تونس.. الارض تغطت بالتعب
تفجرت تونس وانتفض اهلها لإسقاط الرئيس بن علي في اول مفاجئة صمود يقدمها الشارع العربي.. و لايصدق بن علي أن الشوارع التونسية في يوم ما ستولد ثورة شعبية تحملة الي مزبلة التاريخ.! وكان بن علي يخادع الثوار التوانسة في السويعات الأخيرة ويحبس الخواطر بفتح ابواب الحريات واغالة الحكومة وحل البرلمان.. ولاتنفع الحيل بعد ان بلغ الكيل الزبا وعبر الجماهير الحواجز إلا ان يركب الرجل طائرتة ويغادر تونس الخضراء الي بلاد يجلس فيها ضيفاً كريم.! وبن علي لايدري يومئذٍ ان عقدين من حكمة البقابض ستنهي نفسها وتنتهي في ليالي تسبب فيها بوعزيزي صاحب عربة الخضار الذي احرق نفسة في رابعة النهار.! واذا كان الرئيس التونسي يدري ان البطالة وتفشي الفساد واختلال العدالة الاجتماعية هو ناهية حقبتة البازخة لينتظر يومٍ تهيج فية وتموج تونس غضباً فيثور الناس والارض والجبال وشجر الزيتون، ويزداد أسف الرجل المخلوع ان يفك عقدة الشاب بوعزيزي ورفاقة في المجتمع التونسي الفقير.! ولكن وبن علي حينما يرى السيدان (الغنوشي والمبزع) يديران الامور في قصر قرطاج يعض بنانة ويتذكر خيانتة السياسية للرئيس بورقيبة الذي وضع علية ثقة وزير أول لحكومتة.. الفرق بين بن علي ورئيسة السابق انة جاء بإرادتة الي كرسي الحكم الرئاسي في تونس الخضراء وذهب بإرادة الشعب التونسي الجائع.! ويظن بن علي انة سيخلد في عرش السلطة بعد ازاحة الحبيب بورقيبة من قصر قرطاج .. وبورقيبة الذي يخرج لاول مرة من بيت عرينة لإستقبال الرئيس السوداني النميري في المطار مفسراً استقبالة للنميري انة رجل ظل يحكم دولة مشيدة من السياسين .. والغريب ان النميري ذهب بأمر شعبة المسيس وبورقيبة ذهب بتدابير رجلٍ يسمى بن علي.! ولو كان بورقيبة يدري ان سلطاتة يتغنصها رجل واحد لفضل الذهاب بانتفاضةتونسية تملأ الارض ازيزاً وتحملة الي بلآد الكرم الفياض.. وبن علي المطرود بارادة شعبة اراد بنهاية عهدة صب الماء على لبن فائر لتخور الشوارع بعد خرج البوعزيزي من المستشفي الي مثواة الأخير ليجد رئيس تونس ان حكومتة قد ارتكبت خطأً لايمكن تصحيحة فيحاول تهوين الاوضاع بعدم ترشحة في الانتخابات القادمة ولكن الشارع التونسي يزيد غضباً ليس بسبب مصادرة عربة المسكين بوعزيزي ولكن وجود امثال هؤلاء على عربة خضار يمثل ظلماً لايغتفر في تاريخ سلطة بن علي.! والكثيرين اثنوا الرئيس المخلوع انة على درجة من الوعي حينما غادر بلادة يطلب إستضافتة توقف الاحتراق في الشوارع التونسية وتمنع سقوط مزيد من ضحايا الانتفاضة بوجودة , والحلول التي عرضها الرجل على ثوار الغضب الشعبي جاءت متاخرة بحسب مراقبين للاحداث.. ولو حاول الرئيس المغضوب علية ان يتصرف بعقلية الرئيس العاجي (لوران باغبو). لزاد حجم الضحايا وقلل فرص استضافتة الميمونة ولكن بن علي صعد سلم الطائرة بحترام وحلق ساعات طويلة بين مالطا وباريس متخشياً هبوط المطارات الاوروبية المشروطة الي ان سمع نداء الديوان الملكي السعودي يرحب بة اضطرارياً في بلاد الحرمين وتحت ضيافة عاهلها ,! نعم غادر بن علي بغض الشعب ويكذب الرجل المخلوع انة سيغادر حكمة بامواج بشرية لاتنتظر وكان يحكم عقدين من الدهر ليصبح شيئاً غير مذكور في تقاليد الحكم العروبي واضعاً كتفية ما بين القزافي وعاهل المغرب بعد ان ادار شئون الحياة في تونس ولا يدري ان ثورة الجياع سوف ترمي بة خارج التاريخ والحساب البسيط ان بطش الناس وقمع الصحافة وقفل ابواب الرزق لبوعزيزي ورفاقة من شبان تونس المتعطل عن العمل.