لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة

لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة
علي أبو زيد علي
قدرنا وقدر جيلنا أن نشهد هذه الفترة الحساسة التي تمر بها بلادنا وان نشهد وحدة الوطن في محك ومكان استفتاء وخيار بعد كل النضالات التاريخية لأسلافنا عبر العصور من اجل تكوين امة السودان وقدرنا الأليم أن يكون من بين أبناء جيلنا في الشمال أو الجنوب من يقف إلي جانب الانفصال ويقدم لذلك المبررات الحسية والأسباب العقائدية والدعاوى والاعتقادات الزائفة ويكون فريسة لردة الأضداد.
 أن المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا لا تقل بأية حال عن تلك المواقف التاريخية الكبيرة وتلك التحديات العظيمة التي واجهت الأجيال السابقة من أهل السودان من لدن اصتراع الممالك السنارية والدارفورية وممالك تقلي لتكوين وحدة جغرافية وسياسية وحتى الكفاح والجهاد في مواجهة الاستعمار التركي والاستعمار الحديث الانجليزي ومحاولات سلب الإرادة وارتهان إرادة الوطن في الأنظمة السياسية الضعيفة التي استولت على الحكم وثار عليها الشعب فهذه الفترة تتطلب استدعاء تاريخ الموروثات والقيم الوطنية الصادقة للعبور لشاطئ الوحدة والسلام.
 في مقالنا السابق ونحن نملك حق التحريض ومخاطبة الرأي العام والاستبسال وراء حديث رئيس الجمهورية في افتتاح الدورة البرلمانية الحالية وتحدث انه “لا بديل لغير الوحدة” ونحن هنا نشير إلي خطل الادعاء أن السلام والتعايش سوف يكون بين دولتين في الشمال والجنوب بفعل الانفصال فعملية الانفصال ليس انفصال سيامي بين جسدين ملتصقين إنما هو تمزيق للأوردة والشرائيين وواهم من يرى أن قيام الدولتين في السودان هي نهاية لمعاناة الحرب الأهلية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً بل هي فترة التكوين في حساب بناء الأمم الساعية للمجد والقوى.
 كل الدلائل والوقائع تشير إلي أن قرار الاتجاه نحو الانفصال وقيام دولتين في ارض السودان ليس قرار الشعب شماله وجنوبه بل هي رغبة المجتمع الدولي والدول ذات الأجندات الخاصة السياسية والاقتصادية وهي تلعب دوراً اساسياً في تغذية خيار الانفصال وإغواء المواطنين لتفتيت دولة السودان وهو دور معلن يتحدث بها المندوبون ورؤساء الدول الأوربية في مؤتمراتهم والمحافل الدولية رغبتهم من الانفصال الوصول إلي الأهداف التي ظلت تسعى خلفها وهي الهيمنة السياسية والاقتصادية على دول العالم الثالث الناهضة وهي تهدف في وضع السودان للاتي:
أولاً: فك الارتباط العضوي بين المجموعة العربية والقارة الإفريقية والذي يمثل السودان ووضعه الجغرافي وتنوعه الاثني دعماً لرابطة الدول العربية شمال افريقيا والدول الإفريقية جنوب الصحراء وهي تمثل الوصل بين العروبية الاسيوية والزنجية الإفريقية وذلك بغرض اضعاف تضامن هذه الدول في المؤسسات الأممية والتاثر في القرارات الدولية ومواجهة السياسات الامبريالية في الوطن العربي والقارة الإفريقية من اجل إعادة بناء خارطة شرق اوسطية جديدة واستلاب ثقافي لافريقيا البكرة في عصر القطب الاحادي.
ثانياً: ظل السودان منذ قيام نظام الإنقاذ باهدافه المعلنة يمثل هاجساً للولايات الامريكية وعدد من الدول الغربية الكبرى فالنظام الإسلامي الانقاذي الثوري الساعي لبناء دولة عقائدية على النهج التحرري والاستقلالي وعلى النهج الايراني تلك الاحادية الانجلوسكسونية لم تغب عن ذهنها استقطاب النظام الانقاذي للعون الفني والتكنولوجي من الدول الناهضة في الشرق والتي تشكل تهديد لسيادة امريكيا على العالم مثل الصين وماليزيا وقد شهدنا المواجهات بين النظام وبين دول الغرب من الحصار والعقوبات وهي الان تتوجه من خلال تمزيق الشمال والجنوب إلي إكمال السيناريو كما حدث في الاتحاد السوفيتي حيث قمت الدول الاوربية بنتف ريش النسر من اطرافه والسيناريو الذي تم في العراق وهي الان تعيد فصول السيناريوهات في تشجيع انفصال جنوب السودان ودعم الحركات المسلحة في شمال السودان وتحريك اليات المؤسسات الدولية مثل الجنائية ومجلس حقوق الإنسان وتسعى للارتكاز في الجنوب بعد الانفصال لممارسة الضغوط والمحاصرة لدول شمال افريقيا الناشطة وأحكام العزلة بين العالم العربي والقارة.
 نحن في المنظمات الإنسانية لا نقف في الحياد ازاء وحدة السودان فاهدافنا تقوم على الوحدة الإنسانية وعدم التمييز وخيار الجماعة وقد قامت شراكة المنظمات الوطنية للسلام والوحدة والتنمية (شموس) باطلاق دعوة تحريضية بان لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة.
ولله الحمد،،،،،،
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *