رد على مقال (رسالة من دارفور في السودان إلى قطاع غزة في بلاد الشام عبر الحركات المسلحة بدارفور/ إسماعيل احمد رحمة / المحامى / فرنسا)
حسن إبراهيم فضل
[email protected]
إن من أعظم معوقات العمل الثوري في السودان بشكل عام, والدار فوري بشكل أخص , يكمن في سلوك بعض متملقي المواقف ومنافقي المسلك ,الذين انضووا خطءاً تحت لواء هذه القوة الثورية , بمعنى آخر إن كثير ممن انتظموا في صفوف الحركات المسلحة , سواء كان في الميدان أو من خلال ممثليات ومكاتب هذه الحركات الثورية في دول العالم المختلفة , كان الدافع الأساسي لبعض هؤلاء هو الثراء السريع . حيث كان بعضهم يعتقد أن الالتحاق بهذه الحركات إنما هو أقصر الطرق للوصول إلى الأهداف والمطامع الذاتية , من وظائف وغيرها, وقد تحقق لبعضهم بكل أسف.ونسو أو تناسوا , أن الانتظام في أي كيان حزباً كان أو حركة , يستوجب الإيمان الراسخ بمبادئ هذا الكيان .
ولعل كثير من هذه النماذج , سرعان ما لفظتها الثورة المباركة في دارفور, محققة حقيقة كونية راسخة ,في أن التبر يلفظ غثائها , ولعل ما شهدته الساحة الثورية من إعادة للتقييم والتصحيح , رغم أن البعض يسميها التشرذم ,ولكنني أجزم وأقسم صادقاً أن ما حدث للقوى الثورية , وترجل البعض عنها هي نتيجة حتمية لوصول هذه الثورة , لمرحلة النضوج الثوري , مما عجل بعملية الغربلة للنفعيين وكفار العشير وجعلهم يغادرونها غير مأسوف عليهم , ورسخ من خلال تلك العملية مبدأ الهدف هو تحقيق حقوق المقهورين مع نكران الذات والمصالح الضيقة.
ولعل من أكثر النماذج حضوراً ومعبراً عن هذا الصنف النفعي والمتملق ,والذي درج على وصف من قدموا له الرعاية الكاملة, و التي أجزم أنه لم يجدها من الذين يحرضونه اليوم على الثورة المظفرة ورموزها الأفذاذ, ولن ولم يجدها.
فالمدعو إسماعيل رحمة المحامي, وأنا أقول المحامي, لا أدري هل هذه المحاماة , تطاولاً أم مهنة تقتضي الأمانة وتحري الدقة للوصول للحقيقة . المهم درج السيد إسماعيل , بكل أسف على ممارسة براغماتية الانحدار والسقوط والصراخ طلباً للمزيد , وسرعان يكون الرفس للنعمة عندما يصل إلى مرحلة ما قبل التخمة, وهي ذات السلوك الذي يفعله السيد (با دوقل ) وأخواته , وحاش لله أن يكون السيد إسماعيل رحمة كذلك ونربأ به ان يسلك مسلكاً كهذا.
أقول أن المدعو إسماعيل رحمة كان من الذين التحقوا بالعدل والمساواة وقدمت له العدل والمساواة ما لم تقدمه الحركة لأي عضو فيها. من رعاية كاملة وأقول كاملة وهو يعرف ذلك جيداً وحتى هذا المحمول و الكي بورد الذي درج أن يشتمنا به ليل نهار , هو من حر مال الحركة وهو بذلك يحقق ما أشرت اليه من خصال ,وفرنسا التي وصلها , ما كان ليصلها لولا العدل والمساواة , وما يقوم به من سب وشتم لرموز العدل والمساواة , إنما هي بأمر من مستقدميه الجدد ,الذين يسعى هو للتقرب إليهم , ليهنأ أو ليقبض ما يعتقد انه صورة من صور الثورة.
كتب السيد إسماعيل رحمة , عدة مقالات كلها شتم وسب للحركة ,ولكننا من مبدأ احترام العشرة , لم نشا أن نرد ولكن ما ورد من مهاترات من خلال مقالته المعنونة (رسالة من دارفور فى السودان إلى قطاع غزة فى بلاد الشام عبر الحركات المسلحة بدارفور/ إسماعيل احمد رحمة / المحامى / فرنسا)
) الذي جزم فيه وبخطاب انهزامي عاجز يعكس عجزه الفكري والسياسي في مقارعة الحجة بالحجة , و أقسم أن من المستحيل بمكان على قوى التحرر إزالة كيان ما , وهو كان ن أكثر تحديداً حيث قدم حديثه لحركة الإسلامية في غزة ( حماس ) ولحركات التحرر في دارفور.
وأنا أقول للسيد إسماعيل , ليس هناك في الكون شيء يأتيك منحة , وإنما بالكد والعمل والمثابرة والتضحيات , فإن أتتك يا أخي بعض هذه الأشياء دون عناء ,من جهة كريمة كحركة العدل والمساواة فليس هذا مقياساً حتى تقيس عليه الأشياء.
عملية التحرر و الإنعتاق , يستوجب عمليً دءوبا وتضحيات جسام , وما تقوم به قوى المقاومة في فلسطين ,وكثير من دول العالم يعرفون ذلك. فهم يقومون بذلك ولو كانوا يفعلوا ما يقوله المخذلين , والعاجزين لكان حماس اليوم مشتتة أيد سبأ بين دول الشام والخليج ولتحققت دولة إسرائيل التي أراك مشدوهاً بقوتها.
وكذا قوى الانعتاق في السودان ,يؤمنون بهذه الحقيقة لذلك قالوا لكل المرجفين والمخذلين ترجلوا غير مأسوف عليكم.
ان الوعد بالنصر , الذي وصفته بالبعيد إنما هو قريب جداً في نظر الشرفاء , وبعيد لدى العاجزين, نعم الله سبحانه وتعالى وعدنا بالنصر ,وهذا النصر لا يأتي بالتمني والأقوال , إنما جهد وعمل , ثم أن كيف ينطق الحجر وليس من حوله أحد ؟؟؟
أليس نطق الحجر يستوجب أن يكون هناك من يحمل شرف قتل هذا المغتصب ؟؟ وان كنت ترى عدم جدوى وجود المقاومة , من أين لك بمن يخاطبهم الحجر يقول لهم إن هناك شخصاً خلف هذه الشجرة أو تلك ؟
النقطة الأخرى والتي أشار إليها السيد إسماعيل , هوما اسماه هو , سكوت حركات دارفور عما يحدث في غزة , وإنها لم تدين ما حدث !!!
والله إن كان السيد إسماعيل ,لا يقرأ ولا يشاهد وسائل الإعلام , هذا ليس شأن العدل والمساواة , ولا غيرها من الأحزاب والتنظيمات.
حركة العدل والمساواة وغيرها أخرجت بيانات من مختلف مكاتبها مستنكراً فيها قتل المدنيين الأبرياء , سواء في غزة ولا دارفور التي يقاتل فيها الحركة من أجل حماية هؤلاء.
المسألة الأخرى, ما أشرت إليه من تحامل الغرب على غزة أو البشير والعراق ,هذا كلام مستهجن, ومقارنة عرجاء. يا أخي الكريم فضائح أبو غريب العراق , اكتشفتها وسائل إعلام غربية أمريكية تحديداً وذات المنظمات والجهات التي أدانت الإبادة في دارفور أدانت الإبادة في غزة والان تعمل على تحريك دعوة قضائية ضد اسرائيل في الوقت الذي يقف العرب ومطلوبي الجنائية موقف المتفرج, إلا إذا كان السيد إسماعيل يريد أن يذهب الغرب , يقاتل مع حماس ,إويرسل كوماندوس لحراسة المطلوب البشير ليطمأن قلبه على أن هؤلاء بذلوا جهود !!!
النقطة الأخيرة قال السيد إسماعيل رحمة: (يمكن القول بان اية بيان ادانة او خروج مظاهرة تاييد لغزة من السودانيين المقيمين باسرائيل يؤدى الى احراج حركة تحرير السودان او خروج بعض من قياداتها من المكتب السياسى وكذلك ايضاء فان سكوت حركة العدل وصمتها عن الادانه سيؤدى الى احراجها امام حركة حماس الاسلاميه ولا اظن ان الاخ خليل يتمنى ان تنتصر اسرائيل على حركة حماس بمفهوم حق الدفاع عن النفس فهذا التمنى منه يكون ردة وكفر وايضاء هذا السكوت يعتبر مناصرة للكفر فالحركة فى منعطف تاريخى خطير اما ان تؤيد حماس فينكشف عنها قناع المؤتمر الشعبى واما ان تؤيد أسرائيل وتشمت عليها نظام الخرطوم باتهاماته المتكررة لها ولحركات دارفور الاخرى أما أنا فضد حماس بحماقاتها السياسيه وضد أسرائيل بحماقاتها العسكريه ومن الشامتين على الدول العربيه والاسلاميه بخلافاتها الاستبداديه وأيضاء ضد أى استهداف للقبائل العربيه بدارفور)
أنا حقيقة أترك التعليق على هذه الجزئية للقراء ليحكموا , ولكنني أشير لنقطة أخيرة , الدكتور خليل ورفاقه في العدل والمساواة ,هم جزء من مكون كبير اسمه السودان والمجتمع الإقليمي والدولي , مسئولياتهم الأخلاقية والتاريخية , ينبع من إيمانهم بحق كل مقهور في الحرية وأن يكون حراً كما ولدته أمه.
أما كفر أو إسلام الدكتور خليل هذا مرجعه للواحد الأحد, وآمل أن تنأى بنفسك عما لا تفقه فيه , وأعتقد كذلك المحاماة المفترى عليه هذا يستوجب الدقة والموضوعية.
خلاصة القول أن ما أخذ بالقوة لا ترد إلا بها , والحرية تنتزع ولا تمنح , وبلوغ الثريا يستوجب الثبات أولا على الثرى بأسس متينة وقوية , وتحقيق الذات يأتي بالعمل الجاد وليس الأمنيات والسب بالوكالة.
ثم رسالتنا للسيد إسماعيل رحمة أن الخروج والالتزام تحت أي مشروع فكري و ينبغي ان يبنى وينبع من منطلق فكري ومعرفي عميق , بمعنى أن انضم إلى أي حزب سياسي يجب أن يبنى على مدى اقتناع الفرد منا بأطروحاته , ومن ثم إذا اكتشفنا في أي لحظة عدم مواءمة هذه الفكرة لما نحلم به , يمكننا ان نتخلى عنه , ولكن ان نحترم أنفسنا أولا واحترام أنفسنا وعقولنا ينبع يتجلى مراعاة الحسنى في الفراق , ليس هناك من أحد يرغم أحد لتبني فكرة ولكن من أقصى درجات الإفلاس أن نترك نقد المشروع الفكري المعين ونصب جام غضبنا على رموزها أو الأشخاص الذين يتبنون الفكرة.
أخي نتقبل النقد بكل رحابة صدر ونسقي العلقم كل من يتطاول دون برهان أو سند معرفي ومنطقي بناء.
حسن إبراهيم فضل
[email protected]