ما بين سودان البشيرواسرائيل نيتناهو مسافة ومسافات \شاكر عبدالرسول

في الشهر الماضي اصدرت محكمة اسرائلية حكما بالسجن ست سنوات على رئيس وزراء السابق يهود اولمرت, لقبوله رشوة في قضية مجمع عقاري نفذعندما كان يشغل منصب رئيس بلدية القدس , وقال قاضي المحكمة الجزئية في تل ابيب نصا الموظف العام الذي يقبل الرشوة اقرب الى خائن. وفي الاسابيع الماضية ايضا حكمت المحكمة بالسجن على مديرة مكتب اولمرت بتهمة التستر على الخيانة وفي سودان البشيرتحدث اختلاسات كبيرة في الاراضي انطلقت من مكتب امير المؤمنين بولاية الخرطوم و ويتم الحبس على بعض المتهمين بينهم مسئول الحماية بمكتب الوالي ومدير مكتبه بتهمة اختلاس مليارات من الدولارات . لكن بعد ايام قليلة خرجوا جميعا من السجن لانهم اصبحوا” متحللين” ان يسرق الشخص 7مليار دولار من المال العام ويرجع مليارا واحدا فقط الى خزينة الدولة ويخرج من السجن وهو خالص من اي التزام قانوني او اخلاقي لانه” تحلل” هذا بالطبع احسن مرتع للصوص في العالم. رئيس وزراء اسرائيل السابق في عيون القاضي الاسرائيلي خائن, اما هؤلاء الشباب في نظر المشرع السوداني ” متحللين”. وبعد ايام قليلة وعلى غير العادة يامر وزير العدل السوداني باعادتهم الى السجن مرة اخرى, ومن داخل السجن يصرخ الملازم غسان بابكر قائلا: بان الوالي عبدالرحمن الخضر كان على علم بكل التفاصيل بل هو الذى وجهه ليعمل مع ابنه ونسيبه في بيع الاراضي لكن لا احدا يسمع صراخه حتى هذه اللحظة لم نسمع تحقيقا اجري مع الوالى او اقاربه. واضح من القصة بان الوالي ترك الختم والاوراق الرسمية في يد الملازم غسان واعطاه الضوء الاخضر ليعمل مع ابنه ونسيبه اي بصورة واضحة اشتغل يا غسان في تجارة الاراضي مع الاولاد وانا خلوني بعيد. لو لم يكن كذلك كيف يدير الوالي ولاية مثل الخرطوم وهو لا يستطيع ان يحافظ حتى على اختامه واوراقه الرسمية ؟ الم يلحظ امير المؤمنين الثراء الفاحش السريع الذي بدا يظهر على اسرته و مسئولي مكتبه؟ يقول غسان بان عمولته من الصفقة كلها ملياري جنيه فقط اما عمولة ابن الوالي وزوج بنته حوالي 7 مليار دولار . للعلم المبلغ الذى حكم فيه القاضي الاسرائيلي رئيس وزراء السابق اولمرت ووصفه بالخائن وهو 162 الف دولار فقط. هل مازال الاطفال هنالك يدرسون قصة القاضي المسلم الذي حكم لصالح اليهودي في نزاع مع امير المؤمنين على بن ابي طالب كرم الله وجه لعدم كفاية الادلة لدى امير المؤمنين؟ اُن الاوان على التلاميذ ان يدرسوا ايضا قصة القاضي الاسرائيلي الذي حكم بالسجن على رئيس وزراء سابق لانه اخذ الرشوة , مقارنة مع قصة قاضي او وزير عدل سوداني سابق عمل مسهلا في المال العام, وقام بتحويل وضعية المختلس من شخص مجرم الى متحلل. تلك هي اسرائيل التي نعلن الحرب عليها يوميا ومن اجلها نفتح الموانئ البحرية للبوارج الايرانية, ونستقبل في اراضينا اشخاصا انانيين من امثال خالد مشعل وموسى ابومرزوق حيث يكثرون الحديث عن مأساة اللاجئين الفلسطينين, ولا ينطقون بحرف عن السبب الذي دفع الملايين من الشباب يهربون من قمة جبل مرة الى تل ابيب. ما بين سودان البشير واسرائيل مسافة ومسافات هيا نتعلم
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *