بسم الله الرحمن الرحيم
سناء… مسار.. خارج المدار
بقلم/ سامي الحساني
[email protected]
تابعنا في اليومين الماضيين الملهاة السياسية التي كان أبطالها من وزارة الأعلام تلك الوزارة التي لم تفلح في تقديم وجه السودان بالصورة اللائقة في العالم. ولذر الرماد في العيون اختلق قائد الركبان فيها معركة في غير معترك.. فقام بإيقاف مدير سونا عوض جادين عن عمله. بل تعدى الأمر إلى محاسبته فنسي هذا الجاهل أنه أجير قد استرعاه أهل الإنقاذ لخدمة مشروعهم الحضاري المشئوم وكان الثمن بخسٍ ((دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ)) فطيلة وجوده وسط الإنقاذيين يناطح الصخور وطواحين الهواء من أجل إرضاء البشير وشرذمته.. وعندما شعر الإنقاذيون بأن ((كلبهم)) ما عاد لعوائه أثر ركلوه ((وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)) ولو كان للرجل مثقال ذرة من عقل لوضع موضوع استقالته واستقالة وزير الصناعة في الميزان السياسي. فاستقالته تم قبولها فوراً واستقالة وزير الصناعة لم تُقبل!!!.
فصراحة استقالة مسار فيها من الرسائل ما فيها، فهي:
أولاً: رسالة لكل تابع في الحكومة العريضة عليه أن يضع في الحسبان إنه سوف يكون يوماً ((على آلةٍ حدباء محمول)) خارج القصر والوزارة فما عليه إلا أن يجتهد لإرضاء سيده الإنقاذي مهما كانت التضحيات.
ثانياً: رسالة لكل تابع إنك مهما جعلت منك الآلة الإعلامية الإنقاذية بطلاً وسياسياً مرموقاً سوف تذهب من حيث أتى بك قطر عجيب الإنقاذي في أول محطة. عندما تضعف مقدراتك في طمس تاريخك السياسي بنفسك.
ثالثاً: رسالة لكل تابع أنه ليس المقصود مسار في شخصه بل الأمر مقصود منه ((إياك أعني وأسمعي يا جارة)). فكل ((تمومة الجرتق)) في الحكومة العريضة بعد هجليج ما عاد هناك حوجة لهم لأن هجليج قد أفادت البشير أكثر من أي شخص آخر.
أما الأستاذة سناء بلا شك سوف يتم توزيرها في أقرب فرصة ممكنة وغالباً ما يتم ترفيعها وحكاية إعفائها من المنصب ما هي إلا تغطية إعلامية ليس إلا.. فهي لا محالة سوف يتم ترقيتها لأنها قامت بالواجب تماماً فصرعت ذلك الرجل المثير للجدل في أول جولة داخل حلبة الصراع الإنقاذي.
وشيخنا عوض جادين لقد عاد على صهوة جواد البشير عزيزاً مكرماً ودخل إلى مكتبه سالماً غانماً واستراح من الطنين والزمجرة التي كان يفعلها مسار.. بل زاد البشير الرجل مكرمة بأن أبعد عنه تهمة الفساد.. وهذه رسالة لكل فرد سوداني أن يعلم بأن أهل الإنقاذ قومٌ معصومون من الفساد المالي!!!
فإذا أراد مسار أن يكمل المشوار ويحفظ كرامته أمام الرأي العام أن يفصح عن فساد الرجل ويوضح لنا بالوثائق والأدلة الدامغة حجم الفساد ولا يركن للتهديات إذا كان هو نظيفاً [وأكاد أشك في ذلك] فعليه عدم الركون للجودية والواسطة حتى يترك الرجل يكمل مشوار فساده الذي مازال مستمر.. فليذكر مسار أي إنسان يحاول أن يحتوي الأمر داخل الغرف المظلمة قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((يَا أُسَامَةُ أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ)) سنن أبي داؤود: 13/17.
أما محاربة الفساد التي أعلنها البشير في أكثر من منبر وشكل لها اللجان ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي، والطبطبة السياسية. ولكن نذكره فإن الذكرى تنفع المؤمنين بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) سنن أبي داؤود: 13/17. فسوف يأتي يوم لا ينفع فيه شيء ((إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)). ونحن كشعب مسكين مغلوب على أمره نقول كما قال لوط عليه السلام بعد أن غلبه قومه ((لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)) فحسبنا الله ونعم الوكيل!!!!.