عبد الله محمد الشيخ-الخرطوم
حمل خطاب الرئيس السوداني عمر البشير الذي ألقاه من ولاية النيل الأزرق في ذكرى الاستقلال عدة رسائل، برأي مراقبين، في مقدمتها نفي الشائعات التي راجت حول اعتلال صحته ودعوة المعارضة وحاملي السلاح للحوار بشأن الدستور في ظل أزمة سياسية واقتصادية تشهدها البلاد، في حين رأت المعارضة أن الخطاب لا يحمل جديدا.
وبحسب القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ربيع عبد العاطي، فإن البشير أكد على أن الحزب “قطع شوطاً كبيراً في توسيع قاعدة المشاركة في السلطة عبر الدعوة لكافة الأطراف الوطنية للحوار والتصالح، وإلى تكامل الجهود بين الرؤى المختلفة داخل الحركة الإسلامية والأطراف الأخرى”.
ويضيف أنه على الصعيد الاقتصادي أشار الخطاب إلى أن “ثورة الإنقاذ الوطني ماضية في التنمية دون إقصاء”، بدليل أنه جدد الدعوة لحملة السلاح (في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور) بالمشاركة في البناء”.
كما بعث البشير -والحديث لعبد العاطي- برسالة سلام إلى دولة جنوب السودان، وأن “السودان قدم الانفصال مهراً للسلام ورغبة في إقامة علاقات طبيعية مع جوبا”.
موجه للحزب
بيد أن عضو الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني المعارض محمد ضياء الدين رأى أن الخطاب أعاد نفس المواقف السابقة للنظام، مضيفا أن الرسالة الأساسية التي أراد البشير توصيلها هي التأكيد على أنه “في وضع صحي جيد”.
واعتبر ضياء الدين أن “رسالة البشير هذه موجهة بالأساس لحاشيته وأعضاء حزبه ولا تعني المعارضة في شيء”، لأن المعارضة على حد قوله “لا تبحث عن تغيير الوجوه بل عن تغيير النظام القائم بكافة رموزه ومؤسساته”.
ويري ضياء الدين في حديثه للجزيرة نت أن الرئيس البشير كرر نفس مواقف نظام الإنقاذ المعلنة حول الدستور والعلاقة مع دولة جنوب السودان، مشيرا إلى أن حديثه عن إنشاء ولاية جديدة في غرب كردفان، سيفرز استقطاباً إثنياً وقبلياً حاداً في المنطقة، وحذر من “أن هناك خللاً كبيراً في النظام الاتحادي القائم حالياً”.
وختم ضياء الدين حديثه قائلاً “إن النظام يخفي ضعفه، ويتوهم القدرة على إرجاع الأمر إلى المربع الأول عهد التمكين”.
الوحيدون بالساحة
ومن وجهة نظر رئيس تكتل “قوى الإجماع الوطني” المعارض فاروق أبو عيسى، فإن البشير أراد التركيز على أنهم “هم فقط، الوحيدون في الساحة، وأننا لن نتغير ولا تنتظروا منا جديداً”. ويضيف أبو عيسى، “نحن في المعارضة نرد على هذه الرسالة ونقول بأننا ماضون في سبيل تخليص الوطن من هذا النظام”.
وكرر أبو عيسى رفض دعوة الرئيس السوداني للمعارضة للمشاركة في كتابة الدستور بسبب ما وصفه بمنهج الحكومة في فرض الدستور، وهو منهج -والحديث لأبو عيسى- “أدى إلى تهميش الأغلبية وأضاع الجنوب وسيفضي إلى ضياع أطراف أخرى من البلاد”.
وقال أبو عيسى إنه قرأ في خطاب البشير “أن هناك توجهاً نحو التمسح بالزعماء الوطنيين، ومحاولة استثمار القبول الواسع الذي تحظى به الرموز الوطنية التاريخية في استدرار التعاطف الشعبي لصالح النظام الحاكم”.
وخلص القيادي المعارض إلى أنه لم يلحظ جديداً في خطاب الرئيس عدا أنه “قدم عرضة (رقصة) جميلة” على مسرح الاحتفال.
الجزيرة نت