نائب برلماني: التعليم متدن والمناهج قائمة على التحفيظ ولا تنمي قدرات التلاميذ
قالت دراسة كُشفت في الخرطوم، إن 40% من تلاميذ المدارس في مرحلة الأساس الابتدائي في مدارس العاصمة الخرطوم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة. وأيد نواب في برلمان ولاية الخرطوم ما جاء في الدراسة، وقالوا إنها تمثل الواقع، وشنوا هجوما عنيفا على الطريقة التي تسير بها العملية التعليمية في الولاية، وقال أحد النواب لـ«الشرق الأوسط» إن التدني أصبح شاملا من التلاميذ إلى الأساتذة إلى المناهج. ويدور الجدل في البلاد حول السلم التعليمي بين من يرون إبقاءه على ما هو عليه الآن 8 سنوات لمرحلة الأساس، و3 سنوات لمرحلة الثانوي العالي، أم العودة إلى السلم التعليمي القديم وهو 6 سنوات للأساس، و3 سنوات للمرحلة المتوسطة، و3 سنوات للثانوي العالي، فيما تجري التحضيرات لمؤتمر للتعليم العام في البلاد قبل نهاية العام.
وفي المداولات، كشف العضو تاج الدين الزين صغيرون عن إعداد دراسة لمستويات مرحلة الأساس أوضحت أن 40% منهم لا يجيدون الكتابة والقراءة، وقال صغيرون في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن هؤلاء الـ 40% هم تلاميذ الحلقة الأولى المعنيون أصلا بالقراءة والكتابة. ويقسم السودان تلاميذ الأساس إلى ثلاث «حلقات» من جملة سنوات مرحلة الأساس 8 سنوات: الأولى تبدأ من «السنة الأولى وحتى السنة الثالثة»، والحلقة الثانية من «السنة الرابعة إلى السادسة»، والحلقة الثالثة من «السابعة والثامنة». وذكر صغيرون أن الدراسة «أظهرت أن تلاميذ الحلقة الأولى يعانون من عدم القدرة على القراءة والكتابة»، وتساءل كيف يتسنى للتلميذ أن يواصل تعليمه إذا لم يعرف القراءة، ويعبر عن ما قرأ بالكتابة، وقال إن المشكلة التعليمية الآن في الجذور، «وعليه يجب أن تعالج من الجذور من المعلم وأولا لأن معلم الأساس تقوم عليه كل العملية التعليمية على مستوى الفصل». وشدد على أن المعلم يحتاج إلى تدريب دقيق لأن الدراسات أثبتت أنه يعاني من مشكلات في طرق التدريس، وقال «هناك الآن مدارس تدرس بطريقة لأن المعلم درس هذه الطريقة وآخر يدرس بطريقة أخرى لأنها هي التي يعرفها». وقال عبد الله تية النائب البرلماني ببرلمان ولاية الخرطوم عن «الحركة الشعبية»، لـ«الشرق الأوسط» إن الدراسة تبدو واقعية «خاصة أنها أتت من شخص إلى وقت قريب يتولى منصب مدير التعليم في الولاية»، وأضاف أن الدراسة «جاءت من الجانب المهني للعملية التعليمية»، وقال إن التعليم في الولاية فيه تدن كبير في مستوى التحصيل «لأن المنهج قائم عل الحفظ والتلقين وليس على تنمية قدرات التلاميذ»، وحسب تية فإن المعلم «أيضا يعاني من الضعف في القدرات لممارسة المهنة بسبب الضعف العام في التعليم في البلاد في السنوات الماضية».
وأقر الهادي عبد العزيز زيدان مدير الإعلام بوزارة التربية والتعليم بالخرطوم بوجود مشكلات في المناهج والمعلمين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة الآن بدأت عملية تدريب واسعة للمعلمين في الولاية، استعانت فيها بمدربين من الداخل والخارج، وأضاف «لكي تحقق العملية النجاح قام والي الولاية بجعل قضية التدريب مركزية على مستوى الولاية، وذلك لضمان تحقيق الكفاءة المطلوبة».
وأنهت ولاية الخرطوم أخيرا مؤتمرا للتعليم العام، خرجت بتوصيات بضرورة مراجعة المناهج، وإعادة النظر في العملية التعليمية، وأقر بوجود ضعف في التعليم، ولاحظ أن عدد المدارس قد تضاعفت في ولاية الخرطوم. وقال النائب تيه إن المشكلة تحتاج إلى مراجعة شاملة تشمل المناهج والمعلمين وغيرها من الأمور التي تتعلق بالعملية التعليمية. وتجري ترتيبات في الخرطوم لعقد مؤتمر عام للتعليم في السودان بغرض إيجاد خطوات لإصلاح التعليم في شتى محاوره. وحسب تية فإن المؤتمر فرصة كبيرة للمراجعة الشاملة، للخروج من المشكلة
الخرطوم: الشرق الاوسط