تغيير قادم في نظام امتحان التوجيهي
طلبة التوجيهي المشاركين بالحلقة: افسحوا لنا حرية التخطيط لكيفية دراستنا دون ضغط
ناقش برنامج تأملات تربوية التلفزيوني في حلقته التي بثت عبر فضائية مكس امتحان التوجيهي من زاوية ما يرافق هذا الامتحان من مخاوف وقلق لدى الطلبة واليات تعاطي المجتمع الفلسطيني مع هذا الامتحان وما يحيط به من هالة تشكلها العائلات الفلسطينية بوصف هذا الامتحان كفاصل لمرحلة مهمة في حياة الطلبة.
اثار البرنامج مجموعة من القضايا تناولها ضيوف الحلقة بنقاش معمق. برنامج تأملات تربوية في هذه الحلقة اشرك اصحاب الشان وهم الطلبة حيث استضاف ثلاث طلاب احدهم خاض غمار التوجيهي وتجاوزه الى مرحلة الجامعة، وطالبتان هن الان في مرحلة التوجيهي. تحدث الطلبة عن ما مروا به ويمروا به حيث اشاروا الى الضغط الذي يشكله الاهل على الطلاب في مرحلة التوجيهي وما ينتج عن هذا الضغط من ردود افعال عكسية لدى الطلبة قد تؤدي في بعض الاحيان الى خفض الدافعية للدراسة. بدوره تحدث السيد ناصر صبيحات وهو مرشد تربوي في مديرة التربية والتعليم في جنين عن بعض الارشادات للطلبة والاهالي في هذه المرحلة حيث اشار الى ان التوجيهي هو مرحلة تراكمية وليست سنة واحدة وركز على اهمية تشكل الدافعية والثقفة بالنفس لدى الطلبة وربط بين هذه المرحلة وبين طرائق التربية لدى الاهل وخاصة الطريقة التقليدية في التربية والقائمة على الترهيب للابناء وسلبيات هذه الطريقة في التعامل مع طلاب التوجيهي على وجه الخصوص، وأشار الى ضرورة ترغيب الطلبة بالتعلم وليس ترهيبهم، وتحدث عن دور المعلم الذي اعتبر ان له دورا اساسيا في دعم الطلبة وتحدث عن مساوء الدروس الخصوصية المنتشرة في مجتمعنا وخاصة لدى طلبة التوجيهي، حيث اعتبر بانها سببا في عدم دافعية الطلبة للتعلم داخل غرفة الصف.
البرنامج استضاف الدكتور بصري صالح وكيل مساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم العالي عبر الهاتف حيث قال ان وزارة التربية والتعليم تضع التوجيهي في قمة اهتماماتها لانه يمهد لمرحلة لاحقة لحياة الشباب ويحدد ملامح مستقبلهم وتتجلى اهمية التوجيهي ايضا حسب الدكتور صالح بما يعطيه المجتمع من اهتمام لهذا الامتحان لان العديد من المهن اصبحت تعتمد عليه حتى لاؤلئك الطلبة الراغبين في التوجه لمنحى العمل المهني والصناعي، حيث اصبحت شهادة التوجيهي مطلب للعديد من المهن والوظائف وبذلك اصبح للتوجيهي مرجعية اجتماعية واقتصادية ايضا لارتباط شهادته بالمستقبل المهني للطلبة. واشار الدكتور بصري الى اهداف امتحان التوجيهي والمجمع عليها اجتماعيا وشدد ان الوزارة حريصة على ان يحقق هذا الامتحان اهدافه ولذلك تقوم الوزارة حاليا بدراسة رؤية تطويرية لنظام التوجيهي اخذة بعين الاعتبار كافة النقاشات التي تدور حوله، واضاف ان الوزارة وخلال الفترة الماضية اجرت نقاشات معمقة مع كافة الاطراف من اهالي وطلبة وتربويين حول اليات تطوير نظام امتحان التوجيهي، واضاف ان الوزارة ترتكز على اربع جوانب اساسية في نقاشها لتطوير التوجيهي، حيث ان الوزارة ترتكز على حرصها على النظام الحالي للتوجيهي واجرائاته هذا النظام الذي اصبح بمثابة موروث اجتماعي رغم اختلاف اشكاله في سنوات سابقة الا انه بقي يلامس نفس الروح وحرص الوزارة على هذا الموروث ياتي من ما رافق هذا النظام الحالي من خبرات ومعارف بتعليماته يحفظها القائمين عليه عن ظهر قلب، الى جانب ان التوجيهي في فلسطين له مصداقية دولية ومحلية تراكمت عبر سنوات طويلة طبق فيها هذا النظام. اما المرتكز الاخر حسب صالح هي توجهات الناس واهمهم الشباب والطلبة حيث اخذ بعين الاعتبار توجهات كافة الاطراف، وقال ان الوزارة تركز على ضرورة ان تكون المعرفة متراكمة لدى الطلبة وهذا التراكم يترجم الى ضرورة الانسجام بين التوجيهي وما سيدرسه الطلبة في الجامعات، واشار ايضا الى الاهتمام بأن لا يكون القياس في امتحان التوجيهي معتمد فقط على قدرة التذكر والحفظ. اما الجانب الثالث الذي اشار له صالح كمرتز لنقاش الوزارة حول تطوير نظام جديد للتوجيهي هو الجانب المرتبط بعالمية هذا الامتحان وقال اننا لسنا الوحيدين اللذين نطبق نظام امتحان التوجيهي في العالم ولهذا قامت الوزارة بتحليل الانظمة الدولية لامتحان التوجيهي على اختلاف اشكالها ومن هذا التحليل سيتم استقاء ما يناسب فلسطين، اما الجانب الرابع فهو مرتبط بالنظريات الخاصة للقياس والتقويم كون الامتحان هو جزء من علم القياس والتقويم والكيفية التي سيتم بها استخدام التكنولوجيا ليتلائم الامتحان مع متطلبات العصر. واشار الدكتور صالح الى ان الوزارة شكلت لجان متخصصة لدراسة اليات تطوير النظام الجديد للتوجيهي وانه خلال فترة زمنية ليست بالبعيدة ستستكمل نقاشاتها للخروج بمقترح تطويري لنظام التوجيهي يوضع على طاولة صناع القرار وراسمي السياسات في طريق اقراره.
يذكر ان برنامج تأملات تربوية يبث على فضائية معا مكس بالشراكة بين مركز ابداع المعلم وشبكة معا ويعالج قضايا التربية والتعليم .وافادت انتصار حمدان مديرة برنامج المسؤولية الاجتماعية في مركز ابداع المعلم معدة ومنسقة برنامج تاملات تربوية ان الهدف من نقاش المتحان التوجيهي في الحلقة التي بثت مساء السبت هو مساهمة من القائمين على البرنامج لتقديم بعض الارشادات للاهالي ولطلاب التوجيهي كون الطلبة ليسوا ببعيدين عن بدء الامتحانات حيث ترتفع وتيرة التوتر والخوف لديهم كلما اقتربوا من موعد الامتحانات الوزارية، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اشارت حمدان الى ان لا يصح نقاش هواجس ومخاوف الطلبة واهاليهم دون التعرض للاسباب التي تقف وراء هذه المخاوف لهذا افرد جزء من الحلقة لنقاش سياسات امتحان التوجيهي والتي سيتم التعرض لها في حلقة قادمة حسب ما افادت به حمدان.
جدير بالذكر ان مركز ابداع المعلم ينتج برنامج تأملات تربوية كبرنامج اسبوعي يبث عبر فضائية مكس كل يوم سبت يبث مباشر في اول سبت ويعاد بثه في ثاني سبت. وان في جعبة المركز العديد من القضايا التي سيطرحها برنامج تأملات تربوية في حلقاته القادمة حيث سيتم مناقشة التعليم كمهنة، اساليب القياس والتقويم وتأهيل المعلمين، والعنف بالمدارس وغيرها من المواضيع الهامة في قطاع التعليم في فلسطين.
[email protected]