حسن اسحق
الحكومة تحتفل بعيد الاستقلال ال58 وتدعو الي استلهام الدروس والعبر من الرعيل الاول والنخبة منجزة التحول الكبير من قبضة الانجليز الي قبضة الوطني،وتقيم احتفالات لهذا العيد،وتذكر الناس بالانتصارات،وتقول ان الحكومة لن تفرط فيما تبقي من البلاد،ويد للسلام واخري للسلاح، وان المناطق الشرقية والغربية في جبال النوبة سيطر عليها الجيش، والصحف الحكومية وكتابها يزفون النصر،وطرد الجبهة الثورية خلال ايام، ويروجون لهذا النصر ان 80% من هذه المناطق تحت قبضة الجيش . انه النصر المانشيتي الصحفي علي الورق،لاسعاد الموالين و(إبساط) السذج من المجاهدين لرميهم في حقول نيران لم يخبروا بيئتها من قبل، وكل هذا لن ينشر في الصحافة، إلا بعد ان يأتي من الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي بأسم الجيش، كلما تنتصر الجبهة الثورية في منطقة او مدينة،وتخسر الحكومة جنود وعربات وتدمير أليات عسكرية،واسر ضباط في الجيش والشرطة وجنود صف،يعلن عبر بيانه ان القوات المسلحة سحقت المتمردين او تصدت لهم،ويمنع نشر اخبار عن معارك تدور المناطق الثلا ث الا بعد اذنه. من بداية الاسبوع الحالي تكبدت القوات الحكومية ومليشياتها، ومرتزقة تشاد،مالي، خسارة لا تحتمل في طروجي وجاوة يومي السبت والاحد في جنوب كردفان، ودمرت 8 متحركات، وخسر القوات عربات عسكرية ودبابات واستلمت الجبهة الثورية علي صناديق ذخيرة، كما جاء في بيانها وقتل نائب مليشيات الجنجويد حميدتي، وقبلها في منطقة وادي(عويجي) في كتم شمال دارفور،خسرت معارك مع جيش عبدالواحد محمد نور. بعد كل هذه الهزائم للجيش وخسارته ضباطا وجنود،وعربات،الصحف تفرد صفحاتها، والمانشيت للحرب في الجنوب،وقوات مشار علي مقربة من جنوب، وسلفاكير يستنجد بيوغندا، والكتاب ينذرون من الصوملة في الجنوب وغيرها من التوقعات. يدركون ان جيش الصوارمي هزم في تروجي وجاوا ووادي عويجي،اما ان يحولوا الفشل العسكري الي نصر وسحق(التمرد)،ولا خيار للاعلام المقروء،والمراقب امنيا، الا التكسب بمدح مهزوم حتي لا تزيد من جراحه. وعلي القادة في القوات المسلحة، ان يكون لهم رأي في هذه الحروب، ويجب ان يقدموا النصائح، للحكومة الحزبية، ان الجيش بسيره علي خطي الحرب ضد شعبه، تزداد الكراهية، وكل اسباب الحروب قبل الاستقلال مطالب وحقوق سياسية وثقافية واقتصادية،كل حزب يزج به، ويفكر في الامر ان حدث تغيير في البلاد، فالقوات المسلحة تحتاج الي تغيير، فسيطرة المؤتمر الوطني حولته الي قوات حزب مسنودة بمليشيات.
[email protected]