خفايا لم تنشر عن الساعات الاخيرة قبل سقوط بغداد

غزة-دنيا الوطن – يواصل العميد الركن علي عباس أبو الفضل قائد حركة المقاومة الوطنية وسط وجنوب العراق تقديم شهادته المتعلقة بمسار الأحداث في الأيام الأخيرة التي سبقت إحتلال بغداد، كاشفا هذه المرة الكثير من الأسرار ذات الطابع العسكري.
وفي مطالعته الجديدة والمثيرة يكشف أبو الفضل عن أسرار وخلفيات تنشر لأول مرة خاصاً ‘القدس العربي’ بمطالعة مفصلة أعدها الجهاز المختص في حركة المقاومة العراقية الوطنية ليس فقط لإنصاف المقاتلين والمجاهدين والجيش العراقي، ولكن كما قال أبو الفضل لإبلاغ الحقيقة كما حصلت بدقة بإعتبارها من ‘الأرشيف المقدس الذي يكشف النقاب عنه لأول مرة من قبل المقاومة العراقية’.
وفيما يلي تنشر ‘القدس العربي’ مطالعة أبو الفضل ورفاقه كما جاءت من مصدرها في بغداد مع تدخلات طفيفة بقصد الترتيب فقط:

إنزال جوي قرب أبو غريب

تسارعت الأحداث مع التقدم السريع لقوات العدو نحو بغداد وخاصة بعد فشل خطة أسوار بغداد الافتراضية وتمكنت وحدات مجوقلة (محمولة جواً) من فئة الرينجرز (الجوالة) التابعة للفرقة 101من القيام بإنزال جوي قرب أبو غريب، حيث قامت هذه الوحدات بتأمين مساحة آمنة غرب بغداد بغية تسهيل تقدم طلائع لواء الخيالة الميكانيكي الثالث المعروف بسكوربيونس (العقارب) وهو مكون من 15 ألف جندي مزودين بـ 600 دبابة ابرامز 2 و600 مدرعة مجنزرة من فئة برادلي 3 و1200 عربة مختلفة أخرى ناقلة للجند و200 مدفع هورتر ذاتي الحركة عيار 155 ملم و100 مدفعية صاروخية من نوع م ل ر س التي تولد الواحدة منها نيراناً تعادل نيران سرية مدفعية روسية كاملة، ويواكب ويدعم هذا اللواء 60 حوامة أباتشي 2 لونغ بو هجومية و30 مقاتلة ميدانية من نوع ثاندربولت (الصاعقة) ايه 10 بي المعروفة بقاتلة الدبابات وهذا اللواء ولواء الخيالة المدرع الأول المعروف ببلاك مامبا Black Mamba (أفعى أفريقية خبيثة شديدة السمية) يمثلان هيكلة فرقة الخيالة 18 مضاف لهم فوج الإسناد المدفعي 70 (12000 جندي) وهذان اللواءان يعتبران من أخطر الفرق الخاصة من ناحية قوة التسليح وسرعة الحركة نظراً لقوة النيران الداعمة الضخمة والذكية لهذه الفرق إضافة إلى الكتلة المدرعة والمؤللة المتميزة لهذه التشكيلات مع إمكانية نقلها إلى المعركة جواً أيضاً.
و قد تم وفقاً للحالة الأخيرة للنقل إنزال الكتيبة الأولى المدرعة (5000 جندي) من كتائب لواء العقارب (ثلاث كتائب) وذلك بواسطة حوامات تشينووك (تنقل 50 فرد) للأفراد وطائرات سي 130 هيركليز للآليات الثقيلة (يمكنها حمل دبابتين أو أربع مدرعات) من خلال ازلاقها من ارتفاعات منخفضة جداً على ألواح من خشب خاص بعد ربط هذه الآليات بعدد مناسب ومنتظم من المظلات ومن ثم يتم تهيئتها.
وقد تم بهذا الشكل وخلال أربع ساعات إنزال الكتلة الثقيلة المدرعة وأطقمها بعد أن سبقتها الكتلة المؤللة السريعة الحركة المكونة من عربات وسيارات هامفي وهامر.

مجاهدو خلق لم تقاتل

و كان من المفروض أن تقوم قوات منتشرة هناك من مجاهدي خلق المناهضين للنظام الإيراني بمقاومة هذا الإنزال إلى حد ما، إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث.
وقد رصدت وحدات استطلاع متقدمة تابعة للواء 37 المدرع (5000 محارب) وهو أحد ألوية فرقة الفاروق المعززة (15000 محارب) من فيلق حرس صدام الخاص (فيلق الحسين) قامت هذه الوحدات تحت امرة اللواء مصطفى عزيز الذي تحرك بفطرته العسكرية ودافعه الوطني بعد أن نال التخويل المسبق من قبل القائد المجاهد صدام في حالة انقطاع الاتصال مع القيادة والذي يعتمد على شبكات متطورة من الألياف الضوئية والمخصصة لنمور صدام (حرس صدام الخاص) فقط، أما الذي حدث لهذه الإتصالات أن الأمريكيين استطاعوا بطريقة معينة أن يحددوا أماكن المحطات الليفية التي تفعل الاتصالات الآمنة وعطلتها بقنابل الميكروويف العالية الطاقة E Bomb من فئة HMP وهي النموذج الأقوى من هذه الفئة من خلال طاقة حرة تفوق 10 مليار فولت هوائي.
كانت قوات اللواء المدرع من الحرس الخاص موجودة قرب الرضوانية غرب بغداد، وقد ساهمت الشجاعة والخبرة المميزة لآمر هذا اللواء في جعله يرتجل خطة فيها مغامرة كبيرة وعمل فدائي ولكن تساهم بشكل كبير في تأخير تقدم القوات المعادية نحو مطار صدام الدولي بواسطة جسور الرافد النهري الكبير لدجلة والمعروف بذراع دجلة وكان سقوط المطار في يد العدو يمثل سيطرة استراتيجية متقدمة له.

كشف طائرات سوخوي مدفونة

أما عن سبب لجوء آمر اللواء الخاص إلى هذه المغامرة فيكمن في أن اللواء كان مقطوعا عن لواء الإسناد المدفعي الميداني والصاروخي المتوسط والبعيد المدى، إضافةً لغياب الدعم الجوي حيث كان مخصصاً لدعم هذا اللواء 30 مقاتلة ميدانية قاتلة للدبابات من نوع سوخوي 25 فروغفوت والمدعمة والمصممة لتحتمل حتى 70 إصابة من مدفعية م / ط ومن أعيرة مختلفة، وقد كشف عن هذه الطائرات فيما بعد وهي مدفونة بالرمل غرب بغداد ولم تقاتل وهذا سؤال سيجيب عنه التاريخ يوما ما.
فكان الحل البديل لدى هذا القائد الذكي والشجاع هو دفع كتلة الدبابات المكونة من 300 دبابة مطورة بسرعة كبيرة جداً 120 كم/ س وهي السرعة القصوى لدبابات صدام على أن تطلق أثناء اندفاعها الشديد وهي مجهزة لهذا ومن أبعاد تتراوح بين 7 إلى 9 كم لقذائف صاروخية م/ د من فئة AT-11 Sniper من عيار 125 ملم من خلال سبطانات مدافع هذه الدبابات بحيث يتم توجيهها بعد الإطلاق بالليزر من قبل عناصر استطلاع متقدم بأجهزة إضاءة بالليزر LN الروسية والفرنسية، وذلك بغية إحداث ما يعرف بالصدمة التي تعطي المهاجم زمام المبادرة في المعركة وتوقع خسائر كبيرة وتحدث إرباكاً وتشتيتاً في صفوف العدو قبل الالتحام القتالي على أن تواكب هذه الدبابات مدرعات من نوع ب م ب المجنزرة الخاصة بدعم وحماية الدبابات إضافة إلى نقل عناصر الحماية لهذه الدبابات ضد التهديدات البرية والجوية وبسرعة تصل إلى 100 كم / س بحيث تنقل كل مجنزرة ثمانية عناصر إلى ساحة الوغى ثم تغادر تماماً كما تفعل حوامات نقل الجنود إلى الميدان، على أن يتم أثناء ذلك إطلاق صاروخ م / د واحد على الأقل من نوع كورنت الموجه بالليزر وبنفس الطريقة السابقة ولكن لمسافة تصل إلى 6 كم.
كانت الخطة تستدعي الهجوم من خلف تشكيلات العدو لضمان النجاح وتحقيق الصدمة، وكان التوقيت المعتمد لذلك هو 8.45 مساء من يوم الأحد السادس من نيسان (إبريل) من عام 2003 (6-4 -2003) أي قبل سقوط بغداد بأربعة أيام تقريباً وبدأت المعركة وكان هذا المغوار يقود نمور صدام وهو يقود إحدى هذه الدبابات المندفعة وكعادة الصداميين البابليين كان في الطليعة وقد كان على رأس قائمة الشهداء.
بدأت المعركة لصالح الحرس الخاص حيث كانت نقطة التلاحم منطقة بساتين غرب بغداد استطاعت فيها نمور صدام أن تدمر وتعطب كثيراً من الدروع والعجلات الأمريكية والدروع المميزة المتقاطعة والإلكترونية لدبابات ابرامز 2 والردية (التفاعلية) والمغناطيسية.
وبدأ عمل القذائف المضادة الأمريكية الشديدة الفتك من اليورانيوم المستنفد كرد ساحق ضد نمور صدام حيث كان ذلك السلاح الأمريكي يثقب أعتى الدروع والسيارات والدبابات العراقية كما يثقب السكين الملتهب قالب الزبد بعد أن يولد حرارة من خلال عنصر اليورانيوم المخفف المرفق تصل إلى 5000 درجة مئوية وهي حرارة تصهر وتبخر كل شيء داخل الدبابة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إضافة إلى حشوات الباريوم الحراري بقذائف كوبرهيد Coerhead الجوفاء الموجه بالليزر والتي تدمر وتبعثر أجزاء الدبابة إلى مئات الأمتار بعد ان يصهر حديدها فما بالك بالأجساد البشرية التي بداخلها، ونظراً لهذا التفوق الشديد لدى العدو بالسلاح وأساليب الحماية وظهور عنصر الحماية والدعم الجوي الذي زاد الطين بلة لم يكن أمام نمور صدام سوى اللجوء إلى أساليب الخداع والتضليل في محاولة شجاعة للصمود أكبر فترة ممكنة أمام هذه الآلة المدمرة المخيفة، وكان أهم هذه الإجراءات مناورة الحرق أو التفجير الذاتي التضليلي أو الوهمي ومناورة النينجا التي تعتمد على الاختفاء في الرمل أو التراب بآلية خاصة بعد إطلاق سحب التضليل من الدخان الأبيض والبرادة المعدنية الأمر الذي حجم معدل التدمير في دروع الحرس الجمهوري بشكل كبير وخفف معدل القتل في صفوف النمور خصوصاً بعد أن غادر اثنان من أصل أربعة من الطاقم في الدبابة حيث بقي بها السائق والرامي وحمل باقي الطاقم القواذف الفردية المضادة المباشرة الفدائية أو البعيدة المدى الموجهة.
وقد استخدمت نمور صدام صواريخ م / طارق تطلق من الكتف (ايغلا 1 وايغلا 2) عقدت عمل الطائرات المواكبة والدعم القريب بعد أن انعدمت فاعلية المقاتلات الضاربة في هذه المعركة التلاحمية، كما ساهم رماة م / د بإرباك الآلة المعادية وجعل العدو يتراجع أمام ضربات النمور العراقية الشجاعة.

قنبلة الصدمة حسمت المعركة الاولى

إلى أن ظهر سلاح الصدمة المعادي الذي أنهى المعركة لصالح العدو، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا السلاح هو عبارة عن قنابل نووية من الدرجة 3 وقنابل عنقودية تلقى من طائرات أف 16 وأف 18 وأف 15 تحمل القنبلة منها ست ذخائر فرعية فائقة الذكاء Brilliant تدعى عصيات افكوسكيت تهبط بالمظلات بشكل رأسي وعلى ارتفاع 200 متر تبدأ هذه العصيات من خلال محرك خاص بالدوران بشكل تتقطع معه حبال المظلة وينثر في الوقت نفسه أربعة أطباق أسطوانية تدعى الاسكيت Skeet تدور بسرعة مهولة 54 دورة / الثانية يصحب ذلك الدوران حركة حلزونية تغطي دائرة قطرها 30 متراً وبإمكان هذه الأطباق تمييز الهدف الحقيقي والمزيف والمدمرة من خلال دوائر التمييز للتردد الحراري للأهداف مما يجعلها سلاحاً كارثياً حقاً.
والمثير في هذا السلاح المعقد هو أنه حال وجد هدفه يطلق حشوته الخارقة الحرارية المدعمة باليورانيوم المخفف من أعلى الدبابة أو المدرعة خلال أجزاء من الثانية وفي حالة سبقه إلى ذلك طبق آخر ترك هدفه بحثاً عن هدف آخر وفي حالة لم يجد هدفاً مدرعاً أو آلية كخيار آخر فإنه يتفتت على ارتفاع أقل من مترين ناثراً شظايا بسرعة كبيرة تحطم العربات المصفحة أي الخفيفة التدريع وتقتل الأفراد.
هنا كان البقاء في المعركة أما غير مجد أو ضرباً من ضروب الإنتحار، لذلك آثر الباقي من الحرس الخاص الخروج من المعركة وإعادة تنظيم الصفوف لخوض المعركة من جديد.
وقد تجاوزت خسائر العدو في هذه المعركة الشرسة 400 قتيل وعدداً مضاعفاً من الإصابات المتفاوتة الخطورة إضافة لعشرات الآليات والدبابات المدمرة والمعطوبة.
أما خسائر نمور العراق فوصلت إلى اكثر من 1500 شهيد وعدد غير محدد من الجرحى ودمرت جل الكتلة المدرعة الخاصة باللواء المدرع ‘ قتلانا بالجنة وقتلاهم في النار بقدرة القدير ‘.
وقد ساهمت هذه المعركة التي استمرت بضع ساعات بإنهاك وتأخير تقدم القوات المعادية نحو مطار صدام وأعطي الوقت الكافي لقوات الدفاع عن بغداد لوضع استراتيجية مناسبة للدفاع عن المطار وبغداد بالدرجة الأولى.
وقد سميت هذه المعركة بمعركة ذراع دجلة، أما العدو فأطلق عليها اسم ‘ معركة الليلة السوداء ‘.

الأمريكيون في المطار

دخلت القوات المعادية المكونة من قوات الكتيبة المدرعة الأولى خيالة وكتيبة مدفعية (4000 جندي) تابعة لفوج المدفعية 70، حيث انتشرت هذه القوات داخل المطار وفي محيطه.

اعتمد القادة العسكريون والخبراء العراقيون في تكتيكهم للدفاع عن مطار (صدام الدولي) على دراسة نقاط الضعف والقوة ومحفزات الفعل وردة الفعل ودراسة العامل النفسي المحبط عند العدو، وعلى إعادة استثمار موجودات المطار المدني الاعتيادية.
كان أكثر ما يخيف الجندي الأمريكي هو الغازات القاتلة للأعصاب لدرجة أنه استخدم الدجاج كوسيلة للانذار المبكر، لما يعرف عن هذا الحيوان من سرعة تأثر وردة فعل حيال السلاح البيولوجي والكيميائي تماماً مثل استخدام سمك السلور في التنبؤ المبكر بالزلازل قبل ظهور مقياس ريختر للزلازل.
وقد شاع أن القيادة العراقية استخدمت في معركة المطار الكلاب وربما يكون هذا صحيحاً ولكن بشكل محدود في محيط المطار ضد الآليات المنتشرة حول المطار على شكل كلاب مفخخة مدربة على إيجاد طعامها اسفل الآليات، حيث يوجد على ظهرها صاعق تلامسي يفجر الكلب المفخخ أثناء ولوجه تحت الآلية أو يتم تفجيره عن بعد، كما يمكن استخدامه كأهداف اشغال ريثما تتمكن القذائف السمتية والموجهة م / د من النيل من آليات العدو وذلك لأن هذه الآليات كانت تفتح نيرانها على كل ما يتحرك من شدة خوف طاقمها من مواجهة أولي البأس الشديد (أبطال العراق) وهي الرواية الأكثر واقعية.
ولكن المؤكد عدم استخدام هذه الحيوانات في أتون معركة المطار اطلاقا وكانت عبارة عن حرب اعلامية لا أكثر الغرض منها تشتيت وترهيب العدو، فماذا حدث إذن؟.
لقد اعتمدت القيادة العامة قبل المعركة على عامل التأثير النفسي من خلال عملية التضليل الإعلامي لخلق حالة قلق كبير لدى الأمريكيين من خلال إشارة وزير الإعلام محمد الصحاف إلى المعركة غير التقليدية، وهو يبعث في عقول المحللين العسكريين الأمريكيين الذين انساقوا لدراسة عدة أفكار أولها وأخطرها فكرة استخدام العراق للغازات الكيميائية وهو أمر مستبعد لأن الأوساط الاستخبارية تعلم يقيناً أن صدام في حالة لجوئه لهذا السلاح سوف يعطي أمريكا المسوغ الشرعي بالرد بأسلحة غير تقليدية حاسمة (القنابل النووية التكتيكية وقنابل النيترون المحدودة وغازات الفي اكس الرذاذية الثنائية التأثير القاتلة للأعصاب)، مما جعل هذا الخيار مستبعداً جزئياً.
أما الاحتمال الثاني فهو تفخيخ نقاط معينة بالمطار بمتفجرات قوية وقد توقع الأمريكيون أن تكون هذه النقاط هي الطائرات المدنية الرابضة على أرض المطار أو التلال الرملية الموجودة على مواضع عدة من المدرجات لمنع الطائرات المعادية من الهبوط واستخدام المطار.
وقد فتشت هذه النقاط بحرص ودقة، بيد أن العدو لم يتمكن من إيجاد أي شيء يؤكد شكوكه، فانتقل إلى الاحتمال ما قبل الأخير وهو توقع أن تنفذ الفرق الاقتحامية الأولى والثانية هجمات مباغتة من خلال أنفاق موجودة تحت المطار، ومما زاد من شك الأمريكان في هذا الاحتمال هو إيجاد نفق سطحي في قلب المبنى الرئيسي الخاص بالمطار، وقد تعامل العدو مع هذا الخيار بجدية حيث سدوا فتحة النفق بعد أن وضعوا به سلاح قتل مناسباً.
أما الاحتمال الأخير الذي توقعه العدو فهو إرسال القيادة العامة العراقية لحشود مدنية هائلة تجبر العدو الأمريكي على مغادرة المطار وهذا لم يحدث أيضاً.

هذا ما حصل في المطار

ولكن ما دام كل ما سلف من الاحتمالات لم يكن وارداً في فكرة المعركة غير التقليدية في مطار صدام فماذا حدث بالمطار إذن؟
لقد ركز المخططون والخبراء على إيجاد سلاح صدمة بطرق غير عسكرية اعتيادية بغية تحجيم ردة الفعل المعادية وامتلاك زمام المبادرة بالقتال فكان تجسيد ذلك في استثمار عامل وهم الخوف لدى العدو المنهك من آثار معركة ذراع دجلة التي لم تمحى آثارها من ذاكرته بعد، والأمر الثاني كان يكمن في استثمار مكونات المطار التقليدية بطريقة عسكرية فكيف كان ذلك؟ يمكننا تلخيص هذه المعضلة في الخطوات التالية : –
1. يوجد في المطارات الدولية في العالم ما يعرف بالمرشات المائية الرذاذية أو الضبابية ومهمة هذه المرشات ترطيب الأرض المحيطة بمدارج الإقلاع والهبوط إضافة إلى تشكيل بساط أخضر على هذه البسط يساعد التربة على التماسك بغية منع الغبار والحصى الصغيرة من التطاير ودخول محركات الطائرات المدنية وإحداث مشاكل في ‘السلندرات’ العالية الحساسية (شفرات مراوح صغيرة جداً تقوم بضغط غازات الدفع النفاث داخل المحرك) في هذه المحركات قد تؤدي إلى حوادث كارثية.
و قد قرر المخططون وصل هذه المرشات من خلال وحدات متخصصة بمادة متوفرة بالمطار أيضا غير الماء ألا وهي مادة الكيروسين (وقود الطائرات) الشديد التطاير والاحتراق وخاصة في الحالة الرذاذيه التي تحوله إلى غاز ولكن هذا الإجراء يترافق معه ظهور مشكلتين رئيسيتين الأولى هي لفت غير مبرر لأنظار العدو من خلال آلية العمل المفاجأة هذه إضافة إلى المشكلة الأهم وهي الرائحة القوية لهذه المادة التي سوف تكون بمثابة إنذار قوي لكل من يشم، مما استدعى المخططين إلى التفكير بطريقة تشد الانتباه تماماً وتحيد بنفس الوقت حاسة الشم وهي المشكلة الأكبر، فإلى ماذا توصل المفكرون.
2. لقد قام الخبراء بتصميم دانات هاون من عيار 82 ملم تحدث تجويف أمامي يتخلله تيار هوائي قوي أثناء الانقضاض يقوم هذا التيار بنثر مسحوق دقيق جداً من البلاستيك الخاص بحيث يشكل في الهواء وعلى ارتفاعات معينة سحب دخانية تشبه تلك الناتجة عن غاز الاعصاب، الأمر الذي أجبر العدو على الانشغال بلبس الأقنعة والبدلات الواقية أو الاختباء في آلياتهم المحكمة الإغلاق المصممة للوقاية من الغازات القاتلة وقد تحقق مع هذا الإجراء المتمثل بعملية شد واشغال الحواس عملية هامة هي إعدام الشم من خلال الأقنعة الواقية والآليات المغلقة.
3. تمت العملية بثوان حيث بدأ الانتشار الغازي للكيروسين وبدأت المادة البلاستيكية تقترب من الأرض أكثر فأكثر عندها أطلق وبشكل هندسي ومدروس ومنتظم أيضاً نحو المطار دانات هاون من النوع الحارق أو الملتهب حيث حدثت الكارثة أو الصدمة غير التقليدية، انفجار أو احتراق هائل شمل مساحات كبيرة من المطار تحول به مسحوب البلاستيك إلى محرض رافع للحرارة ثم تحول إلى ما يشبه الطلاء العازل الذي كان له فعل السحر من خلال عزله لهوائيات الاتصال ووصلات المعلومات وصفائح التمييز للطائرات ونظام التمييز بين الصديق والعدو ومحدد الموقع الكوني GPS ô. الخ.
بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى إغلاق فتحات المحركات والفلترات وفتحات التهوية فخنق من لا يريد الخروج وأجبر من لا يريد الاختناق على الخروج، وعزل وأعمى عدسات الرؤية والمجسات الحرارية والموجهات ô. الخ، علماً أن تعطل شبكة الاتصال والتمييز تحيد الطائرات بشكل أكبر مع وجود المعارك التلاحمية. كما تحول على الأرض إلى مادة شبه إسفلتية معيقة للحركة وتحدث انزلاقات، الأمر الذي جعل الوضع مناسباً للحرس الجمهوري والجيش والمقاومين بعد حالة الشلل التي أصابت معظم الآلة المعادية وقد تسبب الإنفجار الهائل الذي نتج عنه حبس حراري وضغط شديد بوقوع خسائر كبيرة جداً وإصابات كارثية في صفوف الغزاة، عندها انقض عليهم أسود العراق كالسباع الجائعة وأمعنوا فيهم القتل.

قصف مكثف للمطار

بعد ذلك النزال الذي خسره الأمريكان، قامت القوات الأمريكية بعملية قصف مركز لمنطقة المطار وما يحيط بها بشتى انواع الأسلحة المحرمة دوليا ودخلت قواتها في مرحلة استعراضية وإرضائية لواشنطن التي كانت تضغط على القيادة الأمريكية في قطر بتحقيق انتصار ولو جزئي. وحينما تدفقت واكتمل عددها قامت القيادة العراقية بتقسيم هذه المنطقة الكمين الى أقسام أربعة. القسم الأول وهو من حدود منطقة اليوسفية وحتى المطار من الشمال يتبع قيادة المجاهدين من المقاومة العراقية ومهمتها في هذه المنطقة محاصرة الأمريكان وقطع الطريق بينهم وبين إمداداتهم. والقسم الثاني من المطار وباتجاه بغداد وهو بيد الحرس الجمهوري والقسم الثالث كان عبارة عن جانبي المنطقتين السابقتين كان تحت سيطرة فدائيي صدام وقوات الجيش العراقي والقسم الرابع منطقة تواجد القوات الأمريكية داخل المطار وهو للفرق الأقتحامية الأولى والثانية ومعهم فرق الشباب الإستشهاديين من المجاهدين العراقيين. وقد بدأت العمليات منذ ليلة احتلال المطار بتواجد قوات المجاهدين في منطقتهم وقيامهم بالهجوم المباغت لخط الإمدادات الممتد من جهة اليوسفية وقد استخدموا في هذا الهجوم الأسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ قصيرة المدى والقنابل من نوع أر بي جي. وقد استغرقت عملية المحاصرة للقوات الأمريكية وعزلها نصف ساعة تم خلالها تدمير طائرة هليوكوبتر وانسحبت القوات الموجودة لحماية ظهر القوات المهاجمة الى اليوسفية.
ثم تلا ذلك مباشرة دخول الفرق الاقتحامية التابعة للقصر الجمهوري والإستشهاديين الذين نكلوا بأعداء الله أيما تنكيل وفي نفس اللحظة قامت القوات الخاصة العراقية الفرقة الأقتحامية الأولى بتفجير ممر سري تحت المطار أدى لخلخلة صفوف العدو الداخلية وبعد تمام الساعة بدأ الهجوم الشامل من قبل الحرس الجمهوري من الأمام والمجاهدين من الخلف وتم الاطباق على الجانبين من قبل فدائيي صدام والمقاتلين العرب وقوات الجيش العراقي وتم تطهير منطقة المطار بالكامل في وقت وجيز توجه خلاله الحرس الجمهوري الى اليوسفية لمحاصرة بقية القوات ولم تستخدم أي أسلحة كيميائية من قبل القوات الغازية. وذلك لعلمها بقرب قواتها من الموقع. وبعد مرور 12 ساعة انسحبت جميع القوات الى داخل بغداد تاركة ًالطريق ممهدة الى المطار مرة أخرى. فبدأت القوات الغازية بقصف منطقة المطار بقنابل قوية جدا كانت تحدث هزات عنيفة للمنازل في وسط بغداد ولا نعلم ما هي هذه القنابل إلا أنها كانت تقصف بها المنشآت في المطار لكي تغطي على فشل قواتها في السيطرة عليه. وقد وكانت خسائرنا 243 شهيدا فقط وأما الأمريكان فإن قتلاهم لا حصر لهم إلا ان القوات التي كانت داخل المطار كانت تقترب من الألفي شخص بمعداتهم ولم يخرج أحد منهم سالما اطلاقا ولأن قوات العدو قد عانت من أهوال المقاومة الشرسة وخاصة عندما قطعوا طريق إمداداتهم قامت بمحاولة دخول العراق وذلك عبر إشاعات تبثها بقنواتها وأكاذيب واصبح من يطالب بدخول الشباب الى العراق يُِتَّهَمْ بأنه يرسل المجاهدين الى المحرقة. ومن يطالب بعدم دخوله يُِتَّهَمْ بأنه يخذل ويحبط ويساند العدو وأصبح من يريد الجهاد بين أمرين أحلاهما مر.

بعد كسب الجولة الأولى في المطار

كان النصر في معركة المطار مؤزر بفضل الله فقد أبيدت معظم القوات التي دخلت المطار على أيدي أولي البأس، ووفقاً لهذه النتائج الرائعة رأت القيادة العامة بقيادة صدام حسين أن ترك باقي تشكيلات العدو المتقهقرة تنسحب، هو بمثابة إعطائها فرصة ذهبية تستطيع من خلالها أن تعيد تنظيم صفوفها وهو أمر فيه مخاطرة شديدة مكمنها هو تمكين هذه القوة بعد التحامها مع إمدادات مناسبة وقوة دعم كافية من القيام بهجوم عكسي يضيع جهود القوات المسلحة ورجال المقاومة المقاتلة وفي معركة المطار.
كان الحل هو إرسال قوة حسم تبعثر جهود القوات الأمريكية بشكل كامل من خلال إحباط النوايا بمعاودة الهجوم وهو أمر ليس بالصعب على الحرس الجمهوري ولواء الجحافل 90 ضد الكتيبة الأمريكية المنهارة ولكن الأمر أختلف مع دخول الكتيبة الثالثة الميكانيكية المعادية (5000 علج) لدعم الكتيبة الأولى المنهارة، الأمر الذي أعاد لهذه القوة عافيتها ورمم عجزها، وبالنظر إلى التجربة القاسية التي خاضتها ألوية الحرس الخاص وأدت إلى خروجها المبكر من المعركة إضافة إلى أن تشكيلات الحرس الجمهوري قد انحلت في بغداد والمدن العراقية ولم يبق منها في الميدان إلا فرقة النداء المدرعة كقوة ضاربة، إلا أن زج هذه القوة في الوقت الحالي في ظل تفوق كبير لصالح العدو ضرب من ضروب الإنتحار.
ومن هنا لم يشأ الرئيس المجاهد صدام المغامرة بتشكيل قتالي آخر من النخبة بعد الذي حدث مع اللواء 37 من الحرس الخاص.
إلا أن فكرة القائد الشهيد قائد اللواء 37 قد أعجبت القائد العام صدام حسين من حيث فكرة الصدمة بقوة الاندفاع والمباغتة بالكتلة المدرعة واستخدام الذخائر المباعدة المنزلقة على الليزر، فهذا المبدأ وفق التجربة التاريخية كان سبب الانهيار السريع لخط ماجينو في فرنسا أمام الكتلة المدرعة الألمانية في وقت قياسي ومثل في ذلك الوقت الوجه الأول للحرب الخاطفة في الحرب العالمية الثانية.
و لكن هجوم الفرسان السريع هذا يستدعي أمرين هما خلو التشكيلات المهاجمة من كل ما يثقل حركتها فالسرعة والمباغتة يفقدان العدو القدرة على تنظيم ردود الأفعال ويجعل عنصر الصدمة والمباغتة والمبادأة بيد المهاجم وهو العنصر الأساسي في حسم المعركة لصالح القوة المهاجمة.
و كان من أهم التشكيلات التي تم تحييدها لزيادة حيوية الكتلة المدرعة هي تشكيلات الدفاع الجوي المواكب والإسناد المدفعي المتحرك لما قد يسببه هذا الأخير من مشاكل سمتيه يكون تأثيرها نتيجة صعوبة التنسيق سلبي جداً على الكتلة الصديقة.
و هو أمر في ظاهره خطير خصوصاً مع عدم وجود غطاء جوي يدعم قوات الحرس الجمهوري.

صدام أمر بدخول دبابات تي 72

كان قرار القائد صدام وقادته العسكريين هو تزويد اللواء 26 و23 المدرعين بدبابات ت 72 من الجيل الخامس وهو جيل متطور جداً تدرب الحرس الجمهوري عليه جيداً ولم يستخدمه وقد اعتمدت القيادة بعد الله عز وجل على ثلاثة عناصر قوة إضافية لدعم هذه الدبابات والمجنزرات المدرعة ب م ب 3 الناقلة لمجاميع حماية الدبابات وهذه العناصر هي:
1. تزود المقدمة والجوانب في الدبابات والمدرعات بالدروع التفاعلية وهي عبارة عن علب مكعبة تحوي مادة متفجرة تمثل قوة نابذة تبعد أو تدمر الأجسام المعادية المضادة للدروع.
2. تزويد هذه الآليات بدروع وثابة متفجرة انشطارية أسطوانية الشكل يتم التحكم بها آلياً من خلال مستشعر IR حراري مهمة هذه الأسطوانات الوثوب بشكل شاقولي أو مائل إحداث مصد آني من كرات معدنية عالية الكثافة والمتانة والسرعة تدمر كل ما يعترضها من القذائف المضادة الانقضاضية.
3. استخدام صورايخ م / د ذكية يمكن إطلاقها من سبطانات الدبابات يصل مداها إلى 10 كم وتستطيع خرق حتى 1000 ملم بالفولاذ المكثف، ويتم توجيهها بالليزر من قبل الدبابة أو المجنزرة حتى مسافة 6 كم أو بواسطة مرشدات الليزر الخاصة بالقوات الخاصة Laser Navigator LN حتى مسافة 10 كم وتسمى هذه الصواريخ التي هي ثنائية المهام من خلال فاعليتها ضد الحوامات الهجومية أيضاً حتى مسافة 7 كم AT 19 Vikher M وهي ثنائية التوجيه من خلال وجود توجيه حراري في المرحلة الأخيرة.
وفي حالة الصِدام، فقد تم تزويد الدبابة بقذائف جديدة فعالة ضد الدروع الأمريكية وهي من الفئة الترادفية أي الخرق ثم التدمير، مما جعل التقارب في القدرة التقنية والتجهيزية مع العدو بين 50 إلى 70 ‘، وبإضافة إرادة القتال والصمود والشجاعة فالتفوق 150 ‘ على الأقل لصالح أبطال الحرس الأشاوس.

عملية السهم المكسور

و بالفعل بدأت المعركة وكانت منذ ساعاتها الأولى لصالح رجال الحرس الجمهوري وحاول الطيران أن يثني هذه القوة الجبارة عن ما أرادت ولكن دون جدوى وكان مشهد المعركة يوحي بوضوح أن الكفة بالنصر في صالح قوات الحرس، عندها لم يكن أمام العدو إلا اللجوء لمبدأ التدمير المتبادل أو ما يعرف عند قادة البنتاغون بالسهم المكسور Broken Arrow، فقد أقلعت طائرتان من نوع MC 130H Combat Talon تابعتين لقوات العمليات الخاصة.
تحمل كل طائرة قنبلة من نوع ‘أم القنابل MOAB’ (العتاد الجوي الهائل التفجير) محملة على حامل موضوع على سكة تقوم بتسيير الحامل والقنبلة نحو البوابة الخلفية لينزلق الحامل تاركاً القنبلة التي تزن 21000 رطل (9530 كغ) والتي يبلغ طولها 9 أمتار.
و قد كانت هذه الطائرات تتوجه بأمر من قيادة الإجرام في البنتاغون نحو المعركة لتصنع الجحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذه القنابل بالحقيقة هي قنابل نووية ولكن بوجه جديد أو شكل آخر وهي تعتمد على مادة مركبة تسمى الباريوم الفتاك Superbaric تولد حرارة مركزية تزيد على 10000 درجة مئوية وهي حرارة كافية لصهر أي معدن وتبخير أي كائن حي، إضافة إلى موجة إشعاعية عالية التركيز والكثافة من الميكروويف تزيد بآلاف الأضعاف عن قوة موجات أفران الميكروويف المنزلية، الأمر الذي يؤدي إلى تفحيم الآليات بأنواعها وتفحيم من فيها أو يؤدي إلى تجريد الجلد عن العظم لمن يتعرض لهذه الأشعة مباشرة في العراء.
ويبلغ قطر التأثير القاتل لهذه القنابل أكثر من ميلين ويتم توجيهها بالأقمار الصناعية لذلك فإنها دقيقة جداً لا يتعدى خطأها الدائري 13 متراً، وقد تسببت هذه القنبلة رغم ذلك بمقتل المئات من قوات العدو نتيجة فائض التأثير الناتج عنها وعطلت معظم آلياته بتأثير موجات الميكروويف العالية الطاقة الناتجة عنها أيضاً.
أما الخسائر من شهدائنا وللأسف الشديد فقد كانت كارثية وانا لله وانا اليه راجعون.

السفير الروسي حسم الأمر

هنا رأت القيادة العامة بقيادة صدام أن من الحكمة التحول إلى الخطة الاحتياطية التي نشهدها اليوم قبل أن تتجدد هذه الكوارث مرة أخرى خصوصاً بعد عودة السفير الروسي إلى بغداد وتأكيد هذا الأخير أن الأمريكيين ماضون باستراتيجية المحو التام وأنهم أعدوا أكثر من عشرة قنابل عملاقة مماثلة للتي استخدمت ضد تشكيلات الحرس الجمهوري في حالة تعرضها إلى أي كمين يشبه ما أصابها في مطار بغداد.
وقد ورد تنويه في خصوص هذا الأمر في بيان كتائب الفاروق الأول والذي كان نصه ‘ إن عملية انسحاب القوات العراقية من بغداد تمت وفق مشاورات سياسية، وذلك بعد أن قررت القيادة الأمريكية دك بغداد بقنابل من زنة العشرة اطنان والتي تعتبر من القنابل التكتيكية التي تعادل القنابل النووية الصغيرة وان الانسحاب تم وفق تكتيك حربي أربك أعداء الله وان القيادة العراقية لم تسقط ولكن ظروف المعركة وعدم تكافئها جعل القيادة تختار اللجوء لحرب وفق مجاميع مقاومة سوف نأتي على شرحها لاحقاً وهي فكرة وتأسيس الرئيس الراحل صدام حسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *