منعم سليمان عطرون
30جوان 1989ف في الخرطوم .
لم يكن يوجد نظام ديمقراطي خسره شعب السودان بوصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة.
بل كان يحكم البلاد ديكتاتورية طائفية عرقية دينة فاسدة وعاجزة إنقلب عليها ديكتاتورية عسكرية رديفة طائفية دينية عرقية منافسة للسلطة.
كلاهما من ذات الفئة والعقلية “جلابة شماليين”
كلاهما صنع له أتباع وفلاقنة من الأمم الزنجية المتمسلمة؛ وتمارس الفهلوة و الخديعة والتضليل.
كلاهما حريص على أن تبقى صيغة الدولة العنصرية وبنيتها الخاطئة المسيئة للإنسانية.
وكلاهما له وجهة نظر ؛ ومتفنن في كراهية واضطهاد وقمع سكان السودان الأصلايين وتدمير قيمهم وحضارتهم وتزيف تاريخهم.
طوائف الجلابة الأخرى في اليسار واليمين؛ والذين يظهرون أنهم معارضين للديكتاتوريتين ؛فإن ذلك فقط من دافع عدم حصولها على لقبمات السلطة وفرصة لتطبيق وجهة نظره في الإضطهاد وقمع سكان البلد التاريخيين . فهم ايضا من ذات العقلية.
ادبيات معارضتهما ؛ تحمل معاني تجارة جلابية بالقيم والعواطف والمفرادات؛ لتخفي اختلاف مصالح وصراع طبقات وبيوتات بينهما وليس نضالا من أجل بناء نظام ديمقراطي يحترام حقوق الانسان.
حروب الإبادة و ووضعية مخيمات النازحين واللاجئين لسكان البلد الاصليين؛ وعلى مدار الزمن إختبرت بما يكفي كل القوى الخرطومية.
تظل دعوتنا ونضالنا في كل الأزمنة والمناسبات إلى ضرورة بناء دولة سودانية جديدة وفق ست خطوات متتالية:
1.اسقاط نظام الديكتاتور وتسليم المطلوبين للعدالة الدولية في لاهاي.
2.تفكيك اسس دولة الجلابي .وقف الحروب وابطال شرعية الابرتهايد.
3.بناء نظام ديمقراطي بدستور جديد ؛ مرجعيته الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهود الدولية.
4. إفامة عدالة إنتقالية شاملا منذ 1955ف. على ضؤ قوانين الدستور الجديد.
5. إجراء إنتخابات برلمانية وفق قانون إنتخابي جديد من الدستور الجديد.
6. إنتخابات رئاسية وفق القانون الأنتخابي الجديد من الدستور الجديد
في الحديث عن التغيير في السودان ؛ المسألة لا تتوقف فقط ؛ بل وتتعدى تغيير شخوص وسياسات ومنهج النظام الحاكم الحالي مهما كان مسمياته اسلاميين /جبهة قومية / مؤتمر وطني /اخوان مسملين/ كيزان . او اي نظام حزبي خرطومي اخر يكون في السلطة . بالرغم من انه يمثل 52% من الأزمة.
فالأزمة هي اساس دولة أجنبية وعدوة و بهوية لا تمثل هوية السكان الارض ولا تعبر عن تاريخهم وحضارتهم وقيمهم . وظيفتها ان تضطهد السكان وتمارس حرب ابادة ضدهم على نحو الابرتهايدي.
والمجتمع النخبوي السياسي هو مجتمع صفوي شمالي ؛ يعبر عن الحالة الأجنبية في التفكير والتخطيط والممارسة . و ان اردفت في مؤسساتها شخوص سودانيين من نخب الاقاليم المتعلمة لكنهم فلاقنة لا يعبرون عن شعوبهم ولا تغيير في الوضع شئ.
تتبارى النخب الجلابية في هذه الوضعية ؛ سواء عبر سواء عبر انتخاباتها او مظاهراتها او انقلابها العسكري من اجل الحفاظ على الحالة الشاذة للدولة التي تضمن لهم هيمنة سياسية ومصالح اقتصادية.
سوف لن يبخل اي من النخبة السياسية الجلابية ؛ حين يصل السلطة في عرض نظريته الخاصة في قمع سكان السودان واضطهادهم.
وفلاقنة الجلابة المخلصين هم أذناب ديكة ؛ يميلون حيث هبت رياح اسيادهم في السلطة.
لهذا فان التغيير المعني هنا هو تغيير كامل وشامل ودائم يخلق دولة جديدة وواقع جديد.
هو تغيير يشمل هوية الدولة الوطنية وتوجها التي يجب ان تتفق مع تاريخ وجغرافية الارض وسكانها من الامم الزنجية . وتبعا لذلك تنشأ وظيفة محددة ومعروفة لجهاز الدولة وتعملوتمارس وفق قوانين دستور جديد ؛ تخدم الانسان وتحميه وتصون حقوقه كاملة ؛ وينتخب لهذا الواجب من سكان البلاد من له وتعليم واخلاق وقدرة ووعي واخلاص وليس حسب عرقه او دينه او نسبه وحسبه وجهته .
بل سودان جديد.
[email protected]