رسالة الي الصادق المهدي

رسالة الي الصادق المهدي
أسامة سعيد أبو كمبال
اذا ما كنت تطالب بالمسائلة والمحاسبة في هجليج فكيف سيحاسبكم الشعب السوداني على ضياع الديمقراطية ؟
أستمعنا الى خطابك بدار حزب الأمة للأحباب والأنصار حول طبيعة حزب الأمة وبأنه صمام أمان السودان ومسمار النص الذي يربط السودان, وقد عددت المناطق والقبائل ونفوذ الحزب فيها من أول نقطة حدودية بدار فور وصولآ الى آخر نقطة بالنيل الأزرق , وبأنه يشكل حلقة الوصل بين شمال السودان وجنوبه , وشرقه وغربه.
فها هو السودان قد أنفصل جنوبآ ونيران الحرب ما زالت مستمرة في دار فور – كردفان – والنيل الأزرق اضافة لحرب بين الدولتيين كما تراه الآن , وقد يعلم كل سوداني أن الوقود الأساسي لهذه الحروب هم الفقراء من الرعاه والمزارعيين (عضم الظهرالأساسي لجماهيريتك )
في تلك المناطق التي أدعيت بأنها مناطق نفوذ حزبك سواء أن كانوا في الجيش أو الدفاع الشعبي , أما الطرف الآخر فهم نفسهم أبناء الفقراء من الرعاه والمزارعيين في دار فور وكردفان والنيل الازرق فهل سيتبرأ منهم آبائهم وأمهاتهم لأنهم تمردوا؟  وهل تلاحظ أنك  تهنئ نفس القوات المسلحة التي تشردهم وتقتل  أبنائهم المحاربيين والطلبة الجامعيين فأي شعب يهني طغيان عسكري يدمر    حياته ويمزق بلاده ويقتل ويشرد شعبه  فهل يقبل الشعب ممارسات الجيش في دار فور وجبال النوبة والنيل الازرق ليخرج بين ليلة وضحاها في مسيرات مرحآ لذابحه؟ فباي عين تنظرون ؟
أما في حالة الجنوب التي أنفصلت من الشمال  سياسيآ ولن تنفصل أجتماعيآ فهل تطالب السودانيين في لحظة التعامل مع الجنوبيين كأجانب ومحتليين والشعب السوداني يدرك أن المزبوحيين هم فقراءه سواء في شماله أو جنوبه؟ الشعوب لن تفرق بينها خط جغرافي وهمي فرضته ظروف سياسية لحكومات لم تأتي بارادة تلك الشعوب ولم يكن الشعب مشاركآ فيها وأنت أكثر الناس فخرآ بأنك زعيم أكبر طائفة دينية وحزب سياسي في السودان أما كان بامكانك  وبطريقة الجهاد المدني الذي تدعوا اليه أن تقف بمسجد الأمام عبد الرحمن وتطالب أبناء هذه المناطق بعدم الأنسياق لمخططات النظام وتوجه وكلاء الأمام بالدعوة علنآ والأعتصام بالمحليات ضد التجييش والحشد للدفاع الشعبي , بلقاوة – المجلد – بابنوسة – كادقلي – الدلنج – الخ وتوجه وفود مركزية كرئيس الحزب وبعض القيادات من أبناء تلك المناطق بالذهاب لمناطقهم وقيادة الحركة الاحتجاجية على الجانب السياسي ,نعم قد تكون هنالك ضريبة قاسية أقلها الأعتقال ولكن أوليس هذا هو الجهاد المدني؟
فاذا ما كان حدث ذلك فلربما كانت نتائجها كالأتي :-
1/ هزيمة نكراء للحكومة وعدم مقدرتها على التعبئة  السياسية والتنظيمية
2/ التصدي للقبضة السياسية والأمنية في الخرطوم
3/ هزيمة سياسية لدعا الحرب وقيام حركة أجتماعية ذات طابع سياسي للتصدي لدعاوى أي حروب قادمة
4/ دفع الجهاد المدني من أجل أسقاط النظام ودفع جماهير السودان للعصيان المدني .
أما مطالبتكم بالمحاسبة والمسائلة في أحتلال هجليج كما ذكرتم بدعوى أن محاولة أحتلالها كانت معلومة قبل أربعة أشهر ومع أستغرابي للحس الاستخباراتي لديكم  الا أنكم أولى بالمحاسبة والمسائلة لأنكم قد فرضتم وتسببتم في ضياء الديمقراطية عندما أتيتم بالجبهة الأسلامية في انقلاب أشبه بالمسرحية  وقد كان الحديث عنه يتصدر جلسات القهاوي, فقبل أن نتطرق الى سقوط هجليج عليك أن تقف بميدان الخليفة والحساب ولد.
وشكرآ
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *