إليهم . سبحان الله أصبح واضحا إن كل من ينضم إلى المؤتمر الوطني يسعى فقط لجلب المال. قال لي احد الكيزان إن بقاءك في المؤتمر الشعبي لن يفيدك وبالتالي لن تستطيع مساعدة أسرتك. في الحقيقة إنا مُدرك جدا للوضع الذي أل إليه الوطن وشعبه. أيدلوجيه انضم لتربح, سياسة ينتهجها المؤتمر الوطني بشده . انك لا تستطيع أن تفرق بين مؤسسه المؤتمر الوطني إذا كانت شركة أو غيره عن مؤسسه ألدوله , مثلا حتى الآن وفي ظل حكومة الو هده وليس الوحدة الوطنية أن تفرق بين مال ألدوله أو مجهودات ألدوله في التنمية وغيرها من مجهودات المؤتمر الوطني . كل شي مؤتمر وطني . لا بارك الله في عيش الفتات والتمني , الله يردينا أن نكون اقويا نعيش على مجهوداتنا وليس على مال الغير .” المؤمن القوى خير لله من المؤمن الضعيف”.
سياسة اقلِب تعتبر مهددا خطيرا للحياة السودانية التي تأسست على التكافل والتعاضد ورزق الحلال. سياسة القصد منها أن كن معي لتغنى وصر ضدي لتشقى . هذا جبروت يضاف إلى رصيد المؤتمر الوطني. أشترا الأنفس لا يجلب إلا ارزقيه وكثره قاده بلا فائدة ولمه تماسيح بدون مياه لتصبح أعداء تفترس بعضها. المؤتمر الوطني يشهد ألان صراعا عنيف بين منسوبيه . الكل يريد أن يحكم والكل يريد أن يغنى والكل يشعر انه موهل للتنافس في اكتساب ود ألسبعه المبشرين بالرزق . هولا ألسبعه يحكى انك إذا نلت ود أو استحسان احدهم سوف تعامل في ألدوله بدون تحفظ وبذلك يأتيك الرزق من حيث لا تحتسب . الانضمام إلى المؤتمر الوطني له شروطه . المؤهلات ليس بالصعبة فقط أن تكون ذو نفوذ في قبيلتك لان الانتماء يفضل أن يكون عبر القبيلة لتسهل عليهم خم البغية . مطامح المؤتمر الشعبي تماثل مع مساعي الرئيس الامريكى باراك ابواما فى جولاته الانخابيه والتي من خلالها عمد على ترديد تعبيرات كثيرة منها ‘ Yes we can ‘ وتعنى ” نعم نستطيع “, نعم نستطيع التغير ونستطيع الصبر فى وجه الظلم والضلال سنين عددا كما تذوق الحزب ومنسوبيه الكثير من العذاب والقساواة والتجريد . لقد تحقق حلم السيد باراك وانخرط في مشروعه الريادي للتغير.’Change’
الامثله كثيرة لوجود قاده فوق العادة للمؤتمر الوطني . خلافاتهم العميقة والمتكررة أصبحت معروفه للعيان. مثلا خلافات قادته في محليه بحر العرب. هذه المحلية الوليدة, محليه انشات بلا أهداف وبدون كوادر جديرة لقيادتها لتصير حبيسة صراع المؤتمرجيه. منذ إنشاءها وحتى ألان لم تشهد اى استقرار سياسي ملحوظ. كل المعتمدين الذين حكموها يفتقدون الاراده الصادقة والمسئولية المطلوبة . محليه بحر العرب راحت ضحية الجهويات التي كادت أن تعصف بها وبكل النسيج الاجتماعي لأهاليها. لقد ذكرت سابقا فى ملتقى علمي بالضعين إن إنشاء المحليات فى دارفور وخصوصا في شرق دارفور يتم بناء على الولاء السياسي والعواطف وليس بناءا على الدراسة ألاستراتيجيه والمعطيات التي من المفروض أن تتوفر في إنشاء محليه ما . المؤتمر الوطني يجب أن يفرق بين الولاء السياسي والتجرد إلى المسئولية الصادقة والمطلوبات عند إنشاء المحليات. لذلك كثير من المحليات ألان لم تسبقها اى دراسة أو المعرفة التامة بديمغرافيتها و طبيعتها. هذه المحليات اسما بلا معنى. لا نريدها أن تكون “لمه محليات بدون فائدة أيضا”.
اقترح إلى الاخوه الجاهدين في لمله جراح هذا الوطن والحادبين على استقرار الوطن واستعاده روحه وهيبته أن يعدوا لنا قاموسا سياسيا وثقافيا شاملا أو نسميها موسوعة السودان الحديث ويتم إدخال كل التعبيرات الجديدة مثل : سياسة اقلِب , فقدان البوصلة السياسية, فتات, أوراق العشر, السد السد, الرد الرد السد ,فرعون السودان , الارزقيه, كيزان , الوعاء الجامع , ملتقى أهل السودان وغيرها ,حتى يحكم الأجيال القادم ما أل إليه الوطن في حضره الكيزان سالبي السلطة.
نسال الله لنل ولكم التوفيق
موسى الامين حموده سعيد
نيالا – سبتمبر 2009م